“من أجلك أنت!”
الجمعة 16/أغسطس/2019 - 05:54 م
- فى كندا وتحديداً فى سنة 2013 أصيب الطفل الكندي “برايدن” اللى كان عنده وقتها 7 سنين بـ شلل دماغي.. ظرف صحي رخم خصوصاً لما يكون لـ طفل فى نفس سنه ويكون من نتايجه كمان عدم قدرته على المشي ولا الجري ولا التنطيط زى باقىي العيال.. بس أهى إرادة ربنا اللى مفيش منها مفر واللى غالباً الحكمة من وراها مش بتتشاف فى لحظتها.. الحل؟.. مفيش حل سريع بس اللى هيحصل هيكون عبارة عن مجموعة خطوات متتالية هتشكل على المدي البعيد دور مهم فى رحلة العلاج.. أول خطوة؟.. عملية جراحية عاجلة تتعمل فى أمريكا وهتكلف 20 ألف دولار ده غير مصاريف السفر والإقامة ليه ولأهله!.. المبلغ كان صعب تدبيره بالنسبة لظروف الأسرة لحد ما بدأ اليأس يتسرب لنفوسهم.. يسمع بالقصة دي الطفل ” كوين كالندر كي” واللى يعتبر الصديق المقرب من “برايدن” واللى فى نفس عمره واللى للأسف ماكنش حاضر لحظات إصابة صديقه بالمرض لأنه كان فى أجازة فى مدينة تانية خالص!.. رجع “كوين” من الأجازة مع أسرته وراح عشان يعدي على بيت صاحبه ويخرجوا يلعبوا كالعادة ويديله الهدية البسيطة اللى جابهالوا معاه بس عرف اللى حصل وإتصدم!.. يعنى إيه “برايدن” مش هيعرف يتحرك ولا يلعب معايا تاني!.. ظروف أسرة “كوين” ماكانتش فى حال أفضل من ظروف أسرة “برايدن” بس مينفعش صاحبي ما يتحركش تاني!.. لازم حل، ولازم الـ 20 ألف دولار دول يتجمعوا بالطول والعرض!.. يا عم إتنيل أقعد، وشوف حد يغيرلك البامبرز بلا 20 ألف دولار بلا 20 ألف سنت.. لأ.. الفلوس هتتجاب يعنى هتتجاب.. بمساعدة والدته قرر “كوين” يصمم كشك خشب متنقل بإستخدام مجموعة من الخشب اللى كان مرمى فى صندوق الزبالة فى الحي وقرر يدهنه بألوان حلوة وزاهية ويبيع عليها عصير ليمون ووقف بيها فى الشارع قدام بيته وكتب فوق الكشك ورقة عليها جملة: (هذا المشروع من أجل صديقي).. شوية بـ شوية وفكرة إن عيل عنده 7 سنين يقف يعمل كده وعشان صاحبه بدأوا يجذبوا الناس.. هوب بدأت الدولارات تتجمع.. هوب فيه قناة جت صورت معاه واللقاء نزل.. هوب الناس بقت تيجي تشتري أكتر.. هوب الحكومة والبلدية إهتموا بالموضوع برضه ووفروله مساحة أكبر شوية عشان يبيع من خلالها الليمون بتاعه.. يوم جر يوم جر يوم وفجأة وبعد مرور أقل من 3 أسابيع على القصة كانت النتيجة الإجمالية للمبلغ اللى إتجمع هى 55 ألف دولار!.. يعنى أكتر من ضعف المبلغ المطلوب!.. وده بسبب مين؟.. بعد ربنا؛ وفاء ومحبة “كوين” لـصديقه “برايدن” ويقينه إنه هيقدر يعمل حاجة عشانه!.. “كوين” أخد المبلغ الضخم ده وحطه فى كيس وطلع بيه على بيت صاحبه، و كب الفلوس على الأرض من الكيس قدام صاحبه اللى ماكنش مستوعب اللى حاصل؛ بس “كوين” كسر حاجز الإستغراب ده وقال له: (هذا من أجلك أنت!).. إتعملت العملية لـ “برايدن” ونجحت مراحل علاجه المتتالية واحدة ورا التانية ولسه مكمل بس مادام وراه واحد زى “كوين” كان تفكيره كده وهو عنده 7 سنين أكيد ده هيكبر جواه وهيفضل جنب صاحبه لحد ما شفاءه يكتمل على خير.. أصل الوفاء، والجدعنة مش بفلوس.. يا إما بتتولد بيهم يا إما بتعيش عمرك كله تشمشم عليهم ومش بتطولهم.
