أمي.. نور حياتي ومصدر قوتي
أمي الحبيبة، صاحبة القلب الكبير والعقل الراجح، تلك السيدة المثابرة المؤمنة التي لم تدخر جهدًا في تربيتنا، أنا وإخوتي، بنتان وأربعة أولاد، كانت دائمًا سندًا لنا، خاصة بعد وفاة والدي منذ ثلاث سنوات، فكانت الأب والأم، ومازالت قوتها نورًا لنا في طريق الحياة.
لم تكن أمي مجرد والدة، بل مدرسة تعلمنا فيها معنى الصبر، الإيمان، والتمسك بالقيم، كانت ترشدنا دومًا إلى الصلاح، تحثنا على الصلاة، وتوجهنا إلى الاجتهاد في أمور دنيانا، ليكون لنا شأن بين الناس ونكون قدوة في أخلاقنا وسلوكنا، علمتنا أن الحياة لا تستحق الشجار أو العنف، وأن التسامح هو أساس القلوب النقية.
ما أعظم قلبكِ يا أمي! بعد كل صلاة، ترفعين يديكِ إلى السماء، تدعين لنا جميعًا، تذكرين كل واحد منا باسمه، تدعين بالخير والرزق، وبأن يبقى جمعنا قويًا، وكلمتنا واحدة، وألا يكون للشيطان مكان بيننا. كم نحن محظوظون بوجودكِ، بصلواتكِ التي تحيطنا بركةً، بدعواتكِ التي تفتح لنا أبواب الخير.
أمي، لم يعرف قلبكِ كرهًا أو بغضًا، حتى لمن اختلف معكِ من أقاربنا أو جيراننا، كنتِ دائمًا تؤمنين بأن الحب أقوى من الخلاف، وأن الصفح أعظم من الانتقام. رأينا فيكِ مثالًا للمرأة الصابرة، القوية، التي لا تحمل في قلبها إلا الخير.
أسأل الله أن يرزقكِ الصحة والعافية، وأن يديم علينا نعمة وجودكِ في حياتنا. أنتِ أغلى ما في الدنيا، وأعظم منحة منحنا الله إياها. أحبكِ يا أمي، وسأظل مدينًا لكِ بكل لحظة حب، تعب، ودعاء بذلتيه لأجلنا.