الأحد 30 مارس 2025
>
Mons
30 Mar
13°C
31 Mar
12°C
1 Avr
12°C
2 Avr
14°C
3 Avr
17°C
4 Avr
19°C
5 Avr
14°C
>
Mons
30 Mar
13°C
31 Mar
12°C
1 Avr
12°C
2 Avr
14°C
3 Avr
17°C
4 Avr
19°C
5 Avr
14°C
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ما هو «الحق المبين» الذي أهداه وزير الأوقاف لرئيس الجمهورية اليوم؟

الأربعاء 26/مارس/2025 - 04:36 م

في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، أهدى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كتابا لرئيس الجمهورية، عنوانه: (الحَقُّ المُبِين في الرَّدِّ على مَنْ تَلاعبَ بالدين.. التَّياراتُ المتَطرفةُ من الإخوان إلى داعش في ميزانِ العِلم)، ومؤلف الكتاب هو الدكتور أسامة الأزهري، وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات.

الكتاب يتناول جماعات الإسلام السياسي من الإخوان إلى داعش في ميزان العلم، من خلال الرد على أهم التصورات المغلوطة التي بنت عليها هذه التيارات فكرها، ويضع مقارنه بين أفكار هذه التيارات وبين الفهم الصحيح المنضبط، من خلال وضع هذه الأفكار على مائدة البحث العلمي، حتى يعد الكتاب أول عمل أزهري جامع يفند أهم الأفكار التي بنت عليها جماعات الإسلام السياسي تصوراتها المختلفة.

الكتاب منتشر ومتاح ووصل إلى دعاة وقيادات هذه الجماعات شرقا وغربا، ومع ذلك لم يخرج حتى الآن أي رد علمي منهم على الكتاب، وقد أبان الكتاب عن الطريقة الحماسية التي تُحرك المشاعر والعواطف عند تيارات الإسلام السياسي، وأطروحاتهم التي ألصقت الأفهام الحائرة والمقولات الخطيرة بالدين، في جو مشحون وضغوط نفسية اختلطت فيها الابتلاءات بالعلم.

كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين
كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين

رصد الكتاب فكرة (الحاكمية) باعتبارها الفكرة المحورية التي تأسست عليها المفاهيم المنحرفة، والتي انطلق منها الخوارج القدامى، وبين أنَّ من فكرة الحاكمية خرجت عدة أفكار تنادي بها هذه الجماعات، منها:

1-فكرة شرك الحاكمية، وتوحيد الحاكمية.
2-فكرة العصبة المؤمنة.
3-فكرة الوعد الإلهي.
4-فكرة الجاهلية.
5-فكرة حتمية الصدام.
6-فكرة التمكين.
7-فكرة الجهاد.
8-فكرة الوطن.

ثم قال: وهذه المفاهيم المغلوطة إذا اعتنقها شخص انحرف من التدين إلى التطرف، ومن التطرف إلى التكفير، ومن التكفير إلى القتل، وقد لا يمر الشخص بكل هذه المراحل، فيقف عند مرحلة التطرف الفكري، وقد يصل إلى التكفير ولا يمارس العنف.

ويذكر الكتاب أن البذرة الأولى كانت عند حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، الذي اعتبر أن الحاكمية من الأصول والعقائد، بدلا من الفروع والفقهيات، ففي رسالة المؤتمر الخامس ينص البنا على أن: "الحكم معدود في كتبنا الفقهية من العقائد والأصول، لا من الفقهيات والفروع"، وبهذا خالف علماء الأمة الذين جعلوا الحاكمية من الفروع.

وبين الخطورة المترتبة على القول بأن مسائل الحكم من العقيدة من شأنه أن يجعل موضوعات السياسة تكتسب قوة العقيدة، مما يتولد عنه الاستماتة والقتال في الوصول للحكم، لأن الذي تم غرسه في العقل أنها اعتقاد، فينشأ عن ذلك سهولة تكفير وتفسيق المخالف سياسيا، لأنه في نظرهم اختلف معهم في أمر اعتقادي يحتمل رأيا واحدا، وليس في أمر سياسي يحتمل وجهات نظر متعددة.

ويذكر الكتاب أن هذه الفكرة تطورت واتسعت بعد ذلك من خلال سيد قطب الذي سخر لها قلمه، فصنع منها نظرية متكاملة الأركان، تنضح بالتكفير كما في كتابه: (في ظلال القرآن)، وفي كتب له أخرى مثل: (معالم في الطريق)، حتى قال القرضاوي "إن هذا الفكر الثوري لسيد قطب ينضح بتكفير المجتمع، وتكفير الناس عامة، وأخطر ما تحتويه التوجهات الجديدة لسيد قطب هو ركونه إلى فكرة التكفير والتوسع فيه".

يوضح الكتاب بالأدلة أن سلالات التنظيمات العنيفة لداعش والقاعدة وما قبلها وما تفرع منها تم التعرف عليها من جماعة الإخوان، وأن فصيل العنف خرج من تحت عباءة مقولات الغلو: الحاكمية – الجاهلية – التكفير، ويذكر من فكر سيد قطب استمدت التيارات المنحرفة أفكارها، ذلك أن قائد تنظيم الفنية العسكرية صالح سرية له رسالة ينادي فيه بتكفير الحكام اسمها: (رسالة الإيمان)، مستمدة من تفسير (الظلال)، ومؤسس جماعة التكفير والهجرة، شكري مصطفى، استمد منهجه من كتاب (الظلال)، وكذا قائد تنظيم الجهاد محمد عبد السلام فرج في كتابه: (الفريضة الغائبة).