- من القصص الحقيقية الهندية إن فيه ملك شاب من ملوك الهند كان فى رحلة خارجية بره البلد ولما رجع إشتري وجاب معاه من الدولة الخارجية دي مجموعة كبيرة من الملابس الحريمي لمراته وإخواته البنات كهدايا.. لما جت مراته وإخواته عشان يتفرجوا على الهدايا بتاعته؛ كل واحدة فيهم مسكت فستان وبقت تقيسه على جسمها من فوق الهدوم كده.. الملك كان موجود فى نفس القاعة بس كان ملخوم فى الكلام مع واحد من مساعدينه بخصوص أمور حصلت وهو مسافر.. كان فى القاعة برضه واقف على جنب الوزير الشخصي للملك.. مرات الملك وهى ماسكة واحد من الفساتين بتشوفه عليها قدام المراية فى القاعة كانت محتاجة تاخد رأى أى حد!.. زى أى ست بقي ومحتاجة تعرف شكل الفستان عليها حلو ولا لأ.. بصت حواليها جت عينها بحركة لا إرادية على الوزير اللى كان واقف.. شاورتله بدون كلام على الفستان.. الوزير برضه بدون كلام شاور لها براسه وعينه إنه تمام التمام.. فى نفس اللحظة الملك شاف الوزير وهو بيشاور بعينه لـ مراته.. المشاورة كانت تبان كأنها غمزة!.. الوزير خد باله إن الملك شافه.. المصيبة اللى حس بيها الوزير فى جزء من الثانية إن كده أكيد الملك هيفهم الموضوع غلط رغم إن الموقف كله عفوي سواء منه أو من مرات الملك يعني!.. الغلاسة الأكبر كانت إن الوزير فعلاً كان مخلص ووفي للملك وده اللى الملك شافه بنفسه فى كذا موقف قبل كده!.. بس طبعاً لو شك فيه هتبقي كارثة!.. قرر الوزير يعمل تصرف ملوش وصف غير الجنون حرفياً.. بقي يكرر حركة عينه وبربشتها اللى عملها بشكل متتالي وكإنه إتصاب بمرض فى عينه!.. كل ده عشان الملك يفهم إنها حركة غصب عنه بسبب المرض ده وإنه ماكنش بيغمز لمراته ولا حاجة!.. ماشي يا عم هيعملها قد إيه يعني!.. مرة إتنين تلاتة!.. ولمدة قد إيه يعنى؟.. لأ.. فضل يعملها كل ما يشوف الملك لمدة 20 سنة متتالية لدرجة إنها بقت عادة ملازمة ليه، وهو معندوش حاجة أساساً!.. بس وفاءه للملك خلاّه يتوصل للحل ده!.. بعد 20 سنة بيصاب الملك بـ حمي قاسية وبيدخل فى سكرات الموت.. وهو بيموت ورغم صغر سنه نسبياً بيجيب إبنه عشان يوصيه بالوزير وإنه يخلّى باله منه ويعامله كويس!.. الإبن بيسأل الملك إشمعني الوزير ده بالذات اللى بتوصينى عليه.. يرد الملك: (إنه وفي، وظل لمدة 20 عاماً يعتذر عن ذنب لم يقترفه).
