كان 2019.. عيون العشاق تتلاقى في مدرجات “أم الدنيا”
“العيون تتلاقى”.. جانب آخر من مدرجات “بطولة أمم إفريقيا”
حينما تتلاقى العيون، وتعلو البسمة الجباه، والأرواح تتعانق والحب يطرق أبواب القلوب يتوقف اللسان عن الكلام، ويتوقف العقل عن التفكير، فلا العاشق ذو عقلٍ يعي إذا كان المشهد مناسب ولا المعشوق يعي بما يدور حوله.
ظهيرة اليوم الاثنين وفي إستاد السلام بينما كانت مباراة كوت ديفوار وجنوب إفريقيا مشتعلة كانت هناك مبارة أخرى مشتعلة في قلوب الجماهير.
بمعزل عن هتافات الجمهور وانفعالتهم وتفاعلهم مع المباراة، أخذ مشجع من جنوب إفريقيا وصديقته ركن فارغ في الاستاد، وأخذا يتسامرا في الحديث غير مبالين لم أتوا من أجله من مساندة منتخبهم وتشجيعه.
وهنا التقت العيون ونادت بما يخشى الشفاه التفوه به كما يقول الأديب الأميركي ويليام هنري، وغاب الوعي عن من حولهم وتناسيا أنهم في المدرجات.
العشاق الهائمين يلهثون خلف محبوباتهم
حب آخر شهدته مدرجات مصر، انسجام من نوع آخر، العيون موجهة صوب الملعب والقلوب تنتفض قبل الأجساد، والأفواه تتعالى بالهتافات، والمشاعر متوترة ما بين “حزن وفرح، قوة وضعف، أمل ويأس، انتصارٍ وانكسار”.
أولئك الذين قطعوا مئات آلاف الكيلو مترات، قادمين خلف معشوقاتهم ومنتخابتهم، لا يهبون درجات حرارة عالية، ولا تأثر فيهم شمسٌ قارصة، يضحون من أجل الحبيب الذين لا يسطتيعون العيش بدونه، مقدمين له الدعم على حساب أنفسهم ومتحملين آلام العلاقة.
ذلك الحب الذي له مذاق خاص، حينما يقف المشجعين في المدرجات عاريين الأجساد، متزيين بأعلام بلادهم، منتظرين أن تطل محبوباتِهم عليهم، ليهتفوا لها بأعذب الكلام معبرين عن حبهم، مؤكدين على أن للمدرجات عشق لا ينتهي.
ففي المدرجات ملايين الروايات والقصص، التي تحكي عن حب الجمهور لكرة القدم والتشجيع، فرحهم للانتصارات وحزنهم أوقات الخسارة، وتأثرهم باللحظات الصعبة ودورهم في الإنعاش لحظات الإنكسار.