الخميس 27 مارس 2025
20°C
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر: نظام البكالوريا لا يزال قيد الدراسة و60% نسبة العجز بالمعاهد الأزهرية.. وهذه آخر تطورات ملف تعيين أوائل خريجي الجامعة| حوار

وكيل الأزهر الشريف
أخبار
وكيل الأزهر الشريف
الإثنين 24/مارس/2025 - 12:37 م

تعيين أعضاء جدد بهيئة كبار العلماء يتطلب دراسة دقيقة

نتعامل مع الذين يثيرون الجدل بآرائهم وفقا لإجراءات متبعة

لن نسمح باستغلال الترويج لأفكار تتعارض مع رسالة الأزهر الوسطية

نتواصل مع التنظيم والإدارة لتعيين أوائل خريجي جامعة الأزهر

 

كشف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عن أن نظام البكالوريا الذي طرحته وزارة التربية والتعليم، لا يزال قيد الدراسة داخل قطاع المعاهد الأزهرية، حيث يجري بحث مدى توافقه مع طبيعة التعليم الأزهري، الذي يجمع بين العلوم الشرعية والثقافية.

وخلال حواره مع القاهرة 24، والذي ينشر على جزئين، بين وكيل الأزهر، آخر تطورات ملف تعيين أوائل خريجي جامعة الأزهر، مؤكدًا حرص الأزهر الشريف دائمًا على الاستفادة من أبنائه الأوائل ولا يدخر جهدًا في دعمهم، إيمانًا بدورهم في النهوض بالعملية التعليمية والدعوية، موضحًا أو هناك تواصل مستمر وتنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، باعتباره الجهة المسؤولة عن توفير الدرجات المالية اللازمة للتعيين، وحال توفر هذه الدرجات واتخاذ القرار النهائي بشأن التعيينات، سيتم الإعلان عنه رسميًا على الفور.

وإلى نص الحوار:

أود أن أبدأ حواري معكم بالحديث عن أبرز الأنشطة والفعاليات التي يعقدها الجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك

 

يقدم الجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك العديد من الأنشطة البارزة، أهمها إقامة صلاة التراويح يوميًا بواقع (20) ركعة، يتم خلالها تلاوة جزءٍ كامل من القرآن الكريم بروايات مختلفة. وفي العشر الأواخر من الشهر، يستقبل الجامع المصلين لصلاة التهجد، التي تُقام يوميًّا ابتداءً من ليلة (21) رمضان وحتى نهاية الشهر الكريم. كما يخصص الجامع الأزهر دروسًا دعوية يحاضر فيها نخبة من علماء الأزهر الشريف وأعضاء هيئة كبار العلماء، بإجمالي (29) درسًا طوال ليالي رمضان، إلى جانب (130) مقرأة للقرآن الكريم مخصّصة للرجال والنساء والأطفال، تحت إشراف لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف. 

كذلك يستمر درس الظهر بواقع (52) درسًا تُقام بعد صلاة الظهر طوال الشهر الفضيل، بالإضافة إلى (1،404) مقرأة للرواق الأزهري برواية حفص عن عاصم، تُقام في جميع فروع الرواق الأزهري. ويشهد الجامع الأزهر أيضًا تنظيم مائدة الإفطار الجماعي في صحن الجامع، والتي تستقبل الطلاب الوافدين على مدار الشهر المبارك.

كم عدد الوجبات التي يتم تقديمها للطلاب الوافدين خلال شهر رمضان المبارك؟

مع بداية شهر رمضان، بدأنا بتقديم 3،000 وجبة يوميًا للطلاب الوافدين، ومع تزايد أعدادهم، وجَّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بيت الزكاة والصدقات بزيادة عدد الوجبات، ليصل حاليًا إلى 6،000 وجبة يوميًا. 

ويأتي ذلك ضمن برنامجي «إفطار صائم» و«إطعام»، اللذين خصص لهما البيت حسابات تبرعات مستقلة، استجابةً لرغبة المتبرعين في دعم إفطار الصائمين.

لماذا لا يكتمل نصاب أعضاء هيئة كبار العلماء؟

تُعتبر هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أعلى مرجعية دينية في مصر، وتتألف من عدد لا يزيد عن أربعين عضوًا من كبار علماء الأزهر، ممثلين عن المذاهب الفقهية الأربعة، ويرأسها فضيلة شيخ الأزهر الشريف.

ومنذ إعادة تشكيلها في عام 2012، واجهت الهيئة تحديات في استكمال نصاب أعضائها، نتيجة لعدة عوامل، أبرزها وفاة عدد من الأعضاء، وكان آخرهم الدكتور محمود توفيق سعد، رحمه الله. 