- الإنبوكس:
- أنا لمياء.. 23 سنة.. من إسكندرية.. كان جوه دماغي أفكار وموضوعات كتير محتاجة رأيك فيها خاصة بحياتي بس لما فكرت وحسبتها لقيت إن “سمر” أولي منى بالوقت وبالمساحة اللى ممكن تديهالي عندك فى مقالك.. “سمر” هى نعم الصاحبة والأخت اللى خرجت بيها من الدنيا وفضلها عليا كبير بعد ربنا.. مواقف كتير جمعت بينا كانت بتثبت فى كل واحد فيهم إنها صديقة وفية ومخلصة لأبعد حد.. أنا سني مش كبير أوى وأكيد ماشوفتش فى الدنيا حاجات صعبة كتيرة؛ بس الصعب اللى شوفته لحد دلوقتي -(واللى هو صعب صعب بالمناسبة مش لعب عيال ولا دلع)- كانت “سمر” حاضرة فيه وبقوة.. لقيت منها اللى مالقيتهوش من أبويا وأمي، وشوفت فيها اللى لو عشت عمري عشان أوفيه مش هقدر!.. “سمر” جارتي كمان، وده خلّى فيه مساحة من القرب بزيادة بيني وبينها.. بس اللى مش حلو إن كان فيه خلاف متكرر بين أبويا وأبوها بسبب إن أبويا شخصيته مش كويسة ودايماً بيزعق ويشتم فى الجيران ويحتك بيهم بشكل يضايق.. حصل بين الإتنين كذا مشكلة كانت بتنتهي إن أبو “سمر” يمنعها تيجي عندنا وأبويا كمان نفس الكلام!.. إحنا مالنا بمشاكلكم، إحنا أصحاب وبنحب بعض.. يستمر الخلاف شوية وبعدها ترجع الأمور عادية.. يمكن بس اللى ضايقني أنا وهي إن أسرتها قرروا يعزلوا ويروحوا مكان تاني بعيد ، وده خلّى فيه صعوبة فى تواصلنا اليومي بالمقابلات.. بس “سمر” عمرها ما قصرت.. أبويا عصبي وكتير كان بيمد إيده عليا خلال لحظات عصبيته دى.. كنت بحب واحد زميلنا فى الكلية.. حب من طرف واحد اللى هو أنا وإتحول مع الوقت لحب من الطرفين زى ما أنا كنت فاهمة بس إكتشفت بعد كده إني ماكنتش أكتر من وسيلة للتسلية.. رغم تحذير “سمر” المتواصل ليا بضرورة إنهاء القصة مع الولد ده فى أقرب وقت بس أنا كنت بكابر وبعاند لحد ما كلامها عنه طلع صح فى كل حرف، ورغم إنها المفروض تترسم عليا بقي وتسلخني كلام زي: (مش أنا قولتلك!، إشربي، آدي اللى كلمتك فيه!، تستاهلي) لكن “سمر” إحتوتني بمنتهى الجدعنة.. رحت على بيتها معيطة وحالتي النفسية زى الزفت.. حضنتنى وعيطت معايا وقالتلى والله لو لف الدنيا مش هيلاقي زيك.. كانت بتعيط أكتر منى أساساً ولو حد دخل علينا مش هيعرف مين فينا اللى عنده مشكلة ويمكن يفتكرها هى اللى بتمر بأزمة مش أنا!.. جالى هبوط وضغطى وطى بسبب الإنفعال.. اضطريت أقعد وأبات عندها.. كلمت أمى وقولتلها.. قالت ماشي.. بس إتحججت بالمذاكرة وماجيبتش سيرة التعب خالص عشان محدش يسألنى عن السبب.. تانى يوم بقيت أحسن شوية وقولت هرجع البيت.. “سمر” وصلتني لـ تحت البيت، وقابلنا أبويا اللى لما شافني مسكني من دراعى جامد وسحبنى على فوق.. دخل بيا الشقة وبدأ يضربني ضرب فى كل حتة فى جسمي بالشلاليت والبوكسات.. كان فاكر إنى بتدلع أو كنت هنا ولا هنا!.. أنا متربية كويس وحافظة أجزاء كتير من القرآن على فكرة.. بس سوء ظنه خلاّه يشك فى أى حاجة بنعملها!.. ضربه ليا تواصل كإنه كان عايز