الأربعاء 23 أبريل 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إسرائيل تتفكك.. ضباط بحرية وجنود في الجيش وأكاديميون يطالبون بإنهاء الحرب وإعادة المختطفين

السبت 12/أبريل/2025 - 06:56 م

في خطوة غير مسبوقة، وقع أكثر من 150 ضابطًا سابقًا في سلاح البحرية الإسرائيلي، بالإضافة إلى 2000 من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي، عريضة تطالب بإنهاء الحرب وإعادة المختطفين.

ونشروا رسالة على نطاق واسع، تعكس تحولًا في المزاج العسكري الإسرائيلي حيال استمرار الحرب في غزة، وقد جاء هذا التصعيد بعد أن شهدت إسرائيل في الأيام الماضية نشر رسالة احتجاجية وقعها ألف مقاتل من قوات الاحتياط في سلاح الجو.

وتنتقد شرائح مجتمعية وفئات مهنية استمرار العمليات العسكرية على القطاع، مطالبين بوقف الحرب التي تشهد تزايدًا في الخسائر البشرية من الجانبين.

 وأشار الموقعون على العريضة إلى أن الحرب تحولت إلى أداة لخدمة مصالح سياسية وشخصية.

وأوضحوا أن الخيار الوحيد لإعادة المختطفين بأمان هو التوصل إلى اتفاقات سلمية، وليس المزيد من التصعيد العسكري، واصفين استمرار العمليات العسكرية بأنها تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، سواء كانوا من الجنود أو المدنيين.

رسالة مؤثرة

هذه الرسالة، التي لاقت دعمًا واسعًا من مختلف القطاعات العسكرية، سلطت الضوء على انقسام حاد داخل الجيش الإسرائيلي، حيث بدأت أصوات الاحتجاج تتعالى من داخل المؤسسة العسكرية، محذرة من العواقب الإنسانية والعسكرية للحرب المستمرة.

ما يثير القلق رد الفعل الرسمي من قيادة الجيش، الذي جاء سريعًا وحادًا، محذرًا من تبعات أي تمرد داخل المؤسسة العسكرية، ورغم هذا الرد، تبقى علامات الاستفهام حول مدى تأثير هذه التحركات الاحتجاجية على مواقف الحكومة الإسرائيلية.

وتبدو الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو ووزراء الأحزاب اليمينية المتطرفة في مواجهة معسكرين متناقضين داخل المجتمع العسكري والشعبي، وتشير الرسائل المتزايدة من ضباط الجيش الإسرائيلي وأعضاء هيئات التدريس إلى عمق الأزمة الداخلية التي تواجهها إسرائيل.

ويتزايد الغضب الشعبي والاحتجاجات ضد استمرار الحرب في غزة، بعد توقيع أكثر من 150 ضابطًا في سلاح البحرية و2000 من أعضاء هيئات التدريس، بالإضافة إلى آلاف من ضباط الاحتياط في سلاح الجو.

تطور لافت

ويمثّل تطورًا لافتًا في المواقف العسكرية ضد الحرب.. هذه التحولات تؤشّر إلى تحول في المزاج العام داخل مؤسسات الجيش الإسرائيلي الذي طالما كان يُعتَبر من الدعائم الأساسية للاستقرار السياسي والعسكري في البلاد.

الرسائل التي تضمنت دعوات لإعادة المختطفين وإنهاء الحرب تُظهر أن الكثير من الجنود يعتقدون أن الحرب أصبحت أداة سياسية تخدم مصالح شخصية أكثر منها مصالح الأمن القومي، وهذا التصور يتناقض مع الصورة التي طالما رُسِمت للجيش الإسرائيلي كمؤسسة منضبطة وقوية.

ويشير إلى وجود قلق عميق من تصعيد العمليات العسكرية وأثرها على الجنود والمدنيين.

