ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر؟.. الإفتاء تجيب

تتساءل العديد من الفتيات والسيدات، ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر؟ وهو واحد من الأسئلة المهمة التي تطرأ على الأذهان في التوقيت الراهن قبل أن ينقضي شهر رمضان المبارك حتى تحظى المرأة بكامل شرف وفضل ليلة القدر، وفي هذا التقرير يوضح لكم القاهرة 24 آراء العلماء ورأي دار الإفتاء المصرية في كيفية قيام الحائض والنفساء ليلة القدر.
ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر
أجاب الدكتور أحمد العوضي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على سؤال ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر؟ فقال أن الحيض شيء كتبه الله على بنات آدم، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَحِضْتُ، فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: "ما لَكِ، أنَفِسْتِ؟" قلت: نعم، قَالَ: "إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ".
وأضاف أمين الفتوى خلال لقائه ببرنامج فتاوى وأحكام المذاع على القناة الثانية المصرية، أن الحائض والنفساء تأخذ نفس أجر ما كانت تأخذه قبل المنع أو قبل العذر وفقا لنيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ"، وحال الحائض والنفساء كحال من لديه علم ولا مال له، فهي تعلم أجر وفضل ليلة القدر ونيتها صادقة، تريد أن تصلي وتقيم الليل، ولكن حبسها العذر الشرعي فيعطيها الله بنيتها الصادقة أجر الصلاة وقيام الليل.

وتابع العوضي، لكل من تتساءل ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر؟ فعليها إحياء ليلة القدر بالدعاء والاستغفار والصلاة على النبي والإكثار من الدعاء بقول: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني، كما عليها بكثرة الصدقة والمحافظة على البيت والأولاد، وصلة الأرحام، وعياد ة المريض، فهناك أشياء كثيرة غير الصلاة وقراءة القرآن والصيام، ومع النية وحضور القلب تأخذ الحائض الأجر والثواب كاملا.
وحول حكم قراءة القرآن للحائض، قال أحمد العوضي أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الحائض لا يجب عليها قراءة القرآن مطلقا بالتلفظ، سواء من المصحف الورقي أو الإلكتروني أو حتى أن تقرأ مما تحفظه، فلم يُرخص لحائض ولا نفساء قراءة القرآن، إلا أنه يجوز قراءة القرآن على نطاق ضيق إذا كانت الحائض، طالبة علم أو محفظة قرآن، ولكن عليها أن تضع نية المذاكرة والانتفاع، وليس التعبد، وإن أمكن لها عدم مس المصحف فهو الأولى لها في هذه الحالة.
كيف أعبد ربي وأنا حائض؟
وتتساءل العديد من النساء أيضا في التوقيت الحالي، كيف أعبد ربي وأنا حائض؟ وذلك لإدرام فضل ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي، مؤكدة أن الحائض تغتنم ليلة القدر بالإكثار من الذكر، والاستغفار، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، والصلاة على النبي الأمين، والتصدق، والدعاء بالمأثور وغيره.
كما يمكن للحائض إحياء ليلة القدر بسماع القرآن والإنصات إليه، وقراءته بالعين لا باللسان على الذكر لا التعبد، وأن تنوي الحائض الطاعة والعبادة بما تقدمه لبيتها وأهلها ويما يعينها على الطاعة في تلك الليلة المباركة فيحصل لها الأجر والثواب، ويزيد على ذلك أنها تثاب عما كان يمكن أن تفعله ما لم يمنعها لعذر، لأنها ابتليت بأمر خارج عن استطاعتها.

كيفية إحياء ليلة القدر للحائض
وبناء على رأي العلماء، يمكن للحائض إحياء ليلة القدر بهذه العبادات:
- الصلاة على النبي ﷺ: وأفضل الصيغ الصيغة الإبراهيمية اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمَّد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد
- الذكر: من تسبيح وتهليل وتحميد وما أشبه ذلك، فتكثر من قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم
- الاستغفار: فتكثر من قول استغفر الله، أو أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
- الدعاء: فتكثر من دعاء الله تعالى وسؤاله من خير الدنيا والآخرة، فإن الدعاء من أفضل العبادات حتى قال الرسول ﷺ: الدعاء هو العبادة.
- أذكار الصباح والمساء، واعداد الطعام للصائمين بالبيت بنية إفطار صائم
- الصدقة، فقال تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى" النتيجة، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى"، وقال ﷺ "الصَّدقةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النَّارَ"