يقتلني.. لما دخلنا الشقة نسي وساب بابها مفتوح.. “سمر” دخلت جرى من الباب وزقته بعيد عنى وحمتني بجسمها وهى بتصرخ فيه: (حرام عليك، إتقي ربنا، دى تعبانة تعبانة).. حطت نفسها بينى وبينه، وطبعاً هو إتغاظ إزاى عيلة تزقه!.. نزل على وشها بالقلم وبسببه وقعت وكان رايح يكمل ضرب فيا بس “سمر” وقفت تاني عشان تزقه بعيد وهى بتصرخ ومفيش على لسانها غير كلمة (حرام عليك سيبها).. كإنها كانت بتدافع عن شرفها مش صاحبتها!.. ضربها بقسوة ضرب ما يستحملوش راجل مش بنت مفعوصة وجسمها قليل زى “سمر”.. كان من نتايج الضرب ده إن دراعها الشمال إتكسر، وجالها شرخ فى كف إيدها اليمين ورغم كده فضلت تدافع عني.. فى نفس اللحظة دخل أخويا وأمي من بره وحاشوه عنها وعني.. أخويا أخدنى أنا و “سمر” للمستشفي.. حالتها هى كانت أصعب مني بكتير.. لما فاقت وشافتني جنبها قالتلى: (إنتى كويسة؟).. إنتى فى إيه ولا فى إيه بس!.. حتى فى اللحظة دى بتفكرى فيا أنا!.. والد “سمر” قرر يعمل محضر لـ أبويا و”سمر” رفضت بقوة.. وحتى لما أبوها ثار عليها وهى فى المستشفى كان ردها: (أبو صاحبتي ومش هقبل إنه يدخل السجن أو يتحبس!).. جه أبويا وباس على راسها وإتغيرت معاملته معايا من بعد الموقف ده.. والسبب؟.. “سمر”!.. إكتشفت برضه بعد شهور طويلة إني فى نفس اليوم اللى كنت بايتة عندها فى البيت يوم ما كنت تعبانة إنها خرجت لمدة ساعتين فى مشوار مقالتش عنه حاجة بس عرفت تفاصيله بعدين!.. راحت ضربت الولد اللى كان بيتسلي بيا من ورايا.. راحت له جنب بيته وشافته واقف وسط أصحابه ونزلت على وشه بـ 3 أقلام ورا بعض!.. (ده عشان “لمياء”، وده عشان خلتها تتعب، وده عشان ماتعملهاش مع حد تاني يا كلب)!.. أنا عرفت القصة دى من صديقة تالتة خالص!.. تخيل!.. بدون ما تقول لى ولا تجيب سيرة!.. ولما واجهتها ليه عملتي كده، وليه ماقولتيش!.. قالتلى: (عملت كده عشان إنتى صاحبتي، وماقولتش عشان ماكنتش عايزاكى تفتكرى الزفت ده تانى).. سألتها وأنا مستغربة: (عشان صاحبتي!).. ردت: (لو الكلمة مش كفاية؛ فأنا معنديش رد تانى أصدق يا “لمياء”).. أنا بحب “سمر” يا “تامر” وبحب وفاءها ونقاءها وإن مابقاش فيه زيها فى الزمن ده، ويابختي إن فى حياتي “سمر”.
- الرد:
- قليلين اللى عندهم وفاء.. أقل منهم اللى فهموا إن الوفاء شرف فى أى وكل حاجة (كلمة، وعد، علاقة، شغلانة).. الواحد فعلاً يبقى محظوظ وربنا بيحبه لو كان فى حياته حد يكون متأكد إنه وفي.. مصدق وقت ما يكدبك الكل.. شايفك فى أحسن حالاتك حتى لو الأصل غير كده.. مؤمن بيك وقت ما يكفروا بيك الباقيين.. حتى لو إتشاف تصرفه هبل وجنان وملوش أساس ولا منطق.. مش مهم؛ المهم إنى مقتنع!.. مش هيفلت إيدك طول ما فيه نفس وفيه أمل.. الظروف والحجج موجودة على قفا مين يشيل، والخلعان والجري ليهم مليون مبرر.. لكن مش بيفضل، ولا يلمع للنهاية غير الأوفياء.. كل واحد فينا عنده واحد يقدر يقول عنه بالفُم المليان: ( يا بختى إن فى حياتى فلان).