كراسة رسم وألون وقلم.. ساعات الأمل التي تحولت لكابوس عند فتاة العياط
فيما خلد الجميع إلى نومه، وأغلقت الأنوار داخل قسم العياط، كانت أميرة أحمد والمعروفة بـ”فتاة العياط” مستيقظة وبداخلها نور متوهج يضئ قبلها فرحًا “خلاص براءة”، تحزم أمتعتها استعدادًا للرحيل.
وبالفعل في الصباح، ودعت الفتاة القسم، متجةُ إلى محكمة العباسية، لسماع القرار الحاسم والفارق في حياتها، وعودتها إلى حياتها الهادئة في الفيوم وسط أسرتها، تاركةً محبسها بعد سجنها على خلفية اتهامها بقتل سائق حاول استدراجها إلى منطقة نائية لاغتصابها.
ووسط انتظار أسرتها أمام المحكمة، وصلت الفتاة في عربة الترحيلات، حاملةً بيدها المكلبشة أمتعتها، وبنظرة ممتزجة بين الفرحة والحزن، حدقت الفتاة المنهكة بوالدها وأعطته أمتعها، “كانت فرحانة خلاص هتطلع”، وذلك حسبما يروي والدها أحمد عبد الله.
حقيقة شريحة الهاتف السرية
ودعت الفتاة أسرتها بشكل مؤقت، ودخلت القفص لسماع الحكم على قرار إخلاء سببلها، وسبقها لقاعة المحكمة أسرتها، لينصت الجميع في ترقب وحذر، لقرار قاضي المعارضات المبشر للأسرة، “القاضي سألنا معاكم الكفالة، وقولناله أه”.
“قررت المحكمة قبول استئناف النيابة العامة على قرار إخلاء سبيل فتاة العياط، وحبسها 30 يومًا على ذمة التحقيقات”، هكذا كان القرار، الذي حوّل بشكل جذري مشاعر الأسرة الحالمة في العودة إلى الفيوم، ومعهم أميرة، “صدمة كبيرة علينا وعلى البنت”.
قبول استئناف النيابة على فتاة العياط وتجديد حبسها 30 يومًا على ذمة التحقيقات
تحولت ابتسامات الفتاة المنهكة والأمل الذي خيم عليها منذ أول أمس، مع قرار إخلاء سبيلها، إلى نظرات دهشة وصدمة، والدموع تنزرف من عينها، والقلب يبكي قبل العين، “البنت اتغيرت، نفس صدمة لما الولد كان هيغتصبها وقتلته”، هكذا يسرد والدها، “وإحنا كمان، أنا وأمها والمحاميين.. كانت خلاص جاية معانا”.
ويكاد صوت أمين الشرطة، الذي كان يرافق أميرة، لا يغيب عن ذهن أحمد عبد الله والد فتاة العياط، “هات حاجة أميرة”، ليعيد أمتعتها للفتاة التي ستعود من حيث قدمت في الصباح “قسم العياط“.
محكمة العباسية تنظر استئناف النيابة على إخلاء سبيل فتاة العياط
“كراسة رسم، وألوان، وقلم، وملابس”، تلك هي الأمتعة التي أعادها الرجل الأربيعيني إلى نجلته، “هي دي الحاجات اللي معاها، بتفضل ترسم وتشخيط فيها.. طفلة وطالعة من صدمة ومحتاجة حاجة تسليها”.