مجدى يعقوب يقود إنجازا طبيا مصريا بتكوين صمامات قلب تنمو طبيعيا داخل الجسم| تفاصيل
بقيادة الجراح العالمي السير مجدي يعقوب، أصبح العالم أمام ثورة في مجال الطب بشكل عام وجراحة القلب بشكل خاص، كما وصفتها التقارير بعد الإعلان عن عمليات جراحية تزود مرضى القلب بصمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، مما ينهي الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة.
صمامات تنمو بشكل طبيعي.. ثورة في عالم الطب يقودها السير مجدي يعقوب
وحسب التقارير، سيحصل أكثر من 50 مريضًا في المرحلة الأولى على صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل كهيكل داعم يتم زرعه ويتكامل مع خلايا الجسم، ومع مرور الوقت، تذوب هذه الهياكل تاركة خلفها صمامًا حيًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض نفسه.
وفي تفاصيل أكثر، فعندما تصاب صمامات القلب بأمراض، فإنها قد تصبح قاسية أو متسربة، مما يزيد من خطر فشل القلب أو الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات القلبية، أما الخيارات الحالية لاستبدال الصمامات فتعاني من عيوب كبيرة؛ حيث تدوم الصمامات المأخوذة من الأبقار أو الخنازير أو البشر لعقد من الزمن فقط، كما يمكن أن يرفضها جهاز المناعة، أما الصمامات الميكانيكية فتتطلب تناول الأدوية مدى الحياة.
كما تُعد العلاجات الحالية تحديًا كبيرًا للأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب لأن الصمامات المزروعة لا تنمو مع أجسامهم، مما يستدعي استبدالها عدة مرات قبل بلوغهم سن الرشد، لكن هذه الصمامات الجديدة تنمو مع نمو الطفل لأنها تصبح جزءًا من جسمه.
يشار إلى أنه يُجرى سنويًا حوالي 13 ألف عملية لاستبدال صمامات القلب في إنجلترا و300 ألف عملية حول العالم، وهذه الأرقام في تزايد مستمر.
قد تُحدث الصمامات الحية الجديدة تغييرًا جذريًا في حياة المرضى، حيث ستلغي الحاجة إلى جراحات متكررة وتقلل من خطر الرفض المناعي.
وفي ذات السياق، صرح الدكتور يعقوب لجريدة صنداي تايمز قائلًا: دائمًا ما أقول إن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا، إنها أرقى بكثير من أي شيء نستطيع صنعه، بمجرد أن يصبح الشيء حيًا - سواء كان خلية أو نسيجًا أو الصمام الحي - فإنه يتكيف تلقائيًا، البيولوجيا تشبه السحر.
وأظهرت الأبحاث المنشورة في Nature Communications Biology نتائج واعدة في الأغنام، حيث وُجدت أكثر من 20 نوعًا من الخلايا - بما في ذلك خلايا الأعصاب والأنسجة الدهنية - في أماكنها الصحيحة بعد أربعة أسابيع فقط من الزرع، مما يحاكي الصمام الطبيعي.
وعلى عكس المحاولات السابقة، نجح هذا المشروع بقيادة هارت بيوتيك في مستشفى هيرفيلد في تحفيز نمو خلايا الأعصاب داخل الصمام.
وفي غضون ستة أشهر، يصبح الهيكل مكونًا بالكامل من خلايا حية خاصة بالمريض، وفي فترة تتراوح بين عام وعامين، يذوب الهيكل تاركًا صمامًا وظيفيًا ينمو مع المريض طوال حياته.
وأكدت التقارير أن التجارب البشرية، التي ستشمل ما بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، ستبدأ خلال 18 شهرًا، حيث سيتم مقارنة الصمام الجديد بالصمامات الاصطناعية التقليدية بمشاركة فريق دولي من خبراء من مؤسسات مثل جامعة كوليدج لندن ومستشفى جريت أورموند ستريت ومراكز طبية في نيويورك وإيطاليا وهولندا.
من جانبها، وصفت الدكتورة سونيا بابو-نارين، المدير المساعد الطبي لمؤسسة القلب البريطانية، هذا التطور بأنه "الكأس المقدسة" لجراحة صمامات القلب، وقالت: لا يزال الوقت مبكرًا، ولكن إذا أثبتت المزيد من الأبحاث نجاح هذه التقنية لدى البشر، فإن العديد من الناس حول العالم قد يعيشون حياة أطول وأكثر صحة دون الحاجة إلى إجراءات متكررة لاستبدال صمامات القلب.
