مُدمن برخصة.. كيف بث “الصهيون” المخدرات للشعب المصري في الدواء؟
كارثة طبية جديدة تسببت فيها مادة “بريجابلين” المادة الفعالة لعقار “ليروين”، والتي من المفترض أنها تساعد مرضى السكر وآلام المفاصل، إلا أنه بعد سنوات عدة من استخدام تلك المادة اكتشف أنها تساعد على الإدمان.
حيث فوجئ مراقبو الأسواق الدوائية بارتفاع شديد في نسبة مبيعات الـ”ليروين”، حيث أنه أصبح من أوائل المنتجات بيعًا في مصر، ووصل في الشهور الأربعة الأخيرة فقط لـ320 مليون جنيه، خاصةً إنه دواء لعلاج مرض التهابات الأعصاب الطرفية والذي يعاني منه مرضى السكر وهو عدد محدود، لا يتجاوز المليون” حسبما يفيد الأطباء.
كما أن العقار تحوم حوله عدد من علامات الاستفهام، بعدما تم منع تداوله في العديد من الدول، والبعض الآخر وضعت له ضوابط معينة للحصول عليه، كما هو الأمر في أوروبا وأمريكا والسعودية مؤخراً.
الأمر بدء اكتشافه حينما استخدمت بعض مراكز العلاج النفسي والمتواجدة في مناطق “الدقي، و6 أكتوبر”، في استخدام العقار كمهدئ للأعصاب، فإذا بالمرضى يدمنونه كما لو كان “ترامادول”، وهذا ما حدث مع الشاب الثلاثيني “محمد.ع”.
محمد.. شاب مكتئب يتحول لمدمن بسبب الـ”ليروين”
محمد شاب ثلاثيني، كان يشعر أن العمر يتقدم به، خاصة بعدما تخطى عمره الثلاثين وهو لم يحقق حلمه الذي يطارده، الأمر الذي جعله يشعر باليأس والفشل، وعدم قدرته على تكوين مستقبل آمن له.
الشاب الذي تخرج من كلية الحاسبات والمعلومات بالقاهرة، قرر أن يبني حياته في القاهرة التي قهرت روحه وحلمه دون أن يشعر، فاستقر بمنطقة الجيزة، تاركًا أسرته في الشرقية، إلا أنه لم يجد عمل متعلق بمؤهله قائلاً:” اضطريت إني اشتغل في أي حاجة عشان أصرف على نفسي”.
لم يجد الشاب أمامه سوى أن يعمل بـ”المطاعم والكافيهات”، إلا أنه كان دائمًا يشعر أن هذا ليس مجاله وأنه كان من المفترض أن يكون على أحد مكاتب الشركات، “أنا مش مكاني المرمطة دي”، ومع مرور الأيام وتنقل “محمد” من مطعم لآخر أصيب بحالة يأس شديدة تملكت منه ودفعته للاكتئاب.
بعد تملك الاكتئاب على الشاب المغترب، وجه له أصدقائه نصائح عدة فتوجه لمركز علاج نفسي بالقرب من منزله، :” كنت بروح في الخفا، ومن ورا أهلي لأن معنى العلاج النفسي في الأرياف إني مجنون”، وكان يعلم أن أهله البسطاء لن يدركون حالته.
ومع مرور الأيام، ومحافظة الشاب على العلاج، اكتشف أنه في ورطة كبيرة، أصبح يدمن العلاج الذي كان يصرفه من الصيدليات بناءً على توجيه المركز، وبدء يأخذ بجرعات وكميات كبيرة كي يرتاح جسده (حسب تعبيره).
وقرر الشاب عدم استكمال الدورة العلاجية بالمركز، ويتناول عقار “ليروين” ويستغنى عن المركز، وحصل عليه بكل سهولة.
مدير علاجي: هناك العديد من حالات “محمد”
الدكتور هشام ماجد، مدير علاجي بمستشفى العباسية، والذي أكد على أن هناك آلاف الحالات في مصر والوطن العربي، مثلها مثل محمد، تحولت من مرضى نفسين لمدمنين، حيث اكتشف الأطباء مؤخراً أن ذلك العقار له أضرار جانبيه خطيرة، ومنها الإدمان.
