بتقف على حد
تُعد شراكة القطاع الخاص والعام PPP أداة استراتيجية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال تحقيق توازن بين الكفاءة الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية، ومساهمة في تحقيق مجموعة من الفوائد التي تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتكمن أهميتها في زيادة الكفاءة، إذ إن القطاع الخاص معروف بقدرته على إدارة الموارد بكفاءة وتحقيق عوائد أعلى بفضل خبرته في تحسين الأداء وتقليل التكاليف وجذب رأس المال الوطني والدولي، الذي يعزز النمو الاقتصادي ويوفر موارد مالية إضافية للحكومة، فضلا عن خلق فرص عمل حقيقية فعَّالة منتجة من خلال توسّع سوق العمل وخلق وظائف في مختلف القطاعات.
وإن كان من وجهة نظري أن الأهم في تخفيف العبء عن الحكومة بمشاركة القطاع الخاص؛ يساعد الحكومات على تقليل التكاليف المرتبطة بإدارة الخدمات العامة والبنية التحتية.
الابتكارات التكنولوجية دائما وأبدا تأتي من خلال القطاع الخاص الذي يساهم في إدخال التقنيات الحديثة والابتكارات في المشاريع، مما يزيد من جودة المنتجات والخدمات.
ولعلَّ أكثر ما يميز شراكة القطاع الخاص في الخبرة التخصصية التي تُساهم بشكل مباشر في تحسين الخدمات المقدمة وإدارة الموارد والتخطيط المحكم، ما هو واضح في تصريحات دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال المؤتمر الصحفي اليوم، بأن إجمالي استثمارات القطاع الخاص خلال الربع الأول من العام المالي الحالي تصل إلى 63.5 % من الاستثمارات الكلية، ما يؤكد أن القطاع الخاص هو قاطرة اقتصاد الدول المتقدمة.
ولنا في العديد من الدول التي نجحت في مشاركة القطاع الخاص بشكل فعَّال ومؤثر في الاقتصاد، منها سنغافورة التي تعتبر من أبرز الدول التي تعتمد على شراكة القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية، مثل النقل والموانئ.
والشقيقة المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 التي تعتمد، وتركز بشكل كبير على إشراك القطاع الخاص في مشاريع ضخمة مثل نيوم ومشاريع الطاقة والبنية التحتية.
يتربع مطار هيثرو بالمملكة المتحدة على قائمة أمثلة مشاركة القطاع الخاص الحكومي، الذي تُديره شركة هيثرو للمطارات القابضة سابقًا BAA Ltd، وهي شركة خاصة مسؤولة عن تشغيل وتطوير المطار بإجمالي إيرادات بلغت حوالي 3.7 مليارات جنيه إسترليني في عام 2023، وهو الأعلى في تاريخ الشركة ويتم تمويل تحسينات وتوسعات المطار من شركات استثمارية.
أما بالنسبة لمطار إسطنبول بتركيا، يُدار بواسطة تحالف شركات تركية خاصة تحت اسم IGA مطار إسطنبول الكبير، المسؤول عن تشغيل وصيانة المطار لمدة 25 عامًا.
تعزيز الاستثمارات الخارجية ومشاركة القطاع الخاص، أصبح واقعا ملموسا من خلال دعم القيادة السياسية الذي يعتمد على وضوح الأهداف لتتحقق الكفاءة والاستدامة والتنمية الاقتصادية.
