دراسة: الناجون من سرطان الطفولة يواجهون مخاطر الإصابة بأمراض القلب

وجدت دراسة جديدة، أن الناجين من سرطان الطفولة أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بعامة السكان، وهؤلاء الناجين يتحملون عبئًا صحيًا كبيرًا، إذ يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض مزمنة في وقت مبكر من حياتهم، وذلك وفقًا لـ نيويورك بوست.
الناجون من سرطان الطفولة يواجهون مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات والسرطان
يُعد السرطان السبب الرئيسي لوفيات الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة، حيث يقدر عدد الناجين بحوالي 500 ألف شخص، إلا أن هؤلاء يواجهون تحديات صحية طويلة الأمد. ولفتت الدراسة إلى أن هذه المخاطر لا تعود بالضرورة إلى التعرض للعلاج الإشعاعي كما يُعتقد، بل هناك عوامل أخرى تساهم في ذلك.
وحلل بيانات 22،585 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بالسرطان قبل سن 21 عامًا، ونجوا لمدة خمس سنوات بعد العلاج بين عامي 1970 و1999، ووجدت الدراسة أن الناجين أكثر عرضة بنسبة 2.7 مرة للإصابة بثماني حالات صحية رئيسية قبل بلوغ 65 عامًا، تشمل سرطان الثدي، سرطان القولون والمستقيم، أورام الدماغ، الساركوما، فشل القلب، أمراض القلب التاجية، السكتة الدماغية، وأمراض الصمامات.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه الأمراض ظهرت لدى الناجين قبل 17.7 سنة من ظهورها لدى عامة السكان، فعلى سبيل المثال، بينما يصاب 20% من عامة السكان بهذه الأمراض بحلول سن 65، فإن الناجين من سرطان الطفولة يصلون إلى هذه النسبة بحلول سن 47، مما يشير إلى تسارع واضح في عملية الشيخوخة لديهم.
زيادة معدل الوفيات بسبب الأمراض المزمنة
أظهرت الدراسة أن الناجين الذين يبلغون الأربعين من العمر أكثر عرضة للإصابة بحالة مرضية جديدة خلال عشر سنوات بمعدل 6.2 مرة مقارنة بغيرهم. وبحلول سن 65، من المتوقع أن يصاب أكثر من 55% منهم بإحدى الحالات الثمانية المذكورة.
وتبين أن معدل الوفيات بين الناجين مرتفع بشكل مقلق، إذ يتوقع أن يفقد ما يقارب 45.6% من الناجين حياتهم بحلول سن 65، مقارنةً بـ15% فقط من عامة السكان، وعلى الرغم من أن الخطر كان أعلى لدى من خضعوا للعلاج الإشعاعي، إلا أن الناجين الذين لم يتعرضوا للإشعاع لا يزالون أكثر عرضة للأمراض مقارنة بعامة الناس.
تحسن في معدلات البقاء على قيد الحياة
رغم هذه التحديات، إلا أن التقدم الطبي ساهم في رفع متوسط العمر المتوقع للناجين من سرطان الطفولة. ففي السبعينيات، كان متوسط العمر المتوقع لهؤلاء الناجين 48.5 عامًا، وارتفع إلى 53.7 عامًا في الثمانينيات، ثم إلى 57.1 عامًا في التسعينيات.
ويأمل الباحثون، أن تدفع هذه النتائج مقدمي الرعاية الصحية إلى تنفيذ استراتيجيات وقائية مبكرة للحد من مخاطر الأمراض المزمنة لدى الناجين، بحيث يبدأ ذلك قبل عقود من الزمن مقارنة بعامة السكان.
تفاؤل رغم التحديات
أكدت الدكتورة لينات جوف، طبيبة الغدد الصماء لدى الأطفال، أن الجانب الإيجابي في الدراسة هو أن معدلات البقاء على قيد الحياة للأطفال المصابين بالسرطان قد تحسنت بشكل كبير. وأوضحت أن "أكثر من 85% من الأطفال والمراهقين المشخّصين بالسرطان ينجون لمدة خمس سنوات على الأقل"، لكنها أشارت إلى أن العلاجات المنقذة للحياة، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، قد تؤدي إلى آثار صحية طويلة الأمد.
وفي عام 2024 وحده، تم تشخيص إصابة حوالي 9600 طفل دون سن 14 عامًا و5300 مراهق تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا بالسرطان، وهذا يجعل من الضروري تكثيف الجهود لتحسين جودة الحياة للناجين، والتخفيف من آثار العلاجات على صحتهم في المستقبل.