في ذكرى ميلادها.. لماذا وافقت فايزة كمال على المشاركة بـ«المال والبنون» رغم عدم قناعتها؟
تحل اليوم الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر، ذكرى ميلاد الفنانة فايزة كمال، وتُعتبر واحدة من أبرز نجمات جيلها، حيث استطاعت أن تترك بصمة واضحة في عالم الفن المصري بفضل موهبتها الفذة وأدائها المميز.
وعلى الرغم من تنوع أدوارها بين السينما والمسرح والتلفزيون، فإن فايزة كمال كانت دائمًا تلتزم بتقديم أعمال تلامس قلوب الجمهور وتعكس شخصياتها العميقة، بفضل قدرتها الفائقة على التفاعل مع الشخصيات المركبة والمعقدة، استطاعت أن تتربع على عرش قلوب محبي الفن، مقدمةً أعمالًا خالدة في تاريخ الفن العربي.
ذكرى ميلاد فايزة كمال
بدأت فايزة رحلتها بخطوات خجولة، ظهرت في أدوار صغيرة، لكن عين المخرجين لم تغفل عن تلك العيون الصادقة والأداء الطبيعي، كان أول اختبار حقيقي لها حينما اختارها المخرج الكبير سعد أردش لتقف أمام الكاميرا في أحد أدوارها المبكرة، يومها شعرت أنها وُلدت من جديد؛ لم تعد مجرد طالبة في المعهد، بل أصبحت ممثلة تسير بخطى ثابتة نحو النجومية.
في الثمانينيات، شهدت فايزة تحولًا كبيرًا في حياتها المهنية، قدّمت أدوارًا أظهرت قدرتها على أداء الشخصيات المركّبة، مثل دورها في مسلسل المال والبنون، جسّدت فيه صورة الفتاة الطيبة التي تقاوم ظلم الحياة، وقد وصل أداؤها لقلوب المشاهدين بصدق، مما جعل اسمها حاضرًا في كل بيت مصري.
فايزة كمال
لكن المسرح كان حبها الأول، على خشبته، كانت مختلفة؛ تتألق بحيوية وكأنها تُخرج طاقاتها كلها، في مسرحية الملك هو الملك، كانت فايزة مزيجًا من القوة والعذوبة، عندما تصفحت آراء الجمهور بعد أحد العروض، قرأت تعليقًا يقول: رأينا اليوم ملكة لا ممثلة، وكانت تلك الكلمات أعظم تقدير حصلت عليه في حياتها.
في حياتها الشخصية، كانت فايزة تواجه تحديات مثل أي امرأة عاملة، رغم شهرتها، لم تُهمل حياتها العائلية، تزوجت من المخرج مراد منير، الذي كان دعمًا كبيرًا لها، وأنشأت أسرة صغيرة، وحرصت دائمًا على التوازن بين فنها وحياتها الأسرية.
مسلسل المال والبنون
مع كل نجاح، كانت فايزة تطمح للأكثر، لكنها لم تسعَ يومًا وراء الأضواء، ظلت تُقدّم فنًا يعكس قناعاتها، إلى أن أنهكها المرض، أبرزها مسلسل المال والبنون على الرغم من أنها كانت تفضل الأدوار التي تحمل رسائل اجتماعية قوية، فقد اضطرت لقبول هذا الدور بسبب متطلبات العمل في تلك الفترة، رغم أن الشخصيات التي قدمتها لم تكن تطابق تمامًا قناعاتها الفنية، وفي لحظة وداع مؤثرة، رحلت فايزة كمال عن عالمنا عام 2014، تاركة خلفها إرثًا فنيًا خالدًا.