التوربيني.. سفاح الصغار الذي أرعب الجميع وسقط في قبضة العدالة

في إحدى زوايا المجتمع المظلمة، حيث يعيش الأطفال المشردون بلا مأوى، نشأ اسمٌ أصبح مرادفًا للرعب والجريمة، إنه رمضان عبد الرحيم منصور، المعروف بلقب التوربيني، أخطر قاتل متسلسل في تاريخ مصر الحديث، والذي استغل ضعف الأطفال المشردين ليحولهم إلى ضحايا لجريمته البشعة.
بداية الرحلة.. من التشرد إلى الإجرام
ولد التوربيني في إحدى قرى محافظة الغربية، ونشأ في ظروف قاسية دفعته للعيش في الشوارع منذ صغره، وبدأ حياته كبائع متجول في القطارات، وهناك تعرف على عالم المشردين وبدأ في تشكيل عصابته الخاصة، التي كان يديرها بقبضة من حديد، مستخدمًا العنف والوحشية كوسيلة للسيطرة.
كان يعتمد على استغلال الأطفال المشردين، يستدرجهم بالكلام المعسول والوعود الكاذبة عن حياة أفضل، ثم يحولهم إلى ضحايا لمتعه المريضة.

أسلوبه في القتل.. قسوة بلا حدود
لم يكن التوربيني مجرد قاتل عادي، بل كان يتفنن في تعذيب ضحاياه قبل قتلهم، وكان يأخذ الأطفال في رحلات بالقطارات إلى القاهرة أو الإسكندرية، حيث يُوهمهم بمستقبل أفضل، لكن ما ينتظرهم كان كابوسًا مميتًا.
استخدم طرقًا وحشية للتخلص من ضحاياه، مثل:
إلقاؤهم من فوق القطارات أثناء سيرها، ليموتوا تحت عجلات القطار.
دفنهم أحياء في مقابر مهجورة بعد الاعتداء عليهم.
إلقاؤهم من فوق أسطح المباني العالية للتأكد من موتهم دون ترك دليل واضح على الجريمة.
كان القتل بالنسبة له ليس فقط وسيلة لإخفاء الجريمة، بل كان يستمتع بالتعذيب قبل التخلص من ضحاياه، ما جعله واحدًا من أبشع القتلة المتسلسلين في مصر.
سقوط التوربيني.. لحظة العدالة
بدأت الشرطة في تتبع خيوط الجريمة بعد العثور على جثث أطفال في أماكن متفرقة، وبأساليب قتل متشابهة، الشهادات من الناجين وكلام بعض أعضاء عصابته قادت إلى التوربيني، الذي كان في ذلك الوقت هاربًا من العدالة.
تم القبض عليه بعد مطاردة طويلة، وعند التحقيق معه، لم يُظهر أي ندم، واعترف بجرائمه ببرود، مؤكدًا أنه قتل ما يزيد عن 30 طفلًا، وكانت شهادته أمام المحكمة صادمة، حيث وصف بالتفصيل كيف كان يستدرج الأطفال، ويعذبهم قبل قتلهم بطرق بشعة.
الحكم بالإعدام.. نهاية السفاح
بعد جلسات محاكمة استمرت لعدة أشهر، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بإعدام التوربيني، وتم تنفيذ الحكم عام 2010، لكن رغم إعدامه، فإن قصته لا تزال تُروى كتحذير من قسوة الشوارع، ووحشية بعض البشر الذين يعيشون بيننا.

التوربيني في المجتمع
وتحولت قصة التوربيني إلى حديث الشارع المصري، وتناولتها الصحف والبرامج التليفزيونية كواحدة من أبشع قضايا القتل في البلاد، كما ألهمت بعض الأعمال الدرامية والوثائقية، التي حاولت تسليط الضوء على قضايا الأطفال المشردين والاستغلال الذي يتعرضون له.
قضية التوربيني لم تكن مجرد قصة قاتل متسلسل، بل كانت جرس إنذار عن معاناة الأطفال في الشوارع، وكيف يمكن أن يتحول التشرد إلى مأساة كبرى إذا لم يتم التصدي له.