وإلى جانب ذلك، فإن تعيين أعضاء جدد يتطلب دراسة دقيقة للأسماء المرشحة، نظرًا لمكانة الهيئة وأهمية دورها في الاجتهاد والإفتاء، وصون الثوابت الشرعية، والإشراف على القضايا الدينية الكبرى. 

كما أن عملية الاختيار تخضع لمعايير صارمة لضمان انضمام نخبة من العلماء المؤهلين علميًّا وفكريًّا لتحمُّل مسؤوليات الهيئة، ما ينعكس على دورها في تعزيز الفكر الإسلامي الوسطي، وتقديم الرؤى الشرعية في القضايا المستجدة.

كم يبلغ عدد الطلاب الذين يتلقون تعليمهم في مؤسسات الأزهر؟ وما حجم الدعم الذي قدّمه الأزهر لغزة منذ 7 أكتوبر، من حيث عدد الشاحنات وكميات الغذاء والعلاج؟

يحتضن الأزهر الشريف في مؤسساته التعليمية، سواء الجامعية أو قبل الجامعية، نحو 3.2 مليون طالب، منهم 2.9 مليون طالب في مراحل التعليم قبل الجامعي، و329 ألف طالب في مرحلة التعليم الجامعي. ويشمل هذا العدد نحو 40 ألف طالب وافد من أكثر من 120 دولة حول العالم، يفدون إلى الأزهر لدراسة علوم الدين واللغة العربية، إلى جانب التخصصات الحديثة كالطب والهندسة وغيرها.

أما فيما يخص المساعدات المقدمة لأهلنا في قطاع غزة المحاصر منذ بدء العدوان، فقد وجَّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، منذ اليوم الأول للعدوان، بإطلاق حملة «أغيثوا غزة» تحت شعار «جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين»، لدعم الأشقاء في قطاع غزة الذين يتعرضون للعدوان الصهيوني الغاشم.

ومنذ بدء العدوان، وصلت إلى قطاع غزة عشر قوافل إغاثية من بيت الزكاة والصدقات، ضمن هذه الحملة المباركة، بإجمالي 1،050 شاحنة محمّلة بنحو 16،500 طن من المساعدات الإغاثية، التي شملت المواد الطبية والأدوية، والمواد الغذائية، ومواد الإعاشة، وغيرها من المستلزمات الضرورية التي يحتاجها أهلنا في القطاع.

هناك بعض الأساتذة في جامعة الأزهر أو المنتسبين إليها الذين يثيرون الجدل بآرائهم، وقد خضع بعضهم بالفعل للتحقيق.. كيف يتعامل الأزهر مع هذه الحالات؟

يؤمن الأزهر الشريف بأن التنوع الفكري جزء من ثرائه العلمي، وهو ما جعله عبر القرون منارة للفكر الوسطي القائم على الحوار والتعددية، في إطار منهجه الأزهري الراسخ، لطالما كانت ساحاته ميدانًا للاجتهاد المنضبط، الذي يراعي الأصول العلمية ويثري المعرفة دون المساس بالثوابت. 

ومع ذلك، فإن أي آراء تتجاوز هذا الإطار أو تخرج عن المنهجية العلمية التي تميّز الأزهر، تخضع للإجراءات المتبعة لضمان الحفاظ على هوية المؤسسة ونهجها الوسطي، التحقيق في مثل هذه الحالات لا يرتبط بشخص صاحب الرأي أو شهرته، بل بمدى التزامه بالمنهج العلمي الرصين، ويتم ذلك وفق معايير واضحة تحترم حرية الفكر، دون أن تسمح باستغلالها للترويج لأفكار تتعارض مع رسالة الأزهر القائمة على الاعتدال والوسطية.

التعليم طرحت نظام البكالوريا للنقاش.. هل سيتم اعتماد هذاالنظام بالأزهر أم لا؟

نظام البكالوريا لا يزال قيد الدراسة داخل قطاع المعاهد الأزهرية، حيث يجري بحث مدى توافقه مع طبيعة التعليم الأزهري، الذي يجمع بين العلوم الشرعية والثقافية. ورغم الموافقة المبدئية على تطبيقه في المدارس العامة، فإن اعتماده داخل الأزهر يتطلب دراسة شاملة لضمان ملاءمته لمناهجه الأكاديمية، وعدم تعارضه مع رسالته العلمية والتربوية. 

ويحرص الأزهر دائمًا على تطوير منظومته التعليمية، لكن أي تغيير يجب أن يتم وفق رؤية علمية مدروسة، تضمن الحفاظ على هويته وتراثه الأكاديمي، مع تحقيق التوازن بين الأصالة والتحديث في مناهجه.

