نصف مليون شخص يؤكدون عدم ارتباط الجينات الوراثية بالمثلية الجنسية
أثبتت دراسة حديثة، تم إجراؤها على نحو نصف مليون شخص بأمريكا وبريطانيا، أنه لا يوجد أي جين في جسم الإنسان يسبب المثلية الجنسية ، على عكس الاعتقاد السائد الذي كان يروج لنظرية أن المثلية الجنسية تعود إلى عوامل وراثية، أو مرتبطية بجينات معينة.
وقامت الدراسة المنشورة في مجلة “العلوم” الأمريكية، بعمل مسح للجينوم التركيب الوراثي بالكامل لـ409 ألف شخص، اشتركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، و68.5 ألف مسجل لدى شركة الوراثة “23andMe” في أمريكا، وكشفت ارتباط بعض المتغيرات الوراثية بعلاقات المثليين الشاذين جنسيا، موضحة أنها لم تمثل سوى 25% على الأكثر من سلوك الشخص المثلي.
وقال أندريا جانا، عالم الأحياء بمعهد الطب الجزيئي في فنلندا:”فحصنا الجينوم البشري بالكامل ووجدنا بضع نقاط، خمساً تحرياً للدقة، ترتبط بوضوح بما إن كان يمارس سلوكاً جنسياً مثليا، ولهذه النقاط تأثيراً ضئيلاً، تمثل جميعها واحد في المائة في فروق سلوك المثلية الجنسية”.
رأى تحالف المثليين
في حين أكد تحالف المثليين والمثليات ضد التشهير “GLAAD”، إن الدراسة أكدت “عدم تأثير الطبيعة أو التنشئة على سلوك الشخص مثلي الجنس بدرجة كبيرة”.
وأوضح الباحثون أن ذلك يعني أن العوامل غير الجينية، مثل الظروف المحيطة والتنشئة والشخصية والتربية، تلعب دوراً أهم بكثير في التأثير على السلوك الجنسي، كما هو الحال مع أغلب السمات البشرية الشخصية والسلوكية والجسدية الأخرى.
وقال الباحث بالدراسة “بن نيل”، أستاذ مساعد بوحدة الوراثة التحليلية والتحويلية في مستشفى ماساتشوستس العام، التعليمي الرئيسي لكلية الطب بجامعة هارفارد-: “لا يوجد جين واحد للمثليين، ولا يمكن للاختبار الوراثي معرفة ما إذا كان لديك علاقة من نفس الجنس، فمن المستحيل التنبؤ بالسلوك الجنسي للفرد من الجينوم”.
بينما صرّح “ديفيد كورتيس”، الأستاذ في معهد علم الوراثة في بجامعة كوليدج في لندن بأن هذه الدراسة تظهر بوضوح أنه لا يوجد شيء اسمه جين مثلي الجنس، فلا يوجد جين وراثي في الأشخاص له أي تأثير على التوجه الجنسي، حتى لو لم يتم تحديد الشذوذ الجنسي وراثيًا، كما توضح هذه الدراسة، فإن هذا لا يعني أنه ليس جزءًا فطريًا ولا غنى عنه من شخصية الفرد.