العم بوب يقيم عرسه قبل انتحاره بساعة واحدة: أريد الموت بكرامتي
“سأترككم خلال ساعة من الآن، أشعر بالتعب، وأصبحت على أتم استعداد للرحيل”. هكذا قال “العم بوب”، قبل أن ينهي حياته بنفسه في السادس والعشرين من أغسطس الماضي.
في ذلك اليوم، استيقظ “العم بوب” في الصباح الباكر بكل نشاط، ارتدى قميصه الأزرق المزيّن بالورود، ثم استعد لحفل زفافه على شريك حياته “باكستر”، فاتكأ على عصاه المزخرفة، واحتفل معه بعرسهما في قاعة مزينة بالورود والبالونات.
تجوّل “العم بوب” مع “باكستر” وسط المهنئين من الأهل والأصدقاء، واستمع لأجمل الأغاني الرومانسية، وأخذ يميل بجسده تحت أشعة الشمس التي تخللت إلى القاعة في هذا اليوم الربيعي المشمس.
العم بوب يقرر إنهاء الزفاف والاستعداد لمراسم الوداع والانتحار
تلاشت البسمة من وجوه الجميع، وتعالت أصوات النحيب، عندما وقف “العم بوب” فجأة خلال العرس، ووجه عصاه إلى السقف وقال، “أشعر بالإجهاد، سأرحل الآن”.
ذهب “بوب” إلى غرفته بدار الرعاية، خلع عنه قميصه الملون، وارتدى بيجامة زرقاء مريحة، ثم نام على الفراش وحوله عائلته، ابتسم لهم، وقال كلماته الأخيرة، وسط البكاء منقطع الصوت، حتى يستطيع الجميع سماع أنفاسه الأخيرة.
بعد نفاذ كلمات الوداع، خلط “بوب” مشروبه الكحولي المفضل، مع كوكتيل قاتل من المخدرات، وطلب من الممرضة وضعه داخل أنبوب التغذية الذي قام الأطباء بتركيبه في بطنه، ونظر إلى الجميع، ثم أغمض عينيه بهدوء.
يعتبر “بوب” واحدا من بين 1200 شخص، استخدموا قانون الموت بكرامة الذي أقرّته واشنطن، والذي ينص على أنه في أوضاع معينة، يحق للشخص المعرَّف على أنه مريض موشك على الموت أن يطلب الإمتناع عن تلقي العلاج، ويتوجب عندها على الطاقم الطبي الإمتثال لطلبه، مع التقييدات المحددة في القانون، وأصبح من الممكن للمريض أن يتناول عقاقير معينة تودي بحياته، لأنه له الحق في إنهاء حياته بكرامته، دون أن يكون عبء على أسرته، وهو القانون الذي يرفضه بعد الأطباء النفسيين، قائلين أنه يزيد الاكتئاب، ويزيد من فرص الانتحار خاصة لدى المسنين.
ارتفعت أصوات الأقارب بغناء أغنية “العم بوب” المفضلة، وظنوا أنه قد فارق الحياة، فصمتوا، ولكنه تحدث فجأة قائلا، “أكملوا الغناء، مازلت هنا”، ثم فارق الحياة بعدها بمدة قصيرة، عن عمر يناهز 75 عاما.