كيف ساهم الأزهر في علاج قضايا الطلاق والإلحاد والتفكك الأسري وغيرها من الظواهر السلبية؟

يبذل الأزهر جهودًا حثيثة لمواجهة الظواهر السلبية التي تهدد استقرار المجتمع، مثل الطلاق والتفكك الأسري والإلحاد، وذلك من خلال التوعية والإرشاد وتصحيح المفاهيم الخاطئة. ويحرص على إيصال رسالته عبر منابره المختلفة، سواء من خلال اللقاءات التوعوية مع الشباب في مختلف المحافظات، أو عبر الندوات والمبادرات التي تنظمها قطاعات الأزهر بالتعاون مع الوزارات والهيئات المعنية.

 كما تلعب وحدة «لم الشمل» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية دورًا محوريًا في دعم استقرار الأسرة المصرية، من خلال تقديم الاستشارات الأسرية والعمل على حل النزاعات الزوجية، بهدف تقليل نسب الطلاق وتعزيز التماسك الأسري. كما تعمل الوحدة على التدخل الميداني في حالات النزاع، وتقديم حلول توافقية تحفظ كيان الأسرة وتراعي المصلحة العامة.

 إلى جانب ذلك، يقدم الأزهر الاستشارات العلمية والأسرية في مقراته، وينظم لقاءات توعوية داخل الجامعات والأندية والمساجد، ويمتد نشاطه التوعوي إلى المقاهي والأماكن العامة، حرصًا على الوصول إلى جميع فئات المجتمع وتعزيز الوعي بالقيم الأسرية والدينية.

وفيما يتعلق بمواجهة الإلحاد فلدينا «وحدة بيان» وهي إحدى الوحدات التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أيضًا، وتهدف إلى مواجهة الأفكار المتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها باسم الدين. تعمل الوحدة على تفنيد الشبهات الفكرية، والرد على الادعاءات التي تستغل النصوص الدينية في غير سياقها الصحيح، وذلك من خلال دراسات علمية ومنهجية رصينة. كما تسهم «وحدة بيان» في تعزيز الوعي المجتمعي عبر منصاتها الإلكترونية، وتنظم لقاءات وندوات تستهدف الشباب وطلاب الجامعات، بهدف تحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال التي يدعو إليها الإسلام.

ما الجديد في مسابقة الأزهر لتعيين معلمين جدد؟ وكم العدد المتوقع تعيينه؟ وما عدد الوظائف التي قدمها الأزهر للجهات المعنية؟ وكم يبلغ حجم العجز في مختلف التخصصات؟

في إطار حرص الأزهر الشريف على تطوير منظومته التعليمية وسد العجز في المعاهد الأزهرية، وافق رئيس الجمهورية على تعيين 40 ألف معلم على مدار عدة سنوات مالية، على أن تبدأ المرحلة الأولى بتعيين 10 آلاف معلم. 

ويجري حاليًا العمل على تحديد الضوابط والتخصصات ذات الأولوية لسد العجز، بهدف استقطاب الكفاءات القادرة على الارتقاء بالعملية التعليمية.

 وتشير التقديرات إلى أن نسبة العجز في المعاهد الأزهرية تبلغ نحو 60%، مما يجعل هذه التعيينات خطوة ضرورية لدعم التعليم الأزهري. ومن المقرر الإعلان عن المسابقة قريبًا عبر بوابة الوظائف الحكومية، وفق معايير دقيقة تضمن اختيار الكوادر الأكثر كفاءة.

كما ستستمر عمليات التعيين لاستكمال العدد المقرر خلال السنوات المالية القادمة، وفقًا للاحتياجات الفعلية في مختلف التخصصات.

شهدت الفترة الماضية جدلًا حول تعيين أوائل خريجي جامعة الأزهر.. فما آخر التطورات في هذا الملف؟ ولماذا لم يتم تعيين الأوائل حتى الآن؟ وهل هناك أخبار مبشرة لهم؟

يحرص الأزهر الشريف دائمًا على الاستفادة من أبنائه الأوائل ولا يدخر جهدًا في دعمهم، إيمانًا بدورهم في النهوض بالعملية التعليمية والدعوية.

 

وهناك تواصل مستمر وتنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، باعتباره الجهة المسؤولة عن توفير الدرجات المالية اللازمة للتعيين. وحال توفر هذه الدرجات واتخاذ القرار النهائي بشأن التعيينات، سيتم الإعلان عنه رسميًا على الفور، فملف تعيين أوائل الخريجين يحظى باهتمام كبير داخل الجامعة، ويتم بحث جميع السبل الممكنة لاستيعاب هذه الكوادر المتميزة داخل كلياتها، وفقًا للاحتياجات الفعلية. 

كما يسعى الأزهر، في إطار خططه التطويرية، إلى الاستفادة من طاقات أبنائه المتفوقين بما يخدم رسالته العلمية والدعوية، ويسهم في الحفاظ على جودة التعليم الأزهري وترسيخ منهجه الوسطي.

 

تابع مواقعنا