حدود قلبي أبعد من القفص الصدري.. أسرة نجيب سرور تعرض أرشيفه الكامل للبيع لعلاج ابنه
تتوالي مشاهد تطورات الأزمة الصحية لشهدي نجيب سرور، نجل الشاعر الكبير نجيب سرور، والذي يرقد في أحد مستشفيات الهند، آملًا برفقة أسرته أن يجمعوا مصاريف علاجه.
“القاهرة 24” علم من مصادر مقربة من عائلة نجيب سرور، أنهم سيعرضون أرشيفه الكامل للبيع من أجل استكمال بقية مصاريف علاج شهدي نجيب سرور.
وأضافت المصادر، أن الأرشيف يضم العديد من مخطوطات لأعمال غير منشورة، من بينهما روايات وقصائد ودراسات، ويوميات، والمخطوط الكامل والمسودات الأولى لكتابه عن ثلاثية نجيب محفوظ، فضلًا عن مجموعة من الرسائل المتبادلة بينه وبين عدد من أبرز مخرجي المسرح المصري مثل كرم مطاوع وسعد أردش، وآخرين.
يُذكر أن شهدي نجيب سرور، يرقد في أحد مستشفيات الهند لتلقي العلاج من مرض سرطان الرئة، وسبق وأن حاولت أسرته جمع التبرعات للمساهمة في علاجه.
وقام أحد أصدقاء الأسرة بتدشين حساب إليكتروني على موقع “GoFundMe”، لجمع التبرعات من أجل شهدي نجيب سرور، لتغطية نفقات العلاج.
أسرة نجيب سرور، كانت تسعى في بادئ الأمر لنقل شهدي نجيب سرور إلى القاهرة بطائرة خاصة، حيث يتلقى العلاج في مصر، إلا أن الأسرة لم تتمكن من الحصول على مبتغاها.
وقال فريد نجيب سرور، شقيق شهدي: “نحن فى حاجة ملحة لانشاء حساب للتمويل الجماعي crowdfunding لتسهيل عملية جمع تبرعات لتغطية نفقات تمريض و علاج شهدي، حيث ان الفواتير في تراكم ونحن كذلك في سباق خطير مع الزمن. أملنا كبير في نجاح التمويل الجماعي لأنه يتيح لأي شخص التبرع بأي قيمة، حتى لو دولار واحد، مما يتيح لعدد أكبر من الأصدقاء والأشخاص الداعمين لنا المساعدة الفعالة”.
وزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، أبدت استعدادها لمساعدة الأسرة في علاج شهدي نجيب سرور، وهذا ما أعلن عنه فريد نجيب سرور في بيان له.
وقال فريد: “تواصلت معنا الدكتورة ايناس عبد الدائم وزيرة الثقافة يوم الاثنين 10 يونيو، للاطمئنان على حالة شهدي الصحية بعد أن اطلعت السفارة المصرية على حالته، مشددة على دعمها لنا ودعتنا إلى عدم التردد في الاتصال بها. وكانت مشكورة، أول مسؤولة مصرية تتصل بنا على الاطلاق. وذلك بعد أن اتصل بنا كذلك سكرتير وزارة الثقافة و شرحنا لكلاهما وضع شهدي الصحي الحرج جدًا وأرسلنا لهم كافة التقارير الطبية لحالته”.
وتابع: “هذه الاتصلات تمت بعد خضوع شهدي لعملية اخذ عينة من الغدة الليمفاوية لتحليل نوع و درجة السرطان، لأن حالته لا تسمح بأخذ عينة من الرئة. و كانت كلمات الدعم التي تلقياناها وسمعها شهدي بنفسه اعطته جرعة أمل وشجاعة هو فى أمس الحاجة لها، كونها جاءت من مسؤولين في جمهورية مصر العربية”.
واستكمل فريد نجيب سرور: “اتصل بنا قنصلي السفارة المصرية في مومباي ونيوديلهي وقمت بارسال لهم رقم المستشفى التي يتلقى فيها شهدي رعايته الطبية في مدينة جوا و قالوا انهم سيتواصلون معنا. وبلغت سيادة الوزيرة بذلك”.
وأردف: “تم ابلاغنا أن مركز فورتيس Fortis بمدينة نيوديلهي، و هو أحد أهم 10 مراكز على مستوى العالم فى علاج أورام السرطان وافقوا على علاج حالة شهدي بعد اطلاعهم على تقاريره الطبية. ولأن هذا المركز متفوق على المستشفى المحلي في مدينة جوا التي يتلقى فيها شهدي الرعاية الصحية من حيث التجهيزات الامكانيات الطبية المتقدمة، و لأننا نريد أن ننقذ حياة شهدي -و هو الأمر الممكن- تواصلنا مع المركز الذي ابدى استعداده ارسال طائرة مجهزة طبيا لنلقه من مدينة جوا إلى مركز FORTIS بنيوديلهي”.
