عمر طاهر ينتقد "الشبحنة": الكلمة الطيبة استثمار رباني لا يعرفه صُنّاع الكاريزما الزائفة

انتقد الكاتب عمر طاهر السلوك الشبابي السائد والمعروف بـ الشبحنة.. في أحدث حلقاته الإذاعية من برنامج الفاترينة، مؤكدًا أن الكلمة الطيبة ليست مجرد مجاملة عابرة، بل هي استثمار رباني يحمل تأثيرًا ممتدًا في حياة الإنسان، ومُشبهًا إياها بالشجرة التي تستمر في الإثمار كلما زرعت بذورها في القلوب.
وأوضح طاهر أن المواساة والتقدير بالكلمات الطيبة تمنح الإنسان وقودًا معنويًا للاستمرار في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن التنمر والانتقادات الجارحة لا تتطلب مجهودًا، بينما يحتاج جبر الخواطر إلى إرادة وموهبة في التعامل بإنسانية.
واستشهد الكاتب بمفهوم الكلمة الطيبة في الموروث الديني والاجتماعي، معتبرًا أنها صدقة تترك أثرًا دائمًا، حيث ترفع معنويات الآخرين وتعيد إليهم الأمل، كما استحضر مقولات فنية تعكس قيمة الكلام الجميل في دعم المشاعر الإنسانية، مثل كلمات أم كلثوم وسيد مكاوي التي جسدت مدى تأثير الكلمة في العلاقات.
عمر طاهر: الشبحنة وسيلة لصنع الكاريزما
وشدد الكاتب عمر طاهر على أن الكلمة الطيبة ليست مجرد تعبير مهذب، بل هي انعكاس للضمير والشرف والصدق، مُشيرًا إلى أن البعض يربي أبناءه دون وعي كافٍ بأهمية الكلمات وتأثيرها، مما يؤدي إلى جيل يستخدم عقله للبحث عن أخطاء الآخرين، وأصابعه للإشارة بالاتهام، ولسانه للرد الجارح بدلًا من الحوار البناء.
وأوضح أن هذه الظواهر تعززها ثقافة الأغاني والمحتوى المنتشر، حيث أصبحت الشبحنة، أي التفاخر بالقوة الكلامية الجارحة، وسيلة للشهرة وصنع الكاريزما، وهو ما يجعل الأطفال يعتقدون أن الأسلوب الهجومي هو مفتاح النجاح والتميز.
وأكد طاهر أن الاختلاف عن هذه الضوضاء هو ما يمنح الإنسان قيمته الحقيقية، موضحًا أن امتلاك لسان طيب هو ما يجعل الشخص مميزًا عن غيره، واستشهد بالموروث الشعبي الذي يصف الشخص الطيب بأنه..بقه بينقط عسل، بينما يُنظر للنقيض على أنه بقه بينقط سم، وهو ما يعكس الفرق الجوهري بين الكلمة الطيبة التي تبني، والكلمة الجارحة التي تهدم.
وختم طاهر حديثه بالتأكيد على أن الكلمة الطيبة ليست مجرد مجاملة، بل هي اختيار أخلاقي واستثمار ممتد الأثر، يجعل صاحبها موضع تقدير واحترام في كل زمان ومكان.