“برود جنسي وصدمة نفسية”.. فتيات يروين تجاربهن مع الختان
على الرغم من التحذيرات هنا وهناك، إلا أن بعض الأهلي خاصة في قرى الريف والصعيد، مازالوا يعتقدون في “الختان”، وتشكل مرحلة “طهارة” بناتهم أمان وراحة، بغض النظر عما سوف تعانيه طفلتهم نتيجة الجهل والخرافات، لمجرد تنفيذ عادات وتقاليد عفى عليها الزمن، وأثبت الطب والشرع الديني أنها مؤذية جسديا وغير مستحبة.
وبالتزامن مع حملة طرق الأبواب بعنوان “احميها من الختان” والتي تنفذها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث بجميع المحافظات، للتوعية بخطورة هذه المشكلة وأضرار هذه الممارسة الخاطئة على مستقبل بناتهن وعلى فرصهن في الحياة حياة طبيعية سليمة، نروي لكم حكايات فتيات عانوا من “الختان”.
وتروي “و.ش” تجرتها قائلة:” كنت بلعب في الشارع مع صحابي، وقتها كان سني 11 سنة، لا أنسى هذا اليوم كل تفاصيله، نادتني أمي من وسط بهجتي إلى عالم الحزن، بأمر من والدي الذي كان لا يحب خلفه البنات”.
وأضافت:”قولت لها احنا راحين فين، كان ردها من رايحين مشوار بابا طلبه مننا، وصلنا لبيت مظلم، وكانت في ست كبيرة في انتظرنا، فوجئت بأنهم مسكوني بعنف، وبدأو في قطع جزء من طفولتي وأنوثتي التي فقدتها للأبد”.
وتؤكد أنها تزوجت بعد سنوات قليلة حسب عادات القرية، ولكن زوجها دائم الشكوى خاصة وأنها لم تشبع رغبته كأنثى، حيث تسبب الختان في فقدانها الشعور بتلك المنطقة، كما ترك لها أذى نفسي وجسدي سيلازمها طول العمر.
أما “م.أ” فقد عانت شهور طويلة بسبب انتقال عدوى من مشرط كانت تستخدمه سيدة مشهورة في بلدتهم، لأكثر من طفلة، وتأخرت مرحلة شفاء تلك المنطقة، كما أصبحت مشوهة نتجية بتر جزء كبير من عضوها.
“فاكرة صوت صراخي وألمي حتى هذه اللحظة”، بهذة الكلمات روت الفتاة العشرينية تجربتها التي وصفتها بـ”أسوأء يوم” مر عليها، فهي لم يمر مرور الكرام، رغم وحشيته، إلا أنه سبب لها عاهة مستديمة لا يمكن علاجها.
تفاجأت والدتي بالدماء تغرق السرير، فسألت السيدة التي تقوم بالأمر: “شكلك خدتي منها كتير.. مش تخلي بالك”، ارتبكت السيدة زاد صراخي من شدة الخوف، وحاولت الاعتدال لكن السيدة كانت تعاملني كـ”الذبيحة”، بمنتهى القسوة والشدة.
أعاني حتى الآن من صعوبة في التبول بشكل طبيعي بسبب الختان، وذهبت للعلاج عند أكثر من طبيبة، ولكن الأمر وصل إلى التبول اللا إرادي في بعض الأحيان، دون شعوري، مما يجعلني قلقلة ومتوترة طول الوقت.
مايا مرسي من بوركينا فاسو: ختان الإناث ليس له أساس في الشريعة الإسلامية
وتقول “أ.ع”: “أحضرت أمي سيدة غير متعلمة مشهرة بختان البنات إلى منزلنا، وبالطبع كل أهل الشارع عرفوا لماذا جاءت، ومن بعدها عشت معاناة نفسية وجسدية لا توصف.
“أمك دبحتك” كلمة لازمتني شهور كلمة بمجرد نزولي للشارع، ودخلت في حالة صدمة نفسية وابتعدت عن الناس، خوفا من جرحي بكلماتهم، ومن شعوري بالخجل والإحراج الشديد، فكنت أمشي ضامة قدمي بشدة لاعتقادي أن الناس عندما يروني سيتذكرون اليوم المشؤوم ويبدأن في مضايقتي.