وواصل: “قمت بابلاغ القنصل أننا في حاجة إلى تسديد نفقات المستشفى في جوا وكذلك دفع رسوم نقله بطائرة الاسعاف إلى نيوديلهي واتخاذ الاجراءات اللوجيستية اللازمة لذلك ومن ثم علاجه فى مركز فورتيس. القنصل قال إنه لم يتلقى تعليمات أو توجيهات تفيد بأن مصر ستقوم بدفع نفقات العلاج وأنه يجب أن يتلقى قرار مكتوب من وزارة الصحة أو وزارة الثقافة تفيد بتحمل الجهات الرسمية هذه النفقات، وبدونها لا يستطيع أن يفعل شيئا”.
وأضاف شقيق شهدي نجيب سرور: “ارسلت رسالتين لوزيرة الثقافة بهذه التطورات و اشدتها متوسلًا التحرك بسرعة ومساعدته بشكل فعلي في الانتقال إلى مركز فورتيس. جاءنا الرد من سكرتير الوزيرة بأنه يجب على شهدي أن يعود إلى مصر لتلقى العلاج هناك، فأرسلت لهم فيديو لشهدي على سريره في المستشفى اشرح فيه، مجددًا، حالته الحرجة والخطيرة التي لا تسمح بنقله خارج جوا سوى بطائرة اسعاف طبية مجهزة بذلك. ولكي ينقل إلى مصر يحتاج أيضًا إلى طائرة إسعاف وإلا سوف يموت لأن الذهاب من جوا إلى القاهرة يتطلب رحلتين من جوا إلى عاصمة أخرى و منها إلى القاهرة. قد يموت فى الأولى أو يموت في الثانية لأنه فعليًا يتنفس بمساعدة الأكسجين وأحيانًا لا يتسطيع التنفس سوى في وضع جلوس معين يمنعه من النوم، ويتلقى مورفين لتخفيف بعض الآلام المبرحة التي تعصف به بشكل مستمر. ونفقات المستشفى في جوا حوالي 450 ألف روبي هندى حوالى 6,400 دولار وطائرة الإسعاف إلى دلهى حوالي 1.600.00 روبي اي 22.847 دولار. لا نعلم تكلفة علاجه في Fortis بعد”.
وأوضح: “شرحت أيضًا أننا كأسرة، لا نملك الإمكانات المادية لتحمل هذه التكاليف وأننا في أمس الحاجة لمساعدة الدولة المصرية. نحن لا نملك شئ نستطيع أن نبيعه في مصر، والدنا لم يمتلك شئ في مصر، و لم ناخذ شئ من مصر، حتى معاش والدتي البالغة من العمر 89 عامًا، توقف منذ عام 2015 لأن حالتها لا تسمح لها بالذهاب إلى القنصلية في مومباي لكتابة توكيل أو رجاء لوزارة المعاشات في مصر لكى تستعيده. واقترحت أنه في حالة عدم وجود تمويل لدى الوزارة لتحمل نفقات علاج شهدي، أن تقوم بالدعوى إلى جمع تبرعات بشكل رسمي لعلاج شهدي نجيب سرور، ونحن على يقين أن عدد كبير من المصريين يريدون مساعدتنا وتقديم العون إذا أتيح لهم ذلك. هل تساعدوننا؟”.
واختتم فريد نجيب سرور: “لا نملك الآن سوى مناشدة رجال الأعمال الذين نتوسم فيهم الدعم والتحرك السريع في هذه اللحظات الصعبة: آل ساويرس المحترمين. نناشد محمد صلاح، و هو ابن فلاح مثل نجيب سرور، ابن مصر، المساعدة العاجلة لانقاذ اخي شهدي”.
وكان شهدي نجيب سرور، قد بعث برسالة إلى أصدقاءه قال من خلالها: “إنها معركتي من أجل الحياة، صدري يختنق من الزحام داخله ولكن حدود قلبي أبعد بكثير من القفص الصدري، فالحب الصافي يفيض من القلب إلى كل ما حوله. فيا للعجب ويا لجمال الناس، عندما يستيقظ داخلهم الحد الأدنى من الإيثار ويتبعون العقل”.