السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الساخر من رحم الكآبة ومؤرخ صنايعية مصر والمُنتشي بـ كحل وحبهان.. عُمر طاهر يحكي لـ القاهرة 24 فصول من قصة حياته التي لم تُكتب

القاهرة 24
أخبار
الجمعة 24/مايو/2019 - 04:06 م

على بُعد مئات الكيلو مترات من العاصمة، وفي الثالث والعشرين من يوليو عام 1975، وُلد عُمر طاهر في محافظة سوهاج، قبل أن يشد الترحال مغتربًا إلى القاهرة، ليلتحق بكلية التجارة في جامعة حلوان ويتخرج منها عام 1998، ويبدأ عهدًا مع التألق والإبداع.

من مقهى البستان بدأت أولى جولات الفتى الصعيدي، وبـ”مشوار لحد الحيطة” وضع أقدامه الأولى على عتبات الإبداع، وفي الدستور تعلم ومن نصف الدنيا تخرج، وبـ”شكلها باظت” كتب عقدًا بينه وبين الجمهور ألا يفارق أحدهما الأخر، وبات عُمر طاهر وحبة رئيسية على مائدة الكبار من الكُتاب.

يرى عُمر طاهر نفسه غريبًا عن القاهرة، ضربه اليأس مرات، وخطت الكآبة فوق روحه في الكثير من الأوقات، لم يكن بخياله أن يكون كاتبًا ساخرًا يومًا ما، فطريقه الصحفي كان جادًا للغاية لا مجال فيه للهو أو المزاح.

عُمر طاهر القاطن في دير الكلمات، قاده مزاجه نحو مداعبة الأحرف في نثر وقصص ومقالات ورواية حملت في أولها كحل الأحرف وأمتزجت بحبهان “طبخة” عُمر طاهر، الذي أجاد في تقديم “صنايعية مصر” وأبرع في “طير أنت” و”يوم مالوش لازمة”، وقدم العديد من الأغنيات لكبار المطربين والمطربات.

الكاتب الكبير كان في ضيافة “القاهرة 24” في ندوة كشف فيها العديد من الأسرار في حياته، راويًا العديد من الحكايات التي جسدت قيمة الصعيدي الذي بات واحدًا من أكبر كتاب الوطن العربي… وإلى سياق الندوة كاملًا:

كيف كانت تجربة الشاب الصعيدي الذي قدم من سوهاج إلى القاهرة؟

حتى الأن لدي إحساس أنني لست من القاهرة، ودائمًا ما أشعر أنني مغترب، وسعيد للغاية أن هذا الشعور لازال موجود حتى الأن.

طيلة الوقت أشعر أن القاهرة ليست مكاني، وأنني هنا لأداء مهمة فقط، ولكن مكاني وأهلي وجذوري في الصعيد، وحينما أعود إلى هناك لا أشعر أنني ضيف، بل أعود بنفسية “اني بتحط علي الشاحن وبشحن الشحنة اللي تخليني أرجع القاهرة أكمل شغلي”.

إحساس المغترب لم يتغير على الإطلاق، وأغاني الغربة لازالت تؤثر في، وطبيعي أن يكون هناك العديد من الصعوبات والمشاكل التي تقف أمام الإنسان ولكن يتم تجاوزها.

ماذا عن تجربة “مشوار لحد الحيطة” عام 1998؟

كان تجربة عفوية جدًا، وكثيرًا ما أعود إليه آخذ منه أشياء وأعمل عليها من جديد، وأستطعت في هذا الكتاب أن أخرج المشاعر ووجهات النظر والأحلام والكوابيس والمخاوف، وجميعها كانت مصنوعة بلغة النثر التي كانت نوع من الشعر سائد وقتها.

كيف تقيم التجربة من “مشوار لحد الحيطة” في 1998 وحتى “شكلها باظت” في 2005؟

حينما بدأت في عام 1998 وحتى عام 2015 بإصدار كتاب “شكلها باظت”، كانت تلك الفترة مميزة للغاية، فكان بإمكانك في ذلك الوقت أن تعرف كم شخص قرأ كتابك بمنتهى السهولة، وكان عدد المكتبات ودور النشر محدود للغاية، فكان الشباب يقدمون كتابهم في هيئة الكتاب ليُصدر في سلسلة إبداعات الشباب و”دورك كان بييجي وانت عندك 45 سنة”، ولم يكن هناك حفلات توقيع أو أي وسيلة تواصل مع القارئ يمكنك بها قياس النجاح، ولكنني بدأت التقي مع القارئ بعد “شكلها باظت”، فهي جعلت هناك مناسبة للقاء القراء.

