دعاء ركوب السيارة.. الحمدُ للهِ الَّذي أكرَمنا وحمَلنا في البَرِّ والبحرِ
يعتقد البعض أن دعاء ركوب السيارة، هو دعاء خاص بالارتحال والسفر فقط، بل ومنهم من يرى أنه لا يصلح للسيارة وإنما للدواب، ولا يعرف هؤلاء قيمة هذا الدعاء المبارك وفضائله، ولا يدركون معنى كل كلمة فيه ومدى نفعه لحفظ النعمة وتحصين النفس. فما هو دعاء ركوب السيارة، وما معناه وكيف يمكن قوله؟، هذا ما نشرحه عبر القاهرة 24.
دعاء ركوب السيارة
ورد دعاء ركوب السيارة في السنة النبوية المطهرة، على الرغم من عدم اكتشاف السيارات حينها، فقد كانت وسيلة الارتحال والسفر هي الدواب، ولكن مع تطور اختراعات الإنسان، استبدلت الدواب بالسيارات والقطارات والطائرات.
ويعد أشهر ما قيل في دعاء ركوب السيارة قوله صلى الله عليه وسلم الحمد لله ثم يقول "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون" ثمَّ قالَ الحمدُ للَّهِ ثلاثًا واللَّهُ أكبرُ ثلاثًا.
وفي رواية أخرى عن علي بن أبي طالب، "ركِب عليٌّ دابَّةً فقال: بسمِ اللهِ فلمَّا استوى عليها قال: الحمدُ للهِ الَّذي أكرَمنا وحمَلنا في البَرِّ والبحرِ ورزَقنا مِن الطَّيِّباتِ وفضَّلنا على كثيرٍ ممَّن خلَقه تفضيلًا: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14] ثمَّ كبَّر ثلاثًا ثمَّ قال: اللَّهمَّ اغفِرْ لي إنَّه لا يغفِرُ الذُّنوبَ غيرُك ثمَّ قال: فعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ هذا وأنا أردفه".
ماذا يقول المسلم عند ركوب السيارة؟
وحول ماذا يقول المسلم عند ركوب السيارة؟، ورد في فيديو مصور للداعية الإسلامي مصطفى حسني، رواية حديث علي بن ربيعة رضي الله عنه قال: شَهِدتُ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فلما وضع رجله في الرِّكَاب قال: "بِسْمِ اللَّهِ" ثَلاَثًا، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ". ثُمَّ قَالَ: "{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (الزخرف:13-14)"، ثُمَّ قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ" ثَلاَثًا، "اللَّهُ أَكْبَرُ" ثَلاَثًا، "سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ"، ثُمَّ ضَحِكَ.
ويكمل رواي الحديث: فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَـبُ مِنْ عَبْـدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِـرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِـرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ).
ومن ذلك يتبين فضل دعاء ركوب السيارة فيما يلي:
- أن الله أكرم الغنسان بتسخير ركوب له سواء من دواب أو سيارات لقوله تعالى "لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس"، وهو ما ينطبق على السيارات التي فيها جمال ومباهاة.
- الراحة والرأفة من الله تعالى فما كانوا يستغرقونه من أيام للانتقال أصبحت الآن دقائق بالسيارة.
- نعمة من الله تحمل أثقال الإنسان واستهلها لدرجة نسيان النعمة، فقال تعالى "وتحمل أثقالكم لبلد لم تكونوا بالغيه".
- حمد وشكر الله على نعمة الراحة وسهولة إدارة السيارة بدون مشقة وبأزرار مسخرة.
- سير السيارة يكون بإرادة الله تعالى ولكن في كل الحالات يكون السير إلى الله لقوله تعالى "وإنا إلى ربنا لمنقلبون".
- الله أكبر لأنه سخر لنا الكون وجعله لخدمتنا.
- اعتراف الإنسان بنعمة الله عليه وظلمه لنفسه.
- يتعجب الله تعالى من العبد الذي يدعو هذه الدعوة فيحفظه.
- تذكير الإنسان بالسير في سبيل الله تعالى.
- يسن قوله عند دخول الأسانسير أو ركوب السفينة والسيارة وغيرها.
ماذا كان يقول رسول الله عند السفر؟
وإلى جانب دعاء ركوب السيارة، ننقل نص الحديث الذي كشف ماذا كان يقول رسول الله عند السفر، وقد رواه عبد الله ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثًا، ثُمّ قَالَ:
"سُبْحَـانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَـا لَمُنْقَلِبُونَ، اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَـا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّـا بُعْدَهُ، اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُـوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ".
وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ، وَزَادَ فِيهِنّ: (آيِبُـونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَـامِدُونَ) رواه مسلم في صحيحه.