باهي صلاح “فخر الدقي”.. يد تحرس العقار وأخرى تعزف على الأوتار (صور وفيديو)
بجلباب صعيدي مميز، وعين تفوق في مراقبتها كل التكنولوجيا، ويدان ينظفان الأرض والآذان، يجلس باهي عبد الوهاب صلاح، ذو الخمسين عامًا، أمام أحد عمارات منطقة الدقي، يحرس عقارًا بموسيقى تؤنسه وتُطرب السكان.
من قرية “أبو زعفة” بمركز إسنا في محافظة الأقصر، نزح باهي صلاح من صعيد مصر إلى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، حيث العاصمة الصاخبة جالبة الأرزاق من أوسع أبوابها، كان الصعيدي يعمل كمزارع صباحًا وفي الليل تخطو أقدامه نحو مشتهى قلبه حيث يُغني في الأفراح والمناسبات.
باهي صلاح بواب وعازف عود في أحد عمارات الدقي
باهي صلاح، صعيدي خمسيني تزوج مرتان، أنجب خلالها 5 أولاد و3 بنات، حزم أغراضه متجهًا نحو العاصمة، بعد أن ضاق به الحال في بلدته بالأقصر، بعدما تعلم العزف على العود من كثرة إعجابه به، وليضيف لنفسه مهارة جديدة بعد أن كان يُغني على الطبلة والدف فقط.
باهي صلاح بواب وعازف عود في أحد عمارات الدقي
باهي صلاح بواب وعازف عود في أحد عمارات الدقي
ضيق الحال لم يمنع باهي من شراء عود ليكتمل فريقه الغنائي، وحينما لم يجد رغبة في تعلم العود من الشباب برفقته، قرر أن يتعلمه بنفسه، فذهب إلى أحد الأشخاص في منزله، وسعى تجاه التعليم بقلب شغوف، حتى احترف العزف عليه.
“نفسي عيل من عيالي يتعلم العزف من الصغر لأنه حلو، وأنا تعلمت وسني كبير، كان معايا أولاد ساعتها وكان عمري 30 سنة”، تلك الكلمات كانت رغبة باهي صلاح في أن يرث أبناءه الفن، رغم ضيق الحال والمعيشة.
يروي باهي يومه كحارس أحد عقارات منطقة الدقي “بواب”، فيقول إنه يستيقظ مبكرًا كل يوم، يُصلي الفجر ثم يبدأ عمله كـ”بواب”، فينظف سيارات السكان، وإن احتاج مدخل العمارة إلى تنظيف يقوم بالمهمة، ثم يجلس طيلة اليوم أمام العمارة، مرةً يُغني على عوده، وأخرى يراقب ما يجري داخل العقار الذي يحرسه ويوفر الخدمات لسكانه.
أبناء باهي صلاح بواب وعازف عود في أحد عمارات الدقي
أبنة باهي صلاح بواب وعازف عود في أحد عمارات الدقي
رحلة باهي والـ 8 أطفال في العاصمة، بدأت منذ عشرة سنوات، حيث قدم الصعيدي إلى القاهرة برفقة أسرته، وقرر العمل كـ”بواب” توفيرًا للسكن والمواصلات، فبدأ رحلته داخل عمارة بحدائق الأهرم، ثم عمارة بفيصل، والتي أنزعج سكانها من عزفه على العود، قائلين له: “احنا قاعدين في كباريه”.
باهي صلاح بواب وعازف عود في أحد عمارات الدقي
وأضاف باهي، أنه انتقل بعد ذلك للعمل في عمارة الدقي، حيث وجد سكانًا يحبون العود ويرغبون في سماعه عزفه: “الناس هنا بتفتخر أن معاها بواب بيعزف عود”.