يجسد قصة حقيقية.. أول رد من “أهل مصر” على حملة الانتقادات الواسعة بشأن إعلانهم
تقدمت مؤسسة أهل مصر بالشكر لكل المصريين الذين شاركوا في إبداء الرأي بخصوص حملة رمضان الحالية سلبا وإيجابا، سواء كان بالمشاركة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي أو الدعوة لوقف الحملة.
جاء ذلك بعد أن استقبل خط نجدة الطفل “16000” التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة، عددًا من الشكاوى والبلاغات خلال شهر رمضان، والتي أفادت بظهور الطفل في بعض الإعلانات بصورة مسيئة، حيث تلقى خط نجدة الطفل عددًا من الشكاوى والبلاغات تطالب بوقف إعلان لأحد المستشفيات المتخصصة في علاج الحروق، يتضمن مشهد لنشوب حريق في منزل وإصابة طفلة بحروق أدت إلى وفاتها، مما جعل الأطفال يصابون بالخوف والرعب من هذه المشاهد، كما أطلق عددًا من أولياء الأمور عليه إعلان “الهلع” بما يحتويه من استغلال الطفلة بشكل مسيء كفكرة للدعاية ويضر بمشاعر المشاهدين ويؤثر على الحالة النفسية للأطفال.
“”الأمومة والطفولة”: خاطبنا جهات لوقف إعلانين لمستشفى حروق وشركة ملابس
وأضاف البيان: قضية الحروق قد تكون قضية مؤلمة، لكل من يتعامل معها، أو يواجها، ولذا نود توضيح بعد النقاط الهامة:
-مؤسسة أهل مصر هي مؤسسة معنية بقضية الحروق والحوادث والتوعية ضد مخاطرهم وإنقاذ الحالات علاجها، حيث بدأت المؤسسة في بناء أول مستشفى متخصص لإنقاذ وعلاج الحالات الحرجة، من الحوادث والحروق بالمجان منذ عام 2018، وقد تم الانتهاء من بناء المبنى، وجاري الآن العمل على تشطيب المستشفى، وشراء الأجهزة الطبية.
-هدف المؤسسة هو مواجهة قضية الحروق والحوادث، حيث أن الحوادث هي السبب رقم واحد للوفاة في مصر من الإصابات والحروق هي السبب الثالث.
-إن قضية الحوادث والحروق تعد قضية هامة فأغلبنا لا يدرك أن هناك 250 ألف حالة حروق سنويًا، المتاح لهم فرصة للعلاج والإنقاذ 20 ألف حالة فقط.
-مصاب الحروق ليس كأي مريض، يمكن وضعه على قوائم الانتظار، حيث أن أمامه ست ساعات فقط لإنقاذ حياته.
-50% من حالات إصابات الحروق من الأطفال وأسبابها موجودة في كل منزل، سواء الماس الكهربائي أو البوتاجاز أو السوائل المغلية، التي تسبب حروق تؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم إنقاذ الشخص في أسرع وقت.
أما عن الإعلان محل الجدل فهناك بعد التوضيحات:
الإعلان يجسد قصة حقيقية، كانت السبب وراء إنشاء مستشفى أهل مصر، و هي لأم فقدت ابنتها بسبب اشتعال شمعة أثناء الاحتفال بعيد ميلادها، ولم يتم إنقاذها لعدم توفر سرير عناية مركزة في المستشفيات التي يوجد بها أقسام حروق، وهو ما أدى إلى وفاتها.
وقد تم اختيار هذا الحادث بالذات لان 72 ٪ من حوادث الحروق تحدث في البيوت، لذا كان لابد من رفع الوعي ضد مخاطر الحروق التي تنهي الأرواح في لحظة.
نعلم أنها رسالة قاسية لم نرد منها إثارة مشاعر المشاهدين ولكن أردنا فقط نقل الحقيقة، والواقع الذي يعيشه ضحايا الحروق دون تجميل كما حرصنا على عدم إظهار أي مشاهد لأطفال مشوهين من ضحايا الحروق.
مؤسسة أهل مصر تعمل في المقام الأول على بناء منشأة طبية، ستدار بأطباء مصريين، ولدينا أطباء أجلاء ضمن الفريق الطبي للمؤسسة، ونحن نحترم كافة الأطباء في جميع التخصصات وفي كل المستشفيات الصحية. ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعى عن تقصير الأطباء لاينعكس تمامًا في الإعلان، فما تم تناوله في الإعلان يوضح أن الأعداد المتوفرة من أسرة الطوارئ والعناية المركزة الخاصة بمصابي الحروق أقل بكثير، مقارنة بأعداد ضحايا الحروق سنويًا، مما يؤدي إلى عدم القدرة على قبول الحالات، وإنقاذ حياتهم، وقد أوضحنا ذلك بطريقة مباشرة بكلمة “غصب عنهم” ضمن كلام الأغنية.
أما عن الآراء التي طالبت مؤسسة أهل مصر أن تقدم إعلانات بها بهجة وتفاؤل وقارنت بيننا وبين مؤسسات أخرى لديها بالفعل مستشفيات تعمل منذ سنوات كثيرة، فهذه مقارنة غير منصفة، فالوضع بالنسبة لقضية الحروق أصعب بكثير، فكيف لنا أن نرسل رسالة إعلانية بها تفاؤل في حين أننا يوميًا نواجه حالات لا تتوافر لها أماكن لإنقاذ حياتها، آخرها حالة طفلة توفت ظهر الأمس لنفس السبب.
في النهاية نوضح أننا أردنا فقط أن نطلق ناقوس إنذار حول قضية الحروق لكي نتكاتف جميعا لإنهاء مستشفى أهل مصر من أجل إنقاذ حياة مصابي الحوادث والحروق.
كما ندعو الجميع للعودة مرة أخرى في التفكير في الهدف الرئيسي السامي للحملة وهو استكمال مستشفى أهل مصر فالحملات الإعلانية ما هي إلا وسيلة فقط ولكن دعونا نهتم بالهدف وننحي الخلاف على الوسيلة سواء اتفقنا او اختلفنا حولها.
وما يهمنا الآن هو استكمال المستشفى الذي سيساهم في إنقاذ أرواح كثيرة في أسرع وقت، عملا بقوله تعالي “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. صدق الله العظيم