أروي لنا كواليس “شكلها باظت”؟

لم يكن لدي طموح أو نية لفكرة كتابة شئ ساخر، بالعكس، أنا أرشيفي في الصحافة جاد جدًا، فقمت بتغطية أحداث في إيران وباكستان والبرازيل وأفغانستان وتشيلي وغيرها من الدول، وأجريت حوارات صحفية مع وزراء داخلية سابقين وسكرتير الملك فاروق في المنفي، ولم يكن هناك أي مساحة للسخرية.

حينما رحلت سناء البيسي عن رئاسة تحرير مجلة “نصف الدنيا”، وأصبح محمد فاروق رئيس تحرير جريدة “أضحك للدنيا”، تواصل معي لنعمل سويًا، وقلت له “أنا مش معايا فلوس أركب تاكسي وأجيلك”، فوقتها كنت أعيش ظروف صعبة، ولم أكن أعرف ماذا سأفعل في جريدة ساخرة.

حينما ذهبت للعمل في “أضحك للدنيا”، ظللت أذاكر الكتابة الساخرة، فالتجربة فرضت علي ذلك، ولكن الجريدة توقفت بعد 12 عددًا، وفي تلك الفترة مستوى الكآبة لدي كان عالي، والعديد من الأبواب أغلقت في وجهي فضلًا عن قلة الأموال، الأمر الذي جعلني أخرج تلك الطاقة السلبية في كتاب.

“شكلها باظت” كتبته لمحاربة الاكتئاب والإحباط ولأجل أصدقائي الذي كنت أود أن أجعلهم يقرأون، وحينما كتبتها لم يكن لدي طموح أكثر من أن أطبع نسخ وأعطيها لأصدقائي وأقاربي، ولكن نجاحه كان مفاجأة بالنسبة لي.

حدثنا بشكل أكبر عن رحلتك الصحفية؟

في أيام الجامعة تعرفت على الكثير من الأشخاص ممن يشبهونني، أناس يحفظون الشعر والأفلام، فبدأنا نتجمع سويًا ونتجول في وسط البلد، وفي مرة قابلنا الكاتب الصحفي إبراهيم داوود، وأخبرنا أنه يُعد لجريدة جديدة وطلب مننا أن نشارك بها، وكانت تلك الجريدة هي “الدستور”.

دخلت الدستور وتعلمت هناك المهنة، وقتها لم يكن لدي أي فكرة عن الصحافة، ولكن وجود إبراهيم عيسى وهذا الجيل من الصحفيين، ساعدني أن أتعلم وأثبت قدمي في هذه المهنة.

بعد “الدستور” بدأت أبحث عن نقلة مهنية، فذهبت إلى “نصف الدنيا”، وكأني أخذت الثانوية العامة من “الدستور” وتخرجت من الجامعة في “نصف الدنيا، من خلال العمل مع سناء البيسي، التي كانت فنانة صحافة، بإمكانها إخراج أبعاد مختلفة من مجرد تحقيق أو خبر أو حوار صحفي، فكنا نصنع ملفات من داخل مصر وخارجها، وحوارات صحفية غير تقليدية، فهي كانت مدرسة “فرقت” معايا كثيرًا في أرشيفي الصحفي.

“جت عليا لحظة حسيت إني مش هقدر أعمل أكثر من كده، وعمل كل أنواع الشغل الصحفي الممكن من فترة 1998 إلى 2005 فتركت نصف الدنيا”.

 هل هناك اختلاف بين الصحافة الآن وصحافة التسعينات وأول الألفية الثالثة؟

هُناك أختلاف واحد وكبير بين صحافة 1998، وصحافة 2019، وهو نوع القيادات والأساتذة ممن كانوا يقودون المهنة والمسئولين عنها.

أنا عملت في ظروف عمل جادة جدًا لا مساحة فيها للمزاج أو “الأستسهال”، وكان الصحفي المتوسط معرفيًا ولغويًا لا مكان له في المهنة، وكانت فكرة كتابة مقال تُعتبر مكافأة كبيرة بعد العمل الصحفي لفترة طويلة، فهو بمثابة ترقية وكأنك أصبحت مدير تحرير.

