رغم توجه الرئيس.. لم الهجوم على خريجي التربية الرياضية؟
في الوقت الذي تتبنى فيه الدولة المصرية ممثلة في مؤسسة الرئاسة مبادرة خسارة الوزن الزائد لدى المصريين وحثهم على ممارسة الرياضة واستعادة لياقة العمال لزيادة الانتاج؛ فجر نقيب العلاج الطبيعي، “خناقة” مع خريجي كليات التربية الرياضية، على تلك “الكعكة” الكبيرة، وهو ما قد يعرقل هذا التوجه للدولة.
ومرارا دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، المصريين وبمناسبات عدة للتخلص من الوزن الزائد وممارسة الرياضة وقال إن نحو 75% من المصريين يعانون من السمنة، وأبدى رغبته في رؤية عمال مصر بشكل أفضل لزيادة الانتاج.
البداية، كانت بتصريح من الدكتور سامي سعد، رئيس النقابة العامة للعلاج الطبيعي الذي حمل هجوما حادا على خريجي كليات التربية الرياضية التي تتوسع الدولة في إنشائها وزيادة تخصصاتها، حتى أن جامعة الأزهر أفردت كلية تربية رياضية للبنات وتزيد من تخصصات كليات البنين لديها وكذلك بقية كليات التربية الرياضية بمصر.
ووصف نقيب العلاج الطبيعي عبر الموقع الالكتروني لجريدة “الوفد” بتاريخ 16/5/2019، خريجي التربية الرياضية من أخصائي إصابات الملاعب، والتأهيل الحركي، بأنهم عبارة عن مجموعة من النصابين أو المتطفلين على المهنة، وقال إن خريجي التربية الرياضية يمارسون المهنة بدون سند قانوني، مطالبا بمنعهم من ممارسة عملهم.
كما انتقد الدكتور حافظ شوقي، وكيل النقابة العامة للعلاج الطبيعى، ما أسماه تفنن بعض الأشخاص فى إيذاء المريض المصرى، متعمدين، عبر تشجيع وتدريب خريجي التربية الرياضية على التعامل مع الإصابات الحركية.
وزادت “الخناقة”، على إنقاص أوزان المصريين اشتعالا برد أول من نقابة “التأهيل الحركي والإصابات”، ورد ثان من “جمعية الطب الرياضي”، حملا رفضا قاطعا لكل ماجاء علي لسان رئيس نقابة العلاج الطبيعي، واستنكارا لما اعتبروه تطاولا على أخصائي التأهيل من حملة شهادات كلية التربية الرياضية.
وقالا عبر بيانين منفصلين إن النقابة المهنية للتأهيل الحركي والإصابات، والجمعية المصرية للطب الرياضي برئاسة الدكتور محمد علام، لهما الحق في اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد التجاوزات القانونية التي نشرت في حق خريجي كليات التربية الرياضية، وأن مجلس إدارة النقابة والجمعية في اجتماع دائم لإعداد ملف حول القضية وإرساله لمكتب النائب العام للرد علي نقابة العلاج الطبيعي.
من جانبه قال حكيم يحيي، المسؤول عن إعداد الملف القانوني للرد على نقابة العلاج الطبيعي قبل إرساله للنائب العام، إن “ما جاء على لسان النقيب سامي سعد، عبر الصحف والمواقع بحق خريجي كليات التربية الرياضية يعد جنحة سب وقذف وتكدير للسلم العام والترويج لمعلومات كاذبة للجمهور، بل فيه استعداء لأجهزة الدولة ضد خريجي التربية الرياضية”.
أخصائى الإصابات والتأهيل الرياضي لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، أكد لـ”القاهرة24″، أن النقابة بصدد إقامة حفل إفطار الخميس المقبل، سيتم فيه حشد أعضاء النقابة والإعلام المصري في مقر النقابة بمنطقة “غمرة”، وسيتبع الإفطار مؤتمر صحفي، لإعلان الرد القانوني وتبيان الحقيقة أمام الإعلام.
وقال إن “هذه القضية تأتي في الوقت الذي تهتم فيه الدولة ومؤسسة الرئاسة بلياقة المصريين وصناعة جيل رياضي خالي من أمراض السمنة”، متسائلا: “لماذا افتعال الأزمة في هذا الوقت، وشن هذه الحرب المعلنة علينا في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة لجهودنا جميعا”.
وأضاف حكيم، أن نقيب العلاج الطبيعي، تناسى القيمة العلمية والتاريخية لكلية التربية الرياضية وخريجيها، والذين كانوا هم رواد مهنة التدريب والتأهيل الرياضي والطبي في مصر والوطن العربي.
وأشار إلى أنهم “نسوا أيضا أو تناسوا أن أساتذتهم الأوائل كان منهم أساتذة بكليات التربية الرياضية، كما تناسوا الإعداد الفني والفكري والعلمي الذي يمر به دارس التربية الرياضية أثناء دراسته”.
وقال مدير النادي الصحي السابق لدى ”سوفيتيل”، أن خريجي كليات التربية الرياضية “سيقفون بكل قوه أمام أي معول هدم أو مخطط شيطاني لمحاولة عرقلة جهد وعمل إمتد من سنة ١٩٣٧”، مشيرا إلى أن “مهنة التأهيل الحركي وإصابات الملاعب هي مهن تاريخية امتهنها خريجوا التربية الرياضية قبل ظهور معهد العلاج الطبيعي بعقود”.