لماذا يريد دونالد ترامب ضم جزيرة جرينلاند المملوكة للدنمارك؟
كشف الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي، أنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية لضم جزيرة جرينلاند المملوكة للدنمارك، ونرصد لكم سبب رغبة الرئيس الأمريكي الجديد في ضم جزيرة جرينلاند.
سبب رغبة ترامب في ضم جزيرة جرينلاند للولايات المتحدة
تخوض الولايات المتحدة منافسة هادئة مع الصين وروسيا حول الوصول إلى القطب الشمالي منذ سنوات، إذ تنشر سفن كاسحة الجليد العسكرية في المنطقة في مهام لاستكشاف المناطق المتجمدة الغنية بالموارد.
واعتمدت واشنطن تقليدا بشكل مفرط على الصين في الحصول على المعادن الأرضية النادرة، والتي توجد في أغلب الأحيان في القطب الشمالي بالإضافة إلى آسيا، والمعادن النادرة تدخل في معظم أشكال الدفاع بالولايات المتحدة مثل، التقنيات، والصواريخ، والدبابات، والأقمار الصناعية، والسفن الحربية، والطائرات المقاتلة، ونتيجة لذلك، فإن تأمينها يصبح ضرورة للأمن الوطني الأمريكي، والحصول على تلك المعادن، هو الهدف من ضم جزيرة جرينلاند
وفي ضوء امتلاك الولايات المتحدة نسبة ضئيلة من المعادن الأرضية النادرة تُقدر بنحو 1.3% فقط من الإجمالي العالمي، بينما تُسيطر الصين على حصة كبيرة تُقارب 70%، يبرز تحدٍّ كبير أمام الولايات المتحدة يتمثل في ضرورة تأمين هذه المعادن من مصادر خارجية لتلبية احتياجاتها الصناعية والتكنولوجية.
وهذا الوضع يُعطي منطقة جرينلاند أهمية استراتيجية متزايدة، إذ يُمكن أن تُصبح مصدرًا هامًا للمعادن الأرضية النادرة بالنسبة للولايات المتحدة، فبدلًا من الاعتماد شبه الكامل على الصين، يُمكن للولايات المتحدة تنويع مصادرها من هذه المعادن الحيوية عبر التعاون مع جرينلاند واستغلال مواردها المعدنية.
وبالنسبة لرد فعل الدنمارك، فلم تلق طموحات ترامب استقبالا جيدا في الدنمارك، إذ أكدت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن يوم الثلاثاء الماضي أن الإقليم ليس للبيع.
ضم جزيرة جرينلاند ليست فكرة جديدة
وكانت الولايات المتحدة مهتمة منذ فترة طويلة بالحصول على جرينلاند، إذ فكرت في تقديم عرضا لشراء الجزيرة الواقعة في شمال الأطلسي في عام 1867، عندما اشترت أيضًا ألاسكا من روسيا.
وبعد ثمانية عقود تقريبا، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عرضت الولايات المتحدة شراء جرينلاند من سبائك الذهب بقيمة 100 مليون دولار، وهو ما رفضته الدنمارك.
والعرض أدى إلى معاهدة دفاعية منحت الولايات المتحدة حق الوصول إلى قاعدة ثولي الجوية، التي أصبحت الآن قاعدة بيتوفيك الفضائية، وهي نقطة عسكرية شمالية، أصبحت ذات أهمية بالغة خلال الحرب الباردة بسبب قربها من روسيا.
وكان ترامب قد طرح فكرة شراء جرينلاند في ولايته الأولى، ثم تحدث عن إمكانية ذلك علنًا في عام 2019، لكن زعماء جرينلاند والدنمارك رفضوا ذلك رفضًا قاطعًا.
