مزج الدراما بالكوميديا بـ”حرفنة”.. هوجان يؤكد تطور موهبة محمد إمام ويستحق الأفضل في رمضان
حالة من التخبط والاهمال -ربما- تسيطر على الموسم الدرامي الرمضاني الذي يعد هو الأضعف فنيًا منذ سنوات عدة.. هذا ما يمكنك ملاحظته حتماً إذا كنت متابع جيد للعروض التلفزيونية التي تخوض سباقها الدرامي تحت عنوان: “أينا أسوأ؟!”، لتقدم نفسها كوجبات فنية غير مكتملة أو حتى تكاد تقترب من ذلك، ومخيبة للآمال!
وهذا كله ما جعل معايير التقييم ومقاييس التذوق تنخفض للغاية، بحثًا عن ما يمكن مشاهدته حتى لو تطلب ذلك تنحية الكثير من المتطلبات الدنيا فنيًا والمفترض وجودها، جانبًا.
وعليه، ووفقًا للمقاييس والمعايير المنخفضة، فيمكننا اعتبار مسلسل “هوجان” للنجم محمد إمام، والذي تدور قصته حول شاب ذو قدرات خارقة تدفعه الظروف لأن يتورط في عملية سرقة بمشاركة صديقيه وزوجته، مسلسل جيد مقارنةً ببقية الأعمال المطروحة، فخلال العشر حلقات الأولى أثبت السيناريو سلاسته، وسيره وفق خطة واضحة توازن في معادلتها بين خطي الكوميديا والدراما بـ”حرفنة” دون الإخلال بأي عنصر منهما على حساب الآخر، فكانت النتيجة مميزة وتستحق المشاهدة.
من ناحيته وعلى استحياء تدريجي يثبت إمام تطوره ونضجه فنيًا بعد تجربتيه السينمائيتين الأحدث، جحيم في الهند وليلة هنا وسرور، واللتين صاحبهما نجاح جماهيري لا يمكن إغفاله، فيقدم هنا دورًا مركبًا على مستوى جيد تمثيليًا، ساعدته فيه جميع عناصر العمل الأخرى، سواء كانت متمثلة في مشاركي البطولة أنفسهم، وأبرزهم صلاح عبد الله، ورياض الخولي، وأسماء أبو اليزيد، والتي لعبت دورًا هامًا في تطور الأحداث ونقلها وأثبتت امتلاكها لما يؤهلها من قدرات فنية تجعلها تلعب أدورًا أكبر وأهم.
وبشكلٍ عام فقد شهدت الحلقات تطورًا مقبولًا على مستوى الأداء التمثيلي من كافة طاقم العمل، كما كان حضور الطفل (يوسف حسام) الذي يلعب دور (كرم)، ووجوده على الشاشة مميزًا للغاية، خصوصًا في تلك المشاهد التي تجمعه مع (هوجان).
المسلسل من إخراج شيرين عادل، ذات المحطات الدرامية العديدة المشابهة والمهمة، وأبرزها مسلسلي حكايات زوج معاصر وسارة ، ومن تأليف محمد صلاح العزب، والذي يعد “هوجان” هو ثاني الأعمال التليفزيونية التي يكتبها لمحمد إمام، بعد مسلسل “حكايات بنات” والذي أذيع في رمضان 2014 وأخرجته شيرين عادل كذلك.