وأوضح المدير العلاجي بمستشفى العباسية، أنه بسبب سوء استخدام لتلك المادة من قبل بعض المرضى، تتحول الحالة معهم لإدمان بشكل خطير، مشيراً إلى أن تلك المادة مثلها مثل “الترمادول” الذي ظهر في البداية كمسكن إلا أنه أصبح يستخدم في أعمال منافية للعرف.
مخاطر عقار الـ “ليروين”
العلاج على عكس ما تم اعتماده لأجله، حيث يتم استخدامه في الوصول للنشوة الجنسية، كما أنه يساعد على حل مرضى الميول الانتحارية، بالإضافة إلى أنه يتسبب في الدوخة والغثيان، كما يقول الخبير الدوائي الدكتور هاني سامح.
ويشير الخبير الدوائي، إلى أن العلاج ثبت أنه أصبح مادة متداولة في أوساط الشباب المدمنين، مشيرًا إلى أنه لا يخضع لعوامل وضوابط البيع الصحيحة، حيث أنه متاح في جميع الصيدليات لمن أراد الحصول عليه، على الرغم من علم “الصيادلة” بأن العلاج أصبح عليه علامات استفهام.
ويرجح الدكتور هاني سامح، أن يكون العقار تعرض للتلاعب في منتجاته، حيث أنه حينما اعتمد لم يكن به مثل تلك الأعراض، مطالبًا وزارة الصحة ونقابة الأطباء بالتحقيق في العقار الذي تضاعف أرقام بيعه بملايين خلال الشهور القليلة الماضية.
صيدلانية تضع ضوابط لبيع العقار: “لقيت المشبوهين بيطلبوه بكميات كبيرة”
بعد علم الدكتورة داليا رجب، طبيبة صيدلانية في إحدى أرياف الشرقية بمخاطر العلاج، خاصةً مع تردد المشبوهين على الصيدلية لأخذ العقار، توجست خيفة فأصبحت لا تخرجه إلا بضوابط معينة كما لو كان أحد العقارات المضافة للجدول.
وراجعت داليا، من نفسها مرارًا وتكرارًا أسباب ارتفاع مبيعات العلاج، الذي فاق عقارات البرد إلا أنها لم تجد سبب مقنع، وتردد المشبوهين لشرائه ليس كافيًا، “الموضوع كان محير جدًا، بس إزاي علاج بتاخده كمية محددة من الناس مبيعاته تتخطى علاج البرد اللي الشعب كله بياخده؟!”.
لم يهدأ بال الصيدلانية الثلاثينية حتى استشارت دكتور كان مشرف على رسالة لها، فأخبرها أن ذلك العقار أصبح يستخدم مؤخرًا في أعمال غير مشروعة، وأبرزها أنه أصبح بديلًا لـ”الترامادول” وتحوم حوله علامات استفهام كبيرة.
العلاج متاح في الصيدليات من “85 لـ105” جنيه
داليا وحدها التي أخذت تلك الخطوة، وأصبحت لا تخرج العلاج إلا بضوابط معينة وتحت رقابة طبية من الطبيب المعالج، إلا أن با قي الصيدليات والتي لاتبعد عنها كثيرًا تبيع ذلك العقار دون أية مشاكل، “مرخص من وزارة الصحة”.
فبدون “روشتة” أو غيره يمكنك أن تدخل أي صيدلية فتأخذ العلاج المخدر وتخرج، حيث يقول الأطباء: “المفروض اللي تمنعه الوزارة مش إحنا، غيره كده يبقى إحنا في السليم والدوا شغال”، ولم نواجه أي مشكلة في الحصول على العلاج حتى في الصيدليات الكبرى الشهيرة في مصر.
أرباح الشركة المنتجة له تثير الشكوك
يقول أحد الخبراء الصيدليني الذي رفض ذكر اسمه، إن معدلات مبيعات الشركة ارتفعت بشكل غير طبيعي، وأصبح في قائمة الأكثر مبيعاً متخطي الأوجمانتين، موضحًا أن الشركة كانت في 2016 رقم 4 في المبيعات، بعدما كانت رقم “60” وبدأت تتصاعد بالتدريج، حتى وصلت إلى رقم واحد في مصر بلا منافس، حيث أن معدل المبيعات وصل إلى 320 مليون، عكس المفروض له وهو قرابة 20 مليون جنيه.
