السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أزرق الأطباء على موعد مع الدماء.. السرطان يُداهم معهد الأورام وملائكة الرحمة تأبى الاستسلام

القاهرة 24
أخبار
الإثنين 05/أغسطس/2019 - 01:47 ص

داخل المبنى الذي تتعالى فيه صرخات الألم ممزوجة بكبد الأمل في النجاة، سقط زجاج غرف المرضى وتمكن الرعب من قلوبهم، إثر إنفجار هز أركان المعهد القومي للأورام.

دقائق معدودة وفق عقارب الساعة التي تُشير إلى إقتراب موعد إسدال ستار المسرح في حياة أناس ذهبوا آملين في الحياة، وعقارب ساعة أخرى تُشير إلى أطباء وطاقم تمريض اعتادوا يوميًا على منح الأمل في صدور اليائسين، ساعين إلى إنقاذهم من أوجاع المرض.

تلك الدقائق هي دقائق الإنفجار المدوي الذي هز جنبات المعهد القومي للأورام، تاركًا خلفه دماءًا على “أسفلت” الشارع ودمارًا في بعض من محتويات المعهد.

أطباء المعهد القومي للأورام وطاقم تمريضه، لم يتحولوا في هذا المشهد إلى ضحايا وإن كانوا أولهم، ولكنهم نزلوا بالزي الأزرق إلى الشارع الذي لا يُضئ فيه سوى ألسنة النيران، ليبدأوا رحلة جديدة مع دماء أخرى غير تلك التي تُخلفها الأورام.

في وسط الصخب الشديد وصوت سيارات الإسعاف التي تُعلن سقوط ضحايا، ومشهد قاسي في أصغر تفاصيله، حرص أصحاب الزي “الأزرق” في التواجد لتأدية واجب المهنة ومساعدة الضحايا أمام المعهد.

لمس الرعب قلوب الأطباء وطاقم التمريض، ولكنه لم يتمكن من عقولهم ويُنسيهم القسم الذي نطقوا به في مستهل حياتهم المهنية، واعدين الله أن يظلوا ذراعًا يجبر خاطر المرضى حاملًا دواءً يُشفي عللهم، فزحفوا إلى موقع الحادث ليقوموا بمهمتهم الوطنية التي يقوموا بها يوميًا في مداواة جراح الآخرين.

شهود العين الذين أرهبتهم المشاهد المؤلمة في أدق تفاصيلها، قالوا إن ذوات الزي “الأزرق” تركوا مواضعهم بعد أن اطمأنوا على مرضاهم داخل المعهد، وزحفوا إلى أسفلت الشارع لملاحقة السرطان الذي يحاربونه يوميًا ولكن تلك المرة سرطان بشكل مختلف.

مشهد الأحد الدامي وإن ترك خلفه دماء سائلة على أرصفة العاصمة القاهرة، قدم صورةً لأناس عاهدوا الله ما يتركوا الموت يُسير مصائرهم ولا يخنعوا في وجه المصائب، فملائكة الرحمة بمعهد الأورام القومي باقون أملًا داخل جدران المعهد وأمام بوابته في وقت المصائب.

تابع مواقعنا