الأن الشاب يبدأ عمله الصحفي بكتابة المقالات من أول لحظة، حتى لو مازال يدرس في الكلية ولم يجري في حياته حوارًا صحفيًا واحدًا، ويقدم نفسه ككاتب.

في أيامنها حينما كنا نجري تحقيقًا أو حوارًا صحفيًا ونكتب فيه مقدمة، كنا نُسأل عن تلك المقدمة، ويطلبوا مننا أن نسلم المادة فقط، وكان النشر له قواعد وأصول ومراقبة، وكان هناك مهنية، وقيادات لا تسعي للشهرة.

الأن لا يوجد قيادات صحفية “تفلتر” من يدخلون المهنة، فأي شخص يستطيع أن يُصبح صحفيًا، وهُناك جرأة غريبة جدًا وفيها قدر من “البجاحة” وأنا منهدش جدًا منها، فضلًا عن وجود انفلاتات في أخلاقيات المهنة والتعامل مع المصادر والمصداقية والأمانة والبحث عن الدقة والمعلومة، وليس البحث عن الشهرة.

لماذا أعتزلت الصحافة؟

شعرت في فترة أنني حققت كل شئ في الصحافة، وليس هناك تحقيق أقوى مما قمت به مسبقًا، والأمر ليس له علاقة بكوني “اترستقت” وأصبحت معينًا في جريدة الأهرام ولدي سيارة، وكان من الممكن أن استسلم في عام 2000، ولكن لا أحب الشعور بالأمان والراحة، وكان لدي خطة علي أن أعمل عليها، والشعور بالأمان لا يُنتج عمل ولا يُخرج شيئًا مميزًا ولا يُحدث نقلة في الحياة.

كيف بدأت علاقتك بتقديم البرامج التليفزيونية؟

حدثوني في قناة “أون تي في”، وقدمت أول قراءة للجرائد على التليفزيون من أبناء جيلنا بعد الأستاذ حمدي قنديل، ونجحت التجربة.

ثم هاتفني المهندس أسامة الشيخ، وطلب مني تقديم برنامج في التليفزيون المصري، وبالفعل قدمت برنامج “مصري أصلي”، وكانت الفكرة وقتها هو كيف تقدم محتوي سهل وبسيط بس بشكل “لطيف” في صيغة “اختبار الجنسية المصرية”، فأستضيف شخصية عامة وأسألها عن تفاصيل حياة المصريين، وكان هذا مفتاح  للفن والرياضة والسياسة والتاريخ وغيره.

نعلم أنك واجهت بعض المشاكل في البرنامج من خلال الاعتراض على بعض الضيوف؟

أول يوم تصوير اكتشفت أن الوزير أنس الفقي اعترض على ثلثي قائمة الضيوف الذين قررت استضافتهم في البرنامج وكان من بينهم جلال عامر وإبراهيم عيسي، وبلال فضل استضفته “بالخناق” وهكذا وأحمد فؤاد نجم.

ماذا عن برنامج “وصفولي الصبر”؟

ظللت فترة أهاجم فكرة أنه لدينا 60 برنامج لكرة القدم، ومثلهم للمطبخ، ولا يوجد برنامج واحد عن الثقافة، فقررت أن أخوض تلك التجربة، على الرغم من معرفتي أنه ليس من نوعية البرامج “البياعة اللي بتجيب إعلانات”، وعرضت الأمر على قناة “Ten” ووافقوا على البرنامج.

في “وصفولي الصبر” قررت عمل ورشة كتابة توثيقية تليفزيونية بالاستعانة بأساتذه كبار مثل جلال أمين، وأحمد خالد توفيق وإبراهيم عبد المجيد، وإبراهيم عيسي، وصنع الله إبراهيم، بحيث أن الورشة أغني بكثير من مجرد شخص يعطي محاضرة، كما أن المحتوي أرشيفي وبإمكان الناس الحصول عليه بسهولة.

كيف شعرت حينما أخبروك بوفاة أحمد خالد توفيق وكان لقاءه معك آخر ظهور تليفزيوني له؟

قلبي تألم للغاية، خاصةً أن آخر لقاء تليفزيوني له كان معي قبل وفاته، وكأنها حلقة للتوثيق، أحمد خالد توفيق كان شخصًا عظيمًا.

