نزلت بملك خاص.. لماذا تكفي سورة الفاتحة عن 113 سورة؟
سورة الفاتحة هي مفتتح المصحف الشريف والسورة الأساسية للصلاة ومن دونها تبطل، كذلك يفتتح بها كل أمر، فما هو فضل سورة الفاتحة وسبب نزولها وما لا يوجد في غيرها وخصائصها الخاصة بها؟، هذا ما نتركه عبر القاهرة 24 من خلال استعراض معلومات هامة وخاصة حول سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة
نزلت سورة الفاتحة على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد أول ما نزل من القرآن الكريم "اقرأ"، أي أنها ثاني ما نزل من القرآن الكريم، وعدد آياتها مختلف عليه بين 7 آيات أو ثمانية آيات كالتالي:
- عدد آيات سورة الفاتحة في المصاحف المدنية والبصرية والشامية وكما يرى ابن مالك: 7 آيات ليس من بينها "بسم الله الرحمن الرحيم".
- عدد آيات سورة الفاتحة في المصحف المكي والكوفي: 8 آيات باعتبار البسملة آية لا تنفصل عن السورة.
وقد ورد حديث صحيح يفسر سورة الفاتحة، والتي تعد حوارًا بين العبد وربه، وتشمل أدعية شاملة، حيث روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله تعالى: أثنى علي عبدي. وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوَّض إلي عبدي. فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل".
وقال الشيخ أشرف الفيل، أحد علماء الأزهر الشريف، أن لسورة الفاتحة نحو 25 اسمًا بحسب العلماء، ذكر منها الإمام القرطبي 12 اسمًا في كتابه وهي:
- سورة الكافية.
- السورة الواقية.
- سورة الشفاء.
- سورة الحمد.
- أم القرآن.
- أم الكتاب.
- السبع المثاني.
- فاتحة الكتاب.
- الأساس.
- الوافية.
- سورة الصلاة.
- الرقية.
فضل سورة الفاتحة
وحول فضل سورة الفاتحة، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن سورة الفاتحة لها فضل عظيم كما أكدت ذلك نصوص الشريعة الإسلامية؛ مستدلة بقوله تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"،وما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوْتِيتُه".
لذلك تسمى سورة الفاتحة بـ القرآن العظيم، وفقًا ما سبق من أدلة، كما أوردت الافتاء حديث لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يَا جَابِرُ، أُخْبُرِكَ بِخَيْرِ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟. قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ". قال راوي الحديث: وأحسبه قال: "فِيَها شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ".
وفيما يلي تشير الإفتاء إلى فضل سورة الفاتحة عن غيرها:
- أنَّها أمّ القرآن، وتكفي عن غيرها ولا يكفي عنها غيرها؛ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ".
- قال عنها ابن القيم: فاتحة الكتاب، وأمّ القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغِنَى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن؛ لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك. ولما وقع بعضُ الصحابة على ذلك رَقى بها اللديغَ فبَرَأَ لوقته، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ".
- نزلت بملك خاص: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع نَقِيضًا -أي: صوتًا- مِن فوقه، فرفع رأسه فقال: "هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ"، فنزل منه مَلَكٌ فقال: "هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ"، فسَلَّم -يعني: الملَك- وقال: "أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؛ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ".
وحول ذلك، يعلق الشيخ أحمد الفيل العالم الأزهري، بأن سورة الفاتحة تشتمل على كل معاني القرآن الكريم كأنك تقول أن القرآن 114 سورة والفاتحة يفسرها 113 سورة، أي أن كل السور تفسرها سورة الفاتحة.
وشدد على أن سورة الفاتحة هي الواقية التي تقي الانسان من شر الحسد ومن شر السحر، وتشفي المريض إن رُقي بها على موضع ألم، وهي سورة ما أنزل الله مثلها في أي كتاب سماوي آخر غير القرآن الكريم.
سورة الفاتحة مكتوبة بخط جميل
ونترككم الآن مع صور سورة الفاتحة مكتوبة بخط جميل:
