رحلة شجرة الكريسماس.. قصتها من الحضارات القديمة وصولًا إلى تزيين المنازل والميادين للاحتفال
تُعد شجرة الكريسماس رمزًا عالميًا للاحتفال بعيد الميلاد، وتحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من التحولات الثقافية والتقاليد المتنوعة، منذ العصور القديمة، إذ كانت الأشجار دائمة الخضرة تُستخدم في الاحتفالات الشتوية، حيث كانت تمثل الحياة والخلود في مواجهة برودة الشتاء.
الجذور القديمة لتزيين الأشجار
وفقًا لـ History، في الحضارات القديمة، مثل مصر وروما، كانت النباتات دائمة الخضرة تُستخدم كرموز للخصوبة والحياة الأبدية، وكان المصريون القدماء يزينون منازلهم بأغصان النخيل في احتفالاتهم السنوية، بينما كان الرومان يعلقون أغصان الغار في منازلهم خلال احتفالات ساتورناليا، وهي احتفالات قديمة كانت تقام سنويا للإله ساتورن، إله الحصاد.
التحول إلى تقليد مسيحي في أوروبا
ومع مرور الوقت، بدأ تقليد تزيين الأشجار يتخذ طابعًا مسيحيًا في أوروبا، في القرن السادس عشر، بدأ المسيحيون في ألمانيا بتزيين أشجار الصنوبر في منازلهم احتفالًا بعيد الميلاد، ويُعتقد أن مارتن لوثر، هو من أضاف الشموع إلى الأشجار، محاكيًا منظر السماء المرصعة بالنجوم.
انتشار التقليد إلى بقية العالم
وانتقل تقليد شجرة الكريسماس إلى مختلف أنحاء العالم، في القرن التاسع عشر، إذ جلبت الملكة شارلوت، زوجة الملك جورج الثالث، هذا التقليد إلى بريطانيا، حيث أصبح جزءًا أساسيًا من احتفالات العيد، لاحقًا، انتقل التقليد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبح شائعًا في القرن التاسع عشر.
تطور أشجار الكريسماس: من الطبيعية إلى الصناعية
وكانت أشجار الكريسماس تُقتطع من الغابات الطبيعية، مما أدى إلى استنزاف بعض الغابات، مع مرور الوقت، بدأ الناس في زراعة أشجار خاصة للاحتفالات، مما ساهم في الحفاظ على الغابات الطبيعية، وفي القرن العشرين، ظهرت الأشجار الصناعية المصنوعة من مواد مثل البلاستيك والمعادن، مما وفر بديلًا مستدامًا واقتصاديًا.
تزيين الشجرة: من الشموع إلى الأضواء الكهربائية
بدأ تزيين الأشجار بالشموع، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، تم استبدالها بأضواء كهربائية ملونة وآمنة، كما أُضيفت الزينة الأخرى مثل الكرات الملونة، والشرائط، والنجوم، مما جعل الشجرة أكثر إشراقًا وجمالًا.
شجرة الكريسماس في العصر الحديث
واليوم، تُعتبر شجرة الكريسماس جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد في مختلف أنحاء العالم، وتتنوع أشكالها وأحجامها، وتُستخدم في تزيين المنازل، والساحات العامة، والمراكز التجارية، مما يضفي جوًا من البهجة والاحتفال في موسم الأعياد.