ما هي أبرز المشاكل التي توجه الثقافة في مصر؟

الإعلام المصري سبب كبير في تلك المشكلة، فنحن لدينا برامج للطبخ والسيدات والتوك شو، وليس لدينا برامج تتحدث عن الكتاب والمثقفين، أو يعمل على نشر الثقافة والترجمات بين الشباب.

الدولة أيضًا لا تهتم بالثقافة، فهي لا تخرج وتتحدث عنها إلا في حالة وجود كتاب يحدث قلقًا فقط.

ما رأيك في تحميل الكتب “أون لاين” وطرحها دون مقابل للجميع؟

تلك أزمة كبيرة تهدر العديد من الحقوق، القائمين على إدارة الثقافة في مصر لا ينظرون إليها، فنحن في لحظة من الممكن أن نصبح مثل الصين وكوريا، بإعتبارنا دولة لا تحترم الملكية الفكرية والعلامات المائية.

إنجلترا والعديد من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أرسلوا تقارير إلى مصر بنسب التزوير والسرقة التي تحدث في الكتب، والدولة غير مهتمه أنه من الممكن أن تطبق علينا غرامات بالمليارات مثل الصين وبقية الدول التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية، كل هذا بجانب دور النشر التي تُغلق وخراب البيوت الذي يحدث من هذا.

هل تؤيد وجود لجان رقابة لمنع نشر نوعيات الكتابات “الرديئة” التي بدأت تغزو السوق؟

أي شخص حر فيما يكتب فهو لم يخطأ، ولكن الخطأ في من قرأ دون أن يقول وجهة نظر دون مجاملة، والفاسد الحقيقي في هذا المشهد هو من يستغل هذا المنتج الردئ و”ياكل بيه عيش”.

الأزمة الحقيقية في من ينشروا هذا النوع من الرداءة دون وجود مقاييس أو معايير للنشر، وحل تلك الأزمة في يد الناشر نفسه وليس أي لجان رقابة، فالناشر ليس “مطبعجي” يطبع كلام على ورق وفقط.

هناك أيضًا أزمة أخرى هي اختفاء وظيفة الناقد، إذ أصبحت مهنة لا وجود لها في هذا الوقت، لأن من يكتبون لا ينتظرون أي انتقاد من أي نوع، وفي حالة طرح رأي في تلك الكتابة “الدنيا تولع حريقة”، فكل كاتب يريد أن يكتب بحرية دون قيود، وخلفه جيش من الأصدقاء ممن يدافعون عنه دون منطق.

كيف دخل عُمر طاهر عالم كتابة الأغاني ولماذا توقف عنها؟

كتابة الأغاني كانت فترة من حياتي بمثابة الحلم، وبمجرد أن تحقق لم يعد في طموحاتي، وأخذت قرار بعدم إكمال مشوار كتابة الأغاني بعد.

دعني أخبركم بشئ، أنا لم أسعى إطلاقًا في طرح أغنياتي على أحد، بل حينما يحدثني مطرب عن رغبته في الحصول على أغنية ما من كلماتي، نجلس وأعرض عليه ما كتبته ويختار ما يشاء.

هل مازلت تحلم بكتابة أغنية لمحمد منير؟

كنت أتمنى أن أكتب أغنية لمحمد منير ولكن هذا لم يحدث، على الرغم من كونه صديق مقرب لي وعلاقتي به بدأت من 2007 وأصبح بمثابة الأخ، وحينما نجلس سويًا لا نتحدث في الكتابة إطلاقًا.

حدثنا عن الجانب الصوفي في عُمر طاهر؟

أخااف دائمًا من هذا التوصيف، أنا أحب التصوف، ولكن أي شخص يقول على نفسه أنه متصوف فهو كاذب، لأن المتصوف شخص أصبحت الدنيا خارج حساباته ومشتهى قلبه، أما أنا فلازال لدي ما أريد تحقيقه في الدنيا وأنا متورط فيها.

لننتقل إلى السينما.. لماذا لم نعد نرى لك أفلامًا؟

أنا لا أعرف إجابة هذا السؤال، ولا أعلم لماذا يُنتج لي فيلم كل فترة بعيدة، على الرغم من أن جميع الأفلام التي كتبتها نجحت بشكل كبير.

