كيف استعد والد عروس معهد الأورام لزفاف ابنته والموت معًا؟ (صور)

هُناك في شارع أحمد جلال بمنطقة البساتين، في صباح يوم الأحد 4 أغسطس، كانت الشمس حارقة، وكانت قلوب أفراد أحد العائلات يغمرها الفرحة، أحضان اللقاء تُثلج الصدور قبل نيران تأكل الأبدان.

يقف طارق شوي يستقبل أفراد عائلته واحدًا تلو الآخر، وزوجته تُمطر الشارع بالزغاريد، وابنتهم “نعمة” تتأهب لحفل خطبتها وسط فرحة عارمة.

يعمل طارق شوقي ميكانيكي معدات ثقيلة، له من البنات ابنة وحيدة، اسماها “نعمة” ربما لأنها كانت هدية الله له في وقت كان ينشد منحة إلهية.

الأحد 4 أغسطس، استيقظ طارق شوقي مثلما استيقظتا زوجته وابنته، ساعات تفصلهم عن موعد حفل خطوبة “نعمة”، والاستعدادات على أشدها، ومع اقتراب موعد الحفل الساهر، ارتدى شوقي بدلة رصاصي ورابطة عنق سوداء، واصطحب أفراد عائلته في “ميكروباص” لقاعة أفراح نادي المعلمين بالجزيرة.

ساعات من الفرح والرقص، تعالت أصوات الزغاريد، وتطايرت التهانئ كأوراق أشجار في خريف مصر، وانتهى العرس فاستقلت أفراد عائلة طارق شوقي ذات “المكيروباص”.

“كان جميل وفي حاله وضحكته مبتفارقش وشه”، كلمات قالها أحد الناجين من الموت عن طارق شوقي، الذي قذفه انفجار شديد إلى مياه النيل في المنيل وقادته الأمواج حتى حلوان، دون أن يرى “نعمته”-ابنته العروس- في حفل زواجها.

في شارع أحمد جلال بالبساتين هُناك 3 منازل حملوا أرقام 6 و8 و10، تلك المنازل كانت تُمثل أسرة طارق شوقي وابنته نعمة، وتلك المنازل كانت تُمثل أيضًا أسرة لقت حتفها جراء انفجار سيارة مفخخة في “المكيروباص” الذي كان يقلهم.

“الكل كان فرحان وبيرقص وطارق كان وشه زي البدر الضحكة مفارقتهوش”، وصف أحد المعازيم للفرح الذي تحول إلى مأتم في دقائق معدودة، فالأب طارق كان شوقه للرحيل غالب، وابنته نعمة ابتلت بنقمة فقدان والديها وغالبية أفراد أسرتها، ما بقي سوى لقطات فيديو وثقت اللحظات الأخيرة في حياة الأب طارق مع ابنته نعمة، قبل أن يترك قاعة الأفراح ويتجه إلى مشرحة زينهم.