الإفتاء: لا يجوز الإحرام بعمرتين في وقت واحد.. والثانية تُلغى

أكدت دار الإفتاء أن الأصل في الإحرام أن يكون بعُمرة واحدة، موضحةً أن من أحرم بعمرتين معًا، أو أدخل إحرام عمرة جديدة على أخرى لم تُستكمل مناسكها، فإن الثانية تصبح لاغية، وفقًا لرأي جمهور الفقهاء.

إحرام المسلم بعمرتين في آن واحد يجعل الثانية لغوًا

وأوضحت الدار أن جمهور المالكية والشافعية والحنابلة، بالإضافة إلى محمد بن الحسن من الحنفية، يرون أن الإحرام بعمرتين لا ينعقد معًا، وأنه إذا أحرم بعبادتين لا يمكنه المضي فيهما جميعًا، كما لو أحرم بصلاتين أو صومين في آن واحد.

وأضافت أن الإمام أبا حنيفة وأبا يوسف كان لهما رأي مختلف، إذ اعتبرا أن من أحرم بعمرتين معًا لزمتاه، ولكنه يصير رافضًا لإحداهما وعليه دم لرفضها مع وجوب قضائها.

ونصحت دار الإفتاء المسلمين بالاجتهاد في أداء العبادة التي بدأوها، وعدم إدخال غيرها عليها إلا بعد انتهائها، مستندةً إلى القاعدة الفقهية: "المشغول لا يُشغل"، ومؤكدةً أن التيسير ورفع الحرج من مقاصد الشريعة الإسلامية، لقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].

هل يجوز إخراج الزكاة قبل العيد؟.. الإفتاء تجيب

شوقي علام: دار الإفتاء والأزهر الشريف يلعبان دورًا محوريًا في التأصيل الشرعي للقوانين

وفي وقت سابق، أكد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن قضية الوقت تُعَدُّ من أهم القضايا التي ينبغي على المسلم العناية بها، مشيرًا إلى أن الوقت من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على الإنسان، وواجب المسلم أن يستثمره في طاعة الله والقيام بالمهام المنوطة به في الحياة، إذ إن كل لحظة تمر من عمر الإنسان تحسب له أو عليه.

وأوضح خلال تصريحات متلفزة، أن الإسلام أعطى للوقت مكانة رفيعة، يتجلى ذلك في أن الله عز وجل أقسم به في مواضع عديدة من كتابه الكريم، فقال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَالضُّحَىٰ ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ﴾، وغير ذلك من المواضع التي تشير إلى قيمة الوقت وأهميته.