كفاية أكون في قلوبكم.. أول عيد أم بدونك يا أمي
زي النهاردة من سنة، تلقيت اتصالًا من إحدى القنوات يطلبون تسجيل لقاء مع أمي بمناسبة عيد الأم، شايفين إن قصتها ملهمة… ست فقدت زوجها، لكنها صمدت، عافرت، ربت خمسة أبناء، علمتهم، زوجتهم، وحمتهم من العوز بكرامة وعزة نفس.
لقاء تليفزيوني مؤجل للأبد وأم صنعت المستحيل بحصالة مكسورة
كلمتها بحماس، قلت لها: “إيه رأيك يا أمي؟ حلقة للتاريخ، هنسمعها إحنا وعيالنا بعدينا، هنحكي للناس عن رحلتك العظيمة بعد وفاة بابا، عن يوم ما دخلت عليكي الأوضة لقيتك بتكسري الحصالات وتجمعي الفلوس قرش على قرش، وقلتيلي: مش عاوزة حد يحس إنكم محتاجين، طول ما أنا عايشة متشيلوش هم”.
لكن ردها كان بسيطًا وعميقًا: “أنا كفاية أكون في قلوبكم، مش مهم الناس تشوفني، المهم أبقى عايشة جواكم”.
أب وأم في آنٍ واحد
أمي… اللي كانت بتحسب حساب كل قرش بعد رحيل والدي، اتحوّلت فجأة للأب والأم، تشتغل، تشتري الخضار وهي راجعة من شغلها، تتابع دروسنا، نجاحاتنا، إخفاقاتنا، اختياراتنا في الزواج، تبارك خطواتنا، حتى آخر لحظة كانت السند والظهر اللي عمره ما انحنى.
عيد أم حزين ورمضان بلا دعواتها
وأهو أول عيد أم من غيرك، وأول رمضان كمان…
واحنا اللي كنا بنتحامى في دعواتك، اللي كنا بنوسطك عند ربنا علشان عارفين إنه عمره ما كان بيردك، مش بس علشان كنتِ أمي، لكن كمان لأنكِ من نسل آل بيت حبيبه.
ذكراكِ باقية رغم الغياب
وحشتيني يا أمي… وألوان أيامنا طُفِئت، بس واثق إنكِ في مكان أجمل، لبشارات الخير اللي شفناها يوم وفاتك… غيابك واجعنا، لكن ذكراك محفورة جوه قلوبنا للأبد.رحمكِ الله يا أمي.
