ملوك في خدمة ضيوف الرحمن.. من ذاق عرف!
“وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”.. صدق الله العظيم، عندما يُسمي الملك سلمان بن عبدالعزيز نفسه بخادم الحرمين الشريفين، فهذا له دلائل على الاهتمام الأول للملك السعودي ومن سبقه والشعب والحكومة لخدمة الحرمين الشريفين، وحجيج بيت الله الحرام والتي لطالما أُخرجت في أبهى صورة، حتى أنها وُضعت ضمن خطط رؤية المملكة 2030 لتزيد من التطورات العظيمة للعمل الخدمي المقدم لحجاج بيت الله العتيق.
فى كل موسم حج تثبت المملكة العربية السعودية بما لا يدع مجالًا للشك أنها قبلة الإسلام والمسلمين، الذين يأتون إليها من كل فج عميق، كل عام لأداء مناسك الحج، ويسهر أصحاب المعالي والمسؤولون بالمملكة على خدمة الحجيج، وتوفير سبل الراحة اللازمة لهم لأداء المناسك في سهولة ويُسر.
ولطالما كانت تأدية مناسك الحج، وزيارة بيت الله الحرام، وقبر نبيه المصطفى أمنية تُداعب مشاعر مليار ونصف مسلم حول العالم.. ذلك لعظم الركن الخامس من الإسلام، لكن يصعب على من لا يُدرك أن السعودية في أيام معدودات تستقبل ملايين الحجاج، إرشادًا.. وإقامة.. وإعاشة.. وتفويجًا.. ورعاية.. بأداء غاية في الإتقان والاحترافية، المملكة العربية السعودية بأمر من خادم الحرمين الشريفين تسخر كل إمكاناتها لاستقبال وراحة ورعاية ضيوف الرحمن.. وتأمينهم من خلال ربع مليون من قواتها المسلحة الباسلة.. علاوة على آلاف من المتطوعين والكشافة والأطباء والممرضين بالمستشفيات الميدانية.
ولا يخفى على أحد أن كل من في المملكة لا يدخرون جهدًا لإراحة ضيوف الله، بداية من الاستقبال في المطارات، والموانئ، والمنافذ، حتى الإقامة وتقديم ملايين الوجبات الغذائية والمياه الباردة، ونشرات التوعية بكل لغات العالم، بالإضافة إلى آلالاف من قوات النخبة المختصة بتأمين عدم تسييس الحج كما يريد أعداء المملكة والأمة العربية.
في كل عام، تقدم المملكه جديدا في موسم الحج.. بدءًا من توسعات الحرم المكي، وقطار المشاعر، وجسر الجمرات، الذى حافظ على آلالاف الأرواح حيث يدخل الحجاج من مكان، ويخرجون من آخر بعد رمي الجمرات منعًا للتدافع، علاوة على الطرق الواسعة، والتفويج والتي كان أخرها تدشين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية بوابة الكترونية، بهدف تنظيم وتشجيع العمل المؤقت في موسم الحج، وتلبية احتياجات الموسم من العمالة، وخدمة لضيوف الرحمن.
بجهد جهيد لا يتوقف.. وعمل دؤوب لقادة المملكة وشعبها.. من الملك الأمين النبيل إلى ولي عهده الطموح، الذي ينظر إلى مملكة حديثة متنوعة الموارد متعددة العلاقات منفتحة الرؤى، يعكف الجميع في المملكة كخلية نحل لاستقبال ضيوف الله ككل عام.
من واقع معايشتي السابقة في رحلات حج، أقول إن خبرة المملكة فاقت كل دول العالم في مجال السياحة الدينية الضخمة، التي يتم تنظيمها في أيام معدودة.. حيث يعرف كل سعودي دوره سنويًا في خدمة ضيوف الرحمن، فأنت ترى مسئولي المملكة طوال موسم الحج في سعي على خدمة الحجيج، منهم من يستقبل ومنهم من يتابع ويتنقل بين الحجيج، وآخرون يتواصلون مع العالم في سيمفونية من الأداء لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار قبر رسوله صَل الله عليه وسلم.
لقد شهد العالم كله للمملكة بتميزها في أداء هذه الرسالة الجليلة بشكل مبهر وبتناسق يثير الإعجاب، وهو يتطور عامًا بعد عام.. وهو الأمرالذي يزيدنا فخرًا وشرفا بانتمائنا لدين واحد ولغة واحدة ولهجة ومصير مشترك مع المملكة الحبيبة وشعبها الشقيق.