ماذا عن مشاريعك السينمائية القادمة؟

لدي حوالي 12 مشروع في الوقت الحالي، من بينهم فيلم “مشربتش من نيلها”، الذي سيخرجه المخرج سامج عبد العزيز.

أعتذر أحمد مكي عن بطولة “مشربتش من نيلها”.. لماذا وهل تم اختيار البديل؟

أحمد مكي أعتذر بسبب خلافات مادية حول الفيلم، وتجمد المشروع بعدها، وإلى الآن لم يتم اختيار البديل، وأود أن أؤكد أن أحمد مكي مثل “الجوكر” بإمكانه تقديم أي شئ.

هجوم طال المخرج سامح عبد العزيز بسبب مسلسل “زي الشمس”.. هل هذا يقلقك على مستقبل “مشربتش من نيلها”؟

أنا دخلت مجال الفن عن طريق سامح عبد العزيز وهو له الفضل في ذلك، وأؤكد على تقديري لقيمة ومكانة سامح عبد العزيز ولا يقلقني ما حدث، وفي النهاية الجميع تصالحوا وأنتهت الأمور بهدوء.

ما رأيك في دراما رمضان 2019؟

في الحقيقة لم أتابع أي عمل درامي، شاهدت 12 دقيقة فقط من مسلسل زي الشمس وثلاثة دقائق فقط من طلقة حظ وتتر سوبر ميرو وبعض اللقطات منه لأن ابنتي تحبه وتتابعه، ولم أشاهد أو أتابع بقية المسلسلات الدرامية.

لنفتح سويًا صفحة “صنايعية مصر”.. هل كنت تهدف لاستغلال شخصيات الكتاب  في تسويقه أم أن عُمر طاهر كان لديه خطط أخرى؟

الشخصيات داخل كتاب “صنايعية مصر” هم أبطاله وليس أنا، بدليل أن العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية وغيرها تتحدث عن قصة كل شخص على حده، وهو أمر يجعلني سعيدًا، خاصةً انني لم أتخذ الطريق السهل في هذا الكتاب، ولم اتجه لكتابة ساخرة أو رواية أو غيرها من الأمور التي تعتبر سهله على مستوى المجهود بالمقارنة مع “صنايعية مصر”.

صنايعية مصر ساهم في توثيق أمر مختلف، بعيدًا عن التابوهات الخاصة بالمناسبات التي اعتادنا عليها بشكل دوري، مثل عيد ميلاد نجيب محفوظ أو أم كلثوم.

“الشبراويشي” أحد أبطال صنايعية مصر على سبيل المثال، شخص اخترع شيء في منتهى الأهمية، فـ”كولونيا 555″ كانت تمثل بمابة بضاعة مردة عوضًا عن المال للدول التي اقترضنا منها في وقت حرب 1973، وهي أمور يجب إبرازها، بالإضافة إلى عشرات الشخصيات البارزة في تاريخ مصر والتي تحتاج إلى الذكر.

كم من الوقت أستغرق إنتاج كتاب “صنايعية مصر”؟

4 سنوات كاملة كانت مدة العمل على هذا الكتاب، حتى توصلت إلى شخصياته، والكثير من الشخصيات كان عليها معلومات مغلوطة، الأمر الذي احتاج لمجهود كبير للوصول إلى المعلومات الحقيقية وطرحها للجمهور، فكنت أستعين في بعض الأوقات بأرشيف “الأهرام” من عشرات السنوات، وأوقات أخرى كنت أبحث عن أحد أقارب الشخصية التي كتبت عنها لمعرفة المزيد من التفاصيل لتقديمها.

حدثنا عن ردود الأفعال على الكتاب؟

العديد من ردود الفعل جاءت على كتاب “صنايعية مصر”، فمثلًا غرفة التجارة والصناعة أستخدمت بعض الشخصيات في أعمالها، كما أن العديد من مشاريع التخرج استخدمت أبطال الكتاب.

هل غضبت حينما تم استخدام اسم “صنايعية مصر” في إحدى حملات الدولة؟

كان أمر مزعج جدًا أن يتم انتهاك حقوق الملكية الفكرية دون الرجوع إلى الكاتب، خاصةً من قبل الدولة، كما أن قنوات الإخوان عرضت أجزاء من الكتاب دون الرجوع إلى الكاتب نفسه، وقنوات أخرى كثيرة. تلك الأمور كانت تزعجني في بداية الأمر، ولكني الأن صرفت نظر بشكل نهائي.

