أضرار التنمر.. أستاذ طب نفسي يوضح آثاره على الأطفال وكيفية علاجه
تتنوع أضرار التنمر، والتي لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تصيب المراهقين والكبار أيضا بمشاكل نفسية عديدة، حيث فقدان الثقة بالنفس، والدخول في نوبات اكتئاب، وربما التفكير في الانتحار لدى ضعاف النفوس، وغيرها من آثار سلبية تترتب على أضرار التنمر التي نقدمها لكم عبر القاهرة 24 من خلال أساتذة الطبي النفسي، كما نسلط الضوء على أنواع التنمر وأسبابه وكيفية علاجه.
أضرار التنمر
يؤكد أساتذة الطب النفسي أن أضرار التنمر تظهر واضحة في صورة الطفل أو المراهق الذاتية، أو تفاعلاته الاجتماعية، أو أدائه المدرسي، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية مثل الاكتئاب، والقلق، وتعاطي المخدرات، وحتى الأفكار والسلوكيات الانتحارية، وقد تكون العلامات التي تشير إلى التعرض للتنمر جسدية أو عاطفية أو سلوكية أو اجتماعية أو أكاديمية.
ومن أخطر أضرار التنمر أيضا، تأثيره الشديد على نمو مخ الطفل، حيث يستمر نمو مخ الطفل حتى عمر 18 عاما، ولكن مع تعرضه للتنمر والإساءة بشكل مستمر، ستتعطل وظيفة إفراز المخ لبعض المواد الضرورية لنموه، ولذلك يكونوا الأطفال المتنمر بهم أقل نجاحا من أقرانهم، كما يؤثر التنمر على النمو العاطفي، إذ يؤدي التنمر إلى العزلة والانطواء والابتعاد عن حب الناس.
ووفقا لموقع WebMD، يؤدي التنمر إلى ردود فعل غريبة بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2012، أنه بالنسبة لجميع الطلاب الذين تعرضوا للتنمر، كان لدى 27.6% من الأولاد و40.5% من الفتيات درجات اضطراب ما بعد الصدمة ضمن النطاق السريري، وكانت الأعراض أسوأ بالنسبة لهؤلاء الطلاب الذين تنمروا على الآخرين وكانوا أهدافًا للتنمر، وتشمل أضرار التنمر على الأطفال تحديدا، التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد للتنمر والتي تتضح في:
- رفض الذهاب إلى المدرسة.
- الأداء الأكاديمي الضعيف.
- قلق الانفصال.
- إيذاء النفس.
- اضطرابات الأكل.
- الأفكار أو الأفعال الانتحارية.
- التوتر والقلق والاكتئاب.
- الغضب أو الإحباط.
- الوحدة والعزلة.
- مشاعر الرفض أو ضعف احترام الذات.
- تغيرات في أنماط النوم والأكل.
- شكاوى صحية.
- مهارات العلاقات الضعيفة.
آثار التنمر على المدى البعيد
ومن جانبه قال الدكتور هشام أحمد رامي، أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، أن التنمر موجود في المدارس والنوادي والفضاء لإلكتروني، كما أنه منتشرا بين جميع الفئات العمرية، فهي ظاهرة تطال جميع فئات المجتمع، ولكن الخطر الأكبر للتنمر يظهر في مراحل الطفولة والمراهقة، لأن هذه المراحل يتكون فيه شخصية الإنسان وأخلاقه وقيمه ودوافعه التي تحركه في الحياة فيما بعد.
وأضاف دكتور هشام خلال لقائه السابق منذ عامين، ببرنامج التاسعة المذاع على قناة الأولى المصرية، أن مدارس الدمج تستهدف تقليل أضرار التنمر، حيث يتعايش فيها الأطفال باختلاف أشكالهم وألوانهم وإعاقاتهم مع أشخاصا طبيعيين، فالكل سواء في تقلي العلم، مهام بدت الاختلافات واضحة، مقدما تعريفا للتنمر بأنه أي سلوك عدواني ونوع من العنف تجاه الآخر بشكل متكرر يستهدف أذى الآخر والسيطرة عليه أو إجباره على فعل يرفضه.
وتابع أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، أن هناك العديد من أنواع التنمر، حيث التنمر الجسدي، والتنمر اللفظي، والتنمر الاجتماعي، والتنمر النفسي، وهو الأخطر على الإطلاق، حيث يشعر فيه الأشخاص المستهدفين بالتجاهل، كما أن جميع أنواع التنمر تؤثر على النمو المعرفي والنمو النفسي للطفل.
علاج التنمر
وأكد دكتور هشام، أن علاج التنمر يعتمد في المقام الأول على الاعتراف بوجوده، فعلى المدرس أو المدرب أو الأهل الاعتراف بوجود ظاهرة التنمر، والوقوف بجانب الأطفال المستهدفين بالتنمر وإرجاع الحقوق لهم لإشعارهم بأنهم لن يكونوا فريسة للمتنمرين بهم، كما على الأهل مراقبة أبنائهم لمعرفة إذا كانوا متنمرين أم لا، وهو ما يتضح في السلوك العدواني بالألفاظ ونظرات العين وعلو الصوت، وفي هذه الحالة يتم علاج التنمر بسماع الأبناء ثم الرد عليهم بهدوء وتجنب انتقادهم.
وأما علاج التنمر للأطفال المتنمر بهم، فهو يتطلب أهل داعمين، لأن نظرات الإعجاب والتقدير في عيون الآباء والأمهات يعادل الإساءة التي تعرض لها الطل المتنمر، فلا يجوز للأهل أن يلقوا اللوم على الطفل المتنمر به حتى لا يشعر بالعجز، وكأنه أصبح ملامًا على التنمر به، فلا يجوز القول له" لماذا لم تأخذ حقك؟ لماذا لم تفعل به مثل ما فعل بك؟ بل يتم الذهاب إلى المدرسة وأخذ حق الطفل بشكل صحيح ومثالي.
كما نوه أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، بأهمية دور المدرسة في علاج التنمر، فلا يجوز الاستهزاء بشكاوى الطلاب، بل يجب الاستماع لها والعمل على حلها ورد الإسادة للطفل المتنمر به، حتى يشعر أنه في مجتمع يحافظ عليه ضد أي إساءة أو اعتداء، كما ينبغي تعليم الأطفال تقبل الاختلاف وتقبل الآخر.
أسباب التنمر
بعدما أوضحنا لكم أضرار التنمر وكيفية علاجه، فلابد من التنويه بما قاله أساتذة الطبي النفسي عن أسباب التنمر، فالشخص المتنمر يعاني من متاعب نفسية ويجب التعامل معها، وقد أثبتت الدراسات الطبية أن الأشخاص الذين يمارسون سلوكا متنمرا على الآخرين يعانون من فقدان القدرة على الإحساس بالآخر، وهي إحدى وظائف الفص الأمامي للمخ، ويجب تنميتها من الأهل والمجتمع حتى تقل أضرار التنمر.