المستشار طاهر الخولي: مصر تتصدى لمخطط التهجير منذ عقود.. ولا يجب أن تتحمل وحدها مواجهته
أكد المستشار طاهر الخولي، أن الموقف المصري وحالة الاصطفاف الوطني التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التهجير القسري لسكان قطاع غزة، تستند إلى مرتكزات وثوابت تاريخية نابعة من التزام مصر الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة أي محاولة لتصفيتها وإنهاءها على حساب الأشقاء الفلسطينيين، الذين قدموا على مر السنين نموذجًا فريدًا في الصمود والمقاومة والتمسك بالأرض.
وأوضح الخولي -في تصريحات له - أن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من سكان غزة ليس جديدًا أو نابعا من تصور خاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن كان على مدى العقود الماضية طموحًا لإسرائيل على تعاقب إدارتها، لا سيما مع صعود اليمين المتطرف فيها، والذي سعى إلى أن يكون هذا المخطط موجودًا على أرض الواقع، ولكن قوبل بموقف الدولة المصرية القوي الذي واجهه باستمرار.
وشدد الخولي على أن حالة الالتفاف الذي شهدتها مصر حول القيادة السياسية لدعم موقفها من التهجير، لا تحتاج لأي تبريرات فهي حالة طبيعية ناجمة من المسئولية، التي يشعر بها الشعب المصري بمختلف تياراته تجاه الشعب الفلسطيني، وكذلك الإدراك بخطورة ملف التهجير على الأمن القومي المصري وأمن المنطقة بشكل عام.
وأشار الخولي إلى أن حالة الإصرار التي يتحدث بها دونالد ترامب ومحاولته فرض التهجير على مصر والأردن، تؤكد إلى أي مدى باتت إسرائيل متحكمة في صناعة القرار الأمريكي مع مختلف الإدارات الحاكمة، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.
وقال الخولي إن موقف الدولة المصرية لا بد أن يتزامن معه موقف عربي قوي وموحد، وألا تتحمل مصر وحدها مسئولية مواجهة هذا المخطط الذي بات شاغلا رئيسيا، وأحد أهداف الإدارة الأمريكية الجديدة المتطرفة في دعمها للكيان الصهيوني.
وأضاف الخولي أن الأسباب التي يروج لها دونالد ترامب كمبرر للتهجير، لا يقبلها المنطق أو العقل، فليس من الطبيعي أن يتحمل سكان غزة آلة قتل وحشية أطلقتها إسرائيل على مدار عام كامل ويدفعون بعدها فاتورة الحرب، وتكافئ إسرائيل بالحصول على القطاع أيضا الذي من الواضح أن دونالد ترامب يمتلك خططا استثمارية لاستغلاله تتجاوز القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل.
وطالب الخولي باستمرار حالة التوافق الوطني المصري حول مواجهة هذا المخطط، والاستعداد لمواجهة أي ردود فعل أمريكية تجاه موقف مصر الرافض للتهجير، والتأكيد على أن مصر في هذه المنطقة وفي العالم بلد كبير لا يقبل أن تفرض عليه إملاءات خارجية.