ورغم الرد الحاد من القيادة العسكرية، الذي شهد تهديدات بعقوبات بحق الموقعين على الرسالة، فإن هذا الصراع الداخلي يضع الحكومة أمام اختبار كبير، ورفض رئيس الوزراء نتنياهو الاعتراف بعواقب هذه الاحتجاجات، وتقليله من أهميتها، قد يعمّق الهوة.

وتتسع الخلافات بين نتنياهو وبين فئات واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، سواء في الجيش أو في الشارع. هذا يخلق بيئة سياسية غير مستقرة قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية، مما قد يعزز من دعوات إنهاء الحرب.

أمنيًا، إذا استمرت هذه الاحتجاجات في التصاعد، قد تشهد إسرائيل صراعًا داخليًا قد يؤثر على جاهزيتها العسكرية، خاصة أن التهديدات من قبل بعض الضباط العسكريين والمتقاعدين تُظهر توترًا في الروح المعنوية للجنود.

إضافة إلى ذلك، قد يؤدي الانقسام داخل الجيش إلى فقدان القيادة السياسية للثقة في قدرتها على تحقيق أهدافها الأمنية، مما سيؤثر على استراتيجيات الحرب المستقبلية.. وفي ظل التصعيد الداخلي، قد يُضطرّ المجتمع الدولي إلى التدخل والضغط على إسرائيل لإيجاد تسوية سلمية.

وقد تُصبح الضغوط الخارجية أساسية لإرغام القيادة السياسية في إسرائيل (ممثلة في حكومة نتنياهو) على إعادة النظر في استراتيجياتها، خاصة مع تزايد الانقسامات الداخلية والاحتجاجات الشعبية التي  تخرج إلى الشوارع.

تأثير جوهري

من الممكن أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التصعيد في الصراع الداخلي الإسرائيلي، والذي قد يؤثر بشكل جوهري على القرارات الأمنية والسياسية، وقد يؤدي هذا إلى إعادة تقييم استراتيجية الحرب في غزة، مع احتمالية التحول إلى مفاوضات لتسوية الأزمة وإطلاق سراح المختطفين.

المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى تقترب من مرحلة حاسمة، بعد سلسلة من اللقاءات والمناقشات بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومتين المصرية والأمريكية، فضلًا عن تقاطعها مع أطراف دولية أخرى.

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن «قرب التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يقضي بصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار»، وأشار إلى أن «المحادثات لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة 59 أسيرًا إسرائيليًا تتقدم».

من جهته، كشف مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لعائلات رهائن إسرائيليين: «صفقة جدية للغاية تختمر على الطاولة، هي مسألة أيام قليلة.. نعمل على صفقة شاملة بين إسرائيل وحماس سيتم الإعلان عنها قريبًا يسبقها وقف إطلاق النار، يليها المفاوضات ».

عقدت الحكومة الأمنية المصغرة جلسة دون أن يُدعى إليها أي من قادة الأجهزة الأمنية، وركزت على نتائج لقاء نتنياهو وترامب، خاصة تبعات المفاوضات الأمريكية الإيرانية المباشرة حول المشروع النووي التي فاجأت إسرائيل.

التصريحات الصادرة عن مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينيت) في إسرائيل تشير إلى تغيّر في موقف حماس، ما يفتح المجال لفهم أكبر للاتجاهات المستقبلية لهذه المفاوضات، وأبلغ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أعضاء الكابينيت أن «تغيّرًا ملحوظًا في موقف حماس».

يرى نتنياهو أن هذا التطور قد يكون دافعًا لتحريك المفاوضات نحو مرحلة جديدة، متوقعًا أن تشمل الصفقة إطلاق أكثر من خمسة رهائن إسرائيليين على قيد الحياة، في خطوة قد تكون بداية لتحريك العملية بشكل أكبر.

في الجانب الآخر، هناك حديث مستمر عن «مقترح جاد» يُتوقع أن يشمل إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، مع وجود مقترح مصري يتحدث عن «الإفراج عن 8 أسرى فلسطينيين على الأقل مقابل الرهائن».

تابع مواقعنا