البرغوث ميسي في عيد ميلاده الـ32.. هل من منافس؟
عرق متصبب على الجبين، وظلام دامس يخيم على روساريو، تمثال المسيح في البرازيل في الجوار منيرا كعادته وحيدا لمن يمشي لوحده في السبيل، وأنثى تشهد الخلاص الأخير متأملة فيما يحدث، طفلها الذي صدرت صرخاته، دقائق بعدها يعلن الطبيب عن مرض الطفل “نقص في هرمون النمو” أشبه بالسرطان الذي نهشها قبل أن تنهشه، نقص جعله مثل البرغوت حجما، ربما ليساعده بعدها على أن يكون علم روساريو الأول هو أفضل لاعب في العالم .
لم تكن سليليا ماريا كوتشيتيني تعلم إنها عندما وضعت طفلها في 24 يونيو لعام 1987في مدينة روساريو أنها ستجلب للعالم واحد من عظماء كرة القدم أن لم يكن أعظمهم على الإطلاق هو الأرجنتيني ” ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني”لاعب برشلونة الإسباني واسطورتها المخلدة.
من طفل هدد النقص في هرمون النمو وجوده في الحياة وازداد الوضع سوءا بعدما اكتشفت عائلته صعوبة علاجه طفلها بسبب التكلفة الباهظة التي يتطلبها علاجه، ليأتي بعدها برشلونة الإسباني وينقذه من كل هذا بعدما تحمل نفقة علاجها وضمه إلى صفوفه فريقه.
لمع بعدها أسمه في الأوساط الرياضية “غزارة أهدافه” جعلته محط أنظار الجميع، ليصبح بعدها لاعبا في صفوف الفريق الأول للنادي الكتالوني وهو مازال في سن السابعة عشر، وفي أكتوبر 2004 سجل أول مشاركة له بقميص البلوجرانا بعدما دخل بديلا في مواجهة أتليتك بلباو، وفي الأول من مايو لعام 2005 أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ برشلونة بعد هدفه في مباراة ألباسيتي.
الشئ الأصعب لدى عشاق كرة القدم عند الاحتفال بعيد ميلاد ليونيل ميسي هو أنك تحتفل بعام يكتب فصلا جديدا في نهاية متعة جديدة خلقها بنفسها في عالم كرة القدم.
سواء كنت أحد مشجعي برشلونة أو حتى كارهيها، تحمل الجنسية الأرجنتينية أو أي بلد أخري، كل هذا لن يمنعك من الاعتراف بما يقدمه هذا اللاعب، وصفوه بـ “الاستثنائي” أو قالوا عنه لاعبا من كوكب آخر، أو البرغوث نظرا لحجمه الضئيل ولدغه المفاجئ للخصوم، لا بل هو الفضائي كما أطلق عليه الكثير.
كتب ميسي تاريخا ثقيلا في تاريخ كرة القدم، ليس سهلا أن يتخطاه لاعبا أخر بعدما حصد 10 ألقاب للدوري الإسباني، 6 بطولات لكأس الملك الاسباني، 8 ألقاب للسوبر المحلي، 4 بطولات لدوري أبطال أوروبا و 3 آخرين للدوري الأوروبي خلال أربع عشر عاما مع برشلونة، ومع بلاده أحرز الأرجنتيني ذهبية أولمبياد بكين 2008 و كأس العالم للشباب تحت سن 20 عاما في 2005.
إنجازات ميسي مع برشلونة طالت بعدها تحطميه للعديد من الألقاب الفردية بعدما توج بخمس كرات ذهبية وحصد لقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات وصاحب 5 جوائز للحذاء الذهبي ،5 ألقاب لهداف دوري الأبطال.
وفي عيد ميلاده الـ 32 يأمل ميسي في كسر هذا النحس الملازم له مع منتخب بلاده بعدما وصل إلي دور ربع النهائي لبطولة كوبا أمريكا في نسختها الحالية ليواجه فنزويلا بعدما خسر 3 نهائيات لبطولة الكوبا ونهائي لكأس العالم نسخة 2014 التي فقد لقبها بهدف نظيف لصالح ألمانيا.