رئيس “الوطنية للصحافة”: الأقباط أدركوا أن حمايتهم في أحضان مصر وليس الاستعانة بالخارج

قال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن العلاقة بين الهوية واسترداد العقل المصري تتم باستعادة واسترجاع الهوية الوطنية المصرية التي تمثل السلاح الذي يدافع عن مصر في أوقات المنح والأزمات.

وأوضح، أن مصر استردت هويتها، التي تمثل جزءًا من قوتها في الآونة الأخيرة بعد أن تعرضت للخطر فترة حكم الاخوان، مبينًا أن مصر لم يوجد فيها فرق بين مسلم ومسيحي، وأن الهوية المصرية واحدة والكل يعيش تحت وطن واحد.

وأضاف كرم جبر، خلال كلمته اليوم الأحد 21 يوليو الجاري، في الحوار المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة، بحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وعدد من العمداء والأساتذة والطلاب، أن المصريين لديهم تراكم ثقافات، يشمل الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية، وغيرها من الجوانب والتي تندمج مع بعضها البعض لينتج عنها الهوية المصرية بكل ملامحها المتميزة الموحدة، قائلًا: اعتاد المصريين أن يعيشوا معًا في سلام، وأن أقباط مصر أدركوا أن حمايتهم في أحضان مصر وليس في الاستعانة بالخارج، مؤكدًا أن العلاقة الطيبة بين عنصري الأمة جزء هام في الهوية الوطنية التي يندرج في اطارها أيضا العلم المصري الذي يمثل رمزًا للهوية المصرية الوطنية، لافتًا إلي أن تراكم الثقافات هو جزء أساسي من الهوية الثقافية المصرية.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، فكلما أحببنا أوطاننا، كلما أصبحنا أكثر ايمانًا، قائلاً: “البعض يتصور أن إضعاف مصر هو قوة لهم وأن إفقارها هو ثراء لهم”. وأشار إلى أن مصر ستقود بوعيها وثقافتها وحضاراتها وجيشها القوي، مضيفًا أنه لابد من تحديد مفاهيم واضحة في التعامل مع الأشقاء العرب وإدراك أننا نحتل مرتبه متقدمة في سرعة الإنجازات على مستوي العالم، وأن نقف مرفوعي القامة ونعتز بوطننا وهويتنا وجيشنا الذي وقف وتصدي للأخطار التي تواجه الدولة المصرية وأعاد بنائها وبناء مؤسساتها، لافتاً إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تلوث يدها بدماء عربية لأن هويتها المصرية تمنعها من التورط في حروب الآخرين.

من جانبه، قال رئيس جامعة القاهرة، إن لدينا مشكلة تتمثل في سرعة تصديق الشائعات بسبب وجود خلل في التفكير، ليست لدي المتلقي فقط بل لدي بعض صناع الأخبار الذين لا يتحرون الحقيقة أو المصادر الأصلية للمعلومات، لافتًا إلى أنهم جامعة القاهرة يعملون علي مشروع تطوير العقل المصري من أجل خلق جيل قادر على التفكير بطريقة علمية وعقلانية.

وأوضح الدكتور محمد الخشت، أنه لا يوجد تقدم إلا بالعلم، والعلم النافع الذي يتمثل في العلوم الطبيعية والأساسية، وكذلك العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تهتم بكل مشاكل الناس، مضيفاً أنه تم تطبيق مقرر التفكير النقدي الذي نجح في تعليم الطلاب طرق التفكير السليمة والعقلانية، قائلاً: “أحلم باليوم الذي يفكر فيه المصريون بطريقة عقلية ونقدية”.

وتابع الخشت، “إننا في إطار الهوية المصرية والعقل المصري نريد تطوير الطريقة التقليدية للعقل المصري، ولا يجب أخذ جزء من الهوية دون كافة جوانب الهوية”، مشيرًا إلى أن الدولة الوطنية هي المرتكز الآمن لأي مواطن في أي مكان في العالم وهي تمثل أعلي مراحل تطور الفكر السياسي. ولفت إلى أن أي دولة تتشكل من 3 عناصر، هي الأرض والحكومة والشعب، قائلًا إن مصر قد بدأت في مفهوم الدولة الوطنية منذ عام 3200 قبل الميلاد بتوحيد الملك مينا لقطري البلاد.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الإنسان المصري لديه عيوب ومميزات كثيره تتمثل في وطنيته ومعرفته بقيمة الأرض التي تمثل له العرض، لافتًا إلى أن الجامعة تقوم بعمل محاضرات تركز من خلالها على إعادة مفهوم بناء الدولة استنادًا إلى مفهوم الدولة الوطنية.

وقال الدكتور محمد الخشت، إن الهوية المصرية الوطنية هي هوية مركبة تندمج فيها كافة العناصر، والتي تتمثل في الهوية الفرعونية والقبطية والإسلامية والعروبة والثقافة الإفريقية وثقافة البحر المتوسط، موضحاً أن المصري معروف بكرمه مما يؤكد النازع الإنساني لديه، مؤكدًا ضرورة أن يتعلم الإنسان المصري الكثير وينمي مهاراته وهذا لا يأتي عن طريق الشعارات بل بالعمل والتعلُم، وهو ما تسعي إليه جامعة القاهرة بشكل دائم.