لك أن تتخيل أن الجامعات والجهات الحكومية تسمح بعرض الكتب المزورة والتي تنتهك حقوق أي كاتب، وتعطي التصاريح لعرضها، وكان لي موقف مع الراحل أحمد خالد توفيق حينما كنا في ندوة بجامعة طنطا وخرجنا منها لنجد أحد معارض الكتب، فوجدت لافتة مثبته على عصاة مكتوب عليها “الكتاب بـ 20 جنيه”، فانزعجت حتى قال لي أحمد خالد توفيق “كل الكتب دي بتاعتي”.

المولود الأصغر في حياة عُمر طاهر هو “كحل وحبهان”.. كيف بدأت الفكرة؟

فكرة رواية “كحل وحبهان” موجودة داخلها، الفكرة بدأت من عام 2011 فأنا كان لدي شغف للكتابة عن الأكل، وخضت تجربة الكتابة عنه في أكثر من مرة، سواء بالكتابة عن أكلات بعينها أو بالإشارت إليها في إحدى المقالات، إلا أنه لم يتثنى لي كتابة رواية كاملة عن الأكل، وهو ما تحقق في “كحل وحبهان”.

هل نرى حياة عُمر طاهر في رواية “كحل وحبهان”؟

“كحل وحبهان” يوجد بها 7% فقط من شخصية عُمر طاهر.

يميل عُمر طاهر إلى النوستاليجا دائمًا من خلال هوسه بالكتابة عن جيل الثمانينات والتسعينات؟

هذا المصطلح أصبح مبتذلًا للغاية ويتم استخدامه كثيرًا في غير موضعه، أنا أول شخص كتب عن جيل الثمانينات والتسعينات، فأنا أرى أنه جيل له خصوصية كبيرة ومليئة بالحكايات، فهو الجيل الذي عاصر تجربة السبعينات، ثم واجه تقدم الألفية الثالثة.

غالبية الكتابات عن هذا الجيل اهتمت بالقشور فقط، لم يتعرض أحد لعمق وزخم التفاصيل والحكايات في تلك الفترة التي هي من أعظم الفترات.

بالحديث عن الحياة الخاصة لعُمر طاهر.. كيف تبدو علاقتك مع ابنتك “رقية” وشكل تربيتها؟

في حقيقة الأمر ” أنا بتربى أكثر ما بربي”، مع الإنجاب نظرتك للحياة كلها تتغير، هُناك أفكار كبيرة تنهار وتتشكل أفكار أخرى غيرها.

أحاول جاهدًا أن أقدم لـ”رقية” قيم إنسانية سليمة أكثر من اهتمامي بالمذاكرة والواجبات والأمور الحياتية العادي، الأهم بالنسبة لي أن أجعلها شخصية إنسانية.

كنت صاحب ضربة البداية في قضية “أبراج ساويرس”.. هل توقفت الحملة؟

الأمر تحول الى القضاء بعد تولي المحامي أحمد الحمامصي القضية، ثم تم الإعلان عن فتح الجنينة التي حصل عليها رجل الأعمال نجيب ساويرس للجمهور العام، وهذا إنجاز كبير.

أود أن أؤكد أنه لم يتواصل معي أحد سواء من طرف نجيب ساويرس أو غيره بخصوص تلك القصية، ونحن مستمرون في حملتنا.

ما الذي خشي عُمر طاهر أن يكتبه؟

لا شئ كل ما أردت أن أكتبه كتبته بطريقتي.

بما أنك من مشجعين الزمالك.. كيف ترى المنافسة مع الأهلي على لقب الدوري؟

الدوري للزمالك إن شاء الله.

في الختام.. ما هي النصائح التي يود عُمر طاهر تقديمها للصحفيين؟

النصائح يجب أن تكون لمن يديرون المهنة، خاصة وأنههم يتحملون المسئولية الكاملة عن الصحفي الشاب الذي يكون لديه شغف كبير إزاء المهنة.

الكثير من مديري ورؤساء التحرير يهتمون بالترافيك والتريند أكثر من الصحافة الحقيقية، ولا يمكن أن يكون كشف إنتاج الصحفي مبني على قول وحياة الناس الشخصية وما يكتبونه عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يمكن أيضًا أن تكون تلك الصحافة التي يبحث عنها الناس

تابع مواقعنا