ما هي الشركة المنتجة له؟
الصيدلي هاني سامح، كشف الستار عن كون شركة الحكمة وهى المنتجة للعقار، ومقرها الإدراي بلندن والأردن، ذات صلة بإسرائيل، وكانت محل نقاش كبير بمجلس الشعب في عام 2008، إلا أن الحزب الوطني أستطاع أن يمرر القصة، دون أصداء.
وأوضح سامح أن “الحكمة” قامت بالاستحواذ على شركات مصرية بالمخالفة الصريحة للقانون المصري، في ظل غياب تام من وزارة الصحة، في عهد الأنطمة السابقة وفي ظل غيبة من وزير الصحة، وقتها حاتم الجبلي ونظام مبارك وارتفعت مبيعات الشركة الأجنبية بشكل مشبوه ليرتفع ترتيبها من المركز الستين الى المركز التاسع في حجم المبيعات، والسيطرة على السوق، وقد قامت الشركة بتصدر مبيعات الأدوية المصرية عن طريق دوائها “ليرولين” متجاوزة أدوية البرد والحموضة والمضادات الحيوية والأدوية الهامة والمسكنات معتمدة على نشر “ليرولين” وإتاحته.
وأشار إلى أن الشركة عززت أرباحها، باستهداف وتعظيم الإدمان بين أواسط الشعب والشباب مع العلم أن هذا الدواء محظور صرفه والتعامل عليه إلا بوصفة طبية، ووفقا لضوابط مشددة حيث يسبب الإدمان والإيهام بالنشوة ويتسبب في الإكتئاب والصرع وزيادة الأفكار الإنتحارية ومعدلات الإنتحار والعنف، مع العلم أن هذا الدواء مرخص فقط لعلاج ألم الأعصاب التالفة لدى مرضى السكر والهربس وإصابات العمود الفقري.
وزارة الصحة لا تتجاوب
وحاولنا التواصل مع وزارة الصحة للحصول على بيان بيع عقار الـ”ليروين”، إلا أن الوزارة لم تستجيب مع الاتصالات، ولا تصرح في الأمر حتى الآن، ورد فعلها وموقفها من منع بيع العقار في السوق المصري.
الدول التي منعت استخدام العقار
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية منعت استخدام ذلك العقار منذ سنوات عده، فضلاً عن أنها أصدرت توصية بعدم استخدامه في جميع الدول إلا عن طريق الضوابط التي تعامل بها أي علاج به نسبة مخدر، كما أن أوروبا تبعتها بعد فترة.
وكانت من آخر البلاد التي حظرت بيعه، المملكة العربية السعودية عام 2017، الأمر الذي جعل البعض يهربه عبر الحدود أو المسافرين القادمين من البلاد الغير محظور بها، حيث قامت سلطات المطار في نوفمبر 2018، بإحباط عملية تهريب للعقار، موضحين أنه أصبح على قائمة المواد المحظورة.
بلاغ لمجلس الوزراء بشأن وقف بيع “الليروين”
الصيدلي هاني سامح الخبير الدوائي، أكد على أنه برفقة صلاح بخيت المدافع عن الحقوق الدوائية، سيتقدم ببلاغ إلى رئاسة الوزراء، عن ارتكاب الشركة المنتجة للعقار، بتهمة ارتكابها جرائم تهدد الأمن القومي وتنفيذها لمخططات نشر الإدمان والإكتئاب والإنتحار بين جموع الشباب عن طريق إتاحة مستحضرها الدوائي “ليروين”.
وأوضح أن الشركة قامت بتصدر مبيعات الأدوية المصرية عن طريق دوائها “ليرولين” متجاوزة أدوية البرد والحموضة والمضادات الحيوية والأدوية الهامة والمسكنات معتمدة على نشر “ليرولين” وإتاحته.
وأشار الخبير الدوائى إلى أن الشركة عززت أرباحها، باستهداف وتعظيم الإدمان بين أواسط الشعب والشباب مع العلم أن هذا الدواء محظور صرفه والتعامل عليه إلا بوصفة طبية، ووفقا لضوابط مشددة حيث يسبب الإدمان والإيهام بالنشوة ويتسبب في الإكتئاب والصرع وزيادة الأفكار الإنتحارية ومعدلات الإنتحار والعنف، مع العلم أن هذا الدواء مرخص فقط لعلاج ألم الأعصاب التالفة لدى مرضى السكر والهربس وإصابات العمود الفقري.