البابا تواضروس خلال كلمته بجامعة حلوان: إذا الشباب يوما أردا الحياة فلابد أن يستجيب القدر
قال قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه سعيد بتواجده في جامعة حلوان، في شهر انتصارات عظيم ـ”أكتوبر”، ووسط اساتذة وطلاب يسعون للتقدم بواطننا ويجعلون الحياة أفضل.
واسترجع البابا في كلمته في ندوة في حب مصر، اليوم، الثلاثاء بجامعة حلوان، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، وذلك لتكريم قداسته وتوقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية والجامعة، ذاكرته