لا يتعارض مع العمل.. كيفية الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2025 وشروطه وفضله العظيم
يهتم كثير من المسلمين بمعرفة كيفية الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2025 وشروطه وفضله العظيم، خاصة في الليالي الوترية التي ترجى فيها ليلة القدر، إذ بدأت المساجد في استقبال الراغبين في الاعتكاف من الرجال منذ بداية العشر الأواخر من رمضان، وعبر القاهرة 24 نتعرف على طبيعة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2025 وشروطه وفضله العظيم والمدة المسموح بها كأقل فترة للاعتكاف، وما هي شروط اعتكاف المرأة ومن ينزل للعمل يوميًا.
الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2025 وشروطه وفضله العظيم
وحول الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2025 وشروطه وفضله العظيم، قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الاعتكاف هو عبادة روحية نورانية تُخرِج الإنسان من قسوة الحياة وضجيجها، إلى الراحة النفسية والمتعة الروحية والخلوة برب البرية في بيته.
وأوضح أن أركان الاعتكاف هي:
- المسجد الذي تقام فيه الجماعة.
- المعتكف: وهو الشخص الطاهر غير المحدث.
- النية: أن ينوي المسلم سنة الاعتكاف ولو كان الوقت قليلا.
ولفت إلى أن الاعتكاف يكون في المسجد للرجال، وإذا أرادت المرأة أن تعتكف تتخذ في بيتها مكانًا محدد كمسجد لها، مثل جزء من الغرفة اعتادت التعبد فيه، وهو رأي بعض المذاهب التي تبيح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، على خلاف مذاهب أخرى لا تجيز ذلك، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، حيث كان إذا دخلت العشر الأواخر شدَّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، وهذا لم يمنعه من استقبال من يطلبه ويقطع عليه اعتكافه ثم يعاود الاعتكاف مرة أخرى بعد قضاء مصالح من يقصده.
والاعتكاف يعني اِلْتِزام مَكان والانعزال فيه، وهو سنة نبوية مؤكدة كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم ويكثر فيها من صلاة التهجد وقيام الليل والدعاء والأذكار تحريًا لـ ليلة القدر، من فعله أُثيب عليه، ومن لم يفعله ليس عليه عقاب، وللاعتكاف أنواع مختلفة.
وحول أنواع الاعتكاف، يقول الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفقهاء فرقوا بين الاعتكاف الكامل والاعتكاف الناقص، فالاعتكاف الكامل معناه أن يدخل المعتكف قبل مغرب يوم 19 رمضان أو مع أذان المغرب (أي قبل بداية ليلة 20 من رمضان) ويظل في المسجد معتكفًا، لا يخرج إلا لقضاء حاجة، ويظل على العبادة وقراءة القرآن والتسبيح حتى صباح يوم العيد.
وفي الاعتكاف الكامل يكون المعتكف ملتزمًا باعتكاف العشر الأواخر من رمضان حتى لو كان رمضان 29 يومًا، لا يخرج من المسجد إلا بعد صلاة العيد لو كانت تُقام في المسجد نفسه.
بينما الاعتكاف الناقص أو الجزئي، فهو أن يدخل المسجد للصلاة (كالتراويح مثلًا) ثم يجلس في المسجد ساعة بنية الاعتكاف، فيحصل على ثواب صلاة التراويح وثواب الاعتكاف، وأقله عشرة دقائق ويشترط له النية.
وأوضح أمين الفتوى أنه يمكن لشخص أن يعتكف ليلة واحدة، يدخل المسجد من المغرب أو من العشاء إلى الفجر، ويبقى الليلة كلها يصلي ويقرأ القرآن حتى يصلي الفجر ثم ينصرف، وهذا يُعتبر اعتكافًا جزئيًا.
كذلك، من الممكن أن يعتكف الشخص بشكل جزئي ويخرج لعمله، فمثلًا، يذهب إلى المسجد من المغرب يوم 19 رمضان ويظل في المسجد ومعه أغراضه الشخصية، ثم يخرج من المسجد كل يوم في موعد العمل، بهذا الخروج يكون قد قطع الاعتكاف. وبعد انتهاء عمله، يعود ويجدد نية الاعتكاف مرة أخرى، هذا أيضًا يُسمى اعتكافًا جزئيًا، وليس كاملًا.
شروط الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
من يرغب في الاعتكاف، يجب أن يعرف شروط الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان كما حددها الشرع، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاعتكاف مستحبٌّ شرعًا، ولا يكون واجبًا إلا بالنذر، ويجوز أن يكون في أي مسجدٍ.
وأكدت أن أقل مدة للاعتكاف، هي أقلُّ ما يطلق عليه اسم الاعتكاف لغةً، حتى إن المصلِّي إذا دخل المسجد له أن ينوي الاعتكاف مهما كان مكثه فيه ويحصل له ثوابه، وليس لأكثر أيام الاعتكاف حدٌّ؛ فيجوز أن يعتكف المرء شهرًا أو أكثر بشرط أن لا يضيع من يعول أو واجباته الدينية أو الدنيوية.
وحول كيفية الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2025 وشروطه وفضله العظيم، أوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عدة شروط شرعية لا يجوز الاعتكاف بدونها وهي كالآتي:
- أولًا: يجب على المسلم أن يدخل المسجد بنية الاعتكاف، فالنية شرط أساسي لصحة هذه العبادة.
- ثانيًا: على المعتكف أن ينشغل بالصلاة والعبادة وألا يضيع وقته في أمور غير نافعة، فالهدف الأساسي من الاعتكاف هو التقرب إلى الله بالعبادة.
- ثالثًا: لا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد إلا لحاجة ضرورية، مثل الوضوء أو الاغتسال، فهذه الأمور تُعد من الحاجات الأساسية التي تبيح للمعتكف الخروج من المسجد.
- رابعًا: يجب على المعتكف أن يحافظ على طهارته باستمرار، فإذا حدث له ما يخل بالطهارة كالاحتلام، وجب عليه الخروج للاغتسال، إذ لا يجوز البقاء في المسجد على هذه الحالة.
- خامسًا: يجب الانقطاع عن العلاقة الزوجية أثناء فترة الاعتكاف، فلا يجوز للمعتكف أن يلتقي بزوجته ثم يعود للاعتكاف، لأن ذلك يقطع الاعتكاف.
مدة الاعتكاف
واختلف الفقهاء في تحديد مدة الاعتكاف أقلها، حيث بين الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن جمهور الفقهاء يرون أنه ليس هناك حد أدنى للاعتكاف؛ ففي الحديث النبوي "من اعتكف قدر فواق ناقة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل". وعليه، يمكن للشخص أن ينوي الاعتكاف لمدة قصيرة، كأن يدخل المسجد لصلاة المغرب وينوي الاعتكاف لربع ساعة، فيحصل على ثواب الصلاة وثواب الاعتكاف معًا.
وأشار عبد السميع إلى أن المذهب المالكي يختلف في هذه المسألة، إذ يرى المالكية أن أقل مدة للاعتكاف هي نصف يوم (نهار كامل أو ليل كامل)، لكن الرأي الراجح هو رأي الجمهور الذي لا يحدد حدًا أدنى للاعتكاف. فطالما دخل المسلم المسجد بنية الاعتكاف، فإنه يحصل على ثوابه ما دام في المسجد ولم يخرج منه.
لذلك ينصح الدكتور محمد الناس بتجديد نية الاعتكاف كلما دخلوا المسجد، خاصة في شهر رمضان عند حضور صلاة التراويح التي قد تستغرق ساعتين، فيحصل المصلي على ثواب الصلاة وثواب الاعتكاف.
ومن المهم أيضًا أن يقيم المعتكف في المسجد طوال فترة اعتكافه. لا يجوز له أن يخرج للعمل ثم يعود، لأن الخروج من المسجد في حد ذاته يقطع الاعتكاف، وعليه أن يبدأ من جديد عند العودة.
أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
وفيما يخص أحكام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فقد نصح الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء بما يلي:
- ترك الموبايل والانشغالات والمكث في المكان المخصص للعبادة فقط مع أداء الالتزامات الأخرى والمسؤوليات تجاه من يعول.
- النية شرط أساسي للاعتكاف، خاصة في الاعتكاف الجزئي، لابد أن يجلس الشخص في المسجد بنية الاعتكاف، سواء كان الاعتكاف كاملًا أو جزئيًا. وكلما عاد للمسجد بعد خروجه، عليه أن يجدد النية.
- عدم الخوض في الأحاديث والانشغال في الذكر والدعاء والقرآن والصلاة، وخاصة صلاة التهجد، والابتعاد عن النميمة وتتبع الآخرين.
- الحفاظ على طهارة ونظافة موضع الاعتكاف والبقاء على طهارة دائمًا.
- من أصابه الاحتلام يُسرع إلى الاغتسال ثم يعود لاستكمال الاعتكاف.
كيف كان اعتكاف النبي؟
وحول كيف كان اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم، أوضح عبد السميع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف اعتكافًا كاملًا من قبل ليلة 20 رمضان، وحتى صلاة العيد، وقد قالت السيدة عائشة: "ما تركه أبدًا حتى توفي صلى الله عليه وسلم".
وحول كيفية اعتكافه صلى الله عليه وسلم قال: كان يجلس في المسجد، وبعد دخوله قبل المغرب، يصلي المغرب ثم يتناول طعام الإفطار. ثم يظل يقرأ القرآن أو يسبح أو يصلي حتى يأتي وقت صلاة العشاء. فيصلي العشاء ثم التراويح، ثم يجلس يقرأ القرآن الكريم ويسبح ويذكر ويصلي طوال الليل حتى يأتي الفجر.
وأردف: ثم يصلي الفجر ويجتهد في العبادة حتى شروق الشمس، فيصلي ركعتين، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى أشرقت الشمس ثم صلى ركعتين، كان له ثواب حجة وعمرة تامة تامة تامة".
وأشار إلى أنه قد يستريح النبي بعض الوقت، ربما ساعة أو ساعتين في الليل إذا أصابه الإرهاق والتعب؛ لكن بقية الوقت كله عبادة ما بين صلاة وذكر وتسبيح وقراءة للقرآن وما شابه.