وكشف الكتاب عن أن "تركي بن مبارك البنعلي" أحد منظري تنظيم داعش له كتاب اسمه: (اللفظ الساني في ترجمة العدناني)، يتحدث فيه عن أبي محمد العدناني، الرجل الثاني في تنظيم داعش، حيث ذكر تركي أن العدناني تأثر جدًا بتفسير (الظلال)، وكان من أحب الكتب إلى قلبه، حتى عكف على دراسته عشرين سنة، وهذا يدل على مدى تأثر أكبر قيادات داعش بفكر سيد قطب.

قارن الكتاب بين جماعات تفسيرات جماعات التطرف وبين كلام أئمة المفسرين كابن مسعود، وابن عباس، والنخعي، والسدي، كاشفا عن أن دعوات الصدام والصراع مع المجتمعات تحت مسمى أنها مجتمعات جاهلية تتفق مع نظرية صدام الحضارات التي قال بها صامويل هانتجتون.

ومن القضايا التي تناولها الكتاب قضية (دار الإيمان والكفر) التي أُولع بها مفكروا تيارات الإسلام السياسي، وجعلوها طريقا للصدام وللتقسيم، فبين أن الإنسان المسلم كأي إنسان يسافر ويرتحل، فلا يعلم مواقيت الصلوات ليصلي، ولا ظهور الهلال ليصوم، وهناك بلاد يكون الليل فيها أربع أو خمس ساعات، فكيف يكون الصوم والإفطار؟ وكيف يصلي الفجر؟ فضلا عن العقود والبيع والشراء، لمثل هذه الأسئلة وغيرها، كانت فلسفه الفقيه في التقسيم، فلسفة مبنية على الحياة، وليست فلسفة الموت والقتل والعداوة والصدام، لأن علاقة المسلمين بغير المسلمين علاقة تفاعلية تعارفية تعاونية واسعة، حولتها الحركات الإسلامية من فلسفة الحياة إلى فلسفة الموت والصدام.

وعن مفهوم الجاهلية - إحدى المفاهيم الكبرى لتيارات التطرف- يقول: أولع سيد قطب بنظرية الجاهلية حتى كررها في كتابه: (الظلال) 1740، وكررها في صفحة واحدة 9 مرات، وهذا مؤشر مبدأي، ربما لا يدل على شيء، لكن لا يمكن تجاهل دلالته على شدة الحضور والإلحاح الذي كانت تمثله فكرة الجاهلية في فكره، وزاد في أصول الإيمان ركنا جديدا، وهذا قول الخوارج، فالجاهلية عنده ليست فترة تاريخية ماضية، بل هي منهج ممتد عبر الزمان قبل الإسلام وبعده، فهو يرى رجوع الناس إلى الجاهلية الأولى بكل ما فيها من كفر وشرك وخلل في العادات والقيم، فقال: (إن الجاهلية ليست فترة ماضية من فترات التاريخ، إنما الجاهلية كل منهج تتمثل فيه عبودية البشر للبشر، وهذه الخاصية تتمثل اليوم في كل مناهج الأرض بلا استثناء)، 
وكلامه هذا مخالف لاعتقاد عموم المسلمين الذين يقولون إن أهل الإسلام لا يرجعون كفارا أبدا، وأن ما قد يقع في سلوكهم من مخالفة للشرع إنما هو من قبيل المعصية، لا من قبيل الكفر، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها).
ولأن فكرة التمكين تمثل عصبا جوهريا لفكر جماعة الإخوان، ولسائر التيارات التي خرجت منها، فترى أن أهدافها لن تتحقق إلا بالتمكين والتوغل في قطاعات الطلاب، والعمال، والمهنيين، ومؤسسات الدولة المختلفة، مستدلين بآية: (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).

ويجيب الكتاب على ذلك بما خلاصته: هم بهذا خلطوا بين الاعتقاد وبين الكفاءة والخبرة والعلم والمعرفة، فيجعل الواحد منهم قوة اليقين عوضا عن الخبرة والكفاءة، فيخرج بذلك عن سنن الله في كونه، وما زال يربط التمكين بالاستعلاء، ويشدد على الثقة في الوعد الإلهي، بحيث يمكن للشخص عنده أن يظل في ابتلاء قاصدا وقوع التمكين، ثم يموت ولا يرى من ذلك شيئا، لكنه يموت مطمئنا إلى أن الاستعلاء والتمكين سيتحققان لمن بعده، وهذه الفكرة غرسها حسن البنا في قوله: "ومعنى هذا أن القرآن الكريم يقيم المسلمين أوصياءعلى البشرية القاصرة ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا لخدمة هذه الوصاية النبيلة".

وأما سيدنا يوسف فلم يطلب الإمارة، ولا سعى إليها، كما فهموا، ومفتاح فهم الآية الكريمة هو العلم قبل كل شيء، حيث وصف الله يوسف بالعلم في عدد من الآيات المتتالية، ولما ظهر علمه المبهر بتصريف شئون الزراعة وإدارة الأزمات، شهد له المصريون بأنه أوتي فهما وعلما وخبرة يندر وجود نظير لها، فأرسل إليه الملك عدة مرات يطلبه للمنصب ويوسف يرفض، فلما قابله الملك عرض عليه من المناصب ما يشاء، فاكتفى يوسف بعد إلحاحهم عليه بأن يكون وزيرا أو مستشارا للاقتصاد، فهو لم يطلب الإمارة أصلا، ولم يسع إليها قط، علاوة على أن كلمة التمكين في القرآن الكريم هي تصرف إلهي من الله، وليس تكليفا بشريا من الله، فالتمكين معنى يصنعه الله، مثل فكرة المحبة والمودة والنصر.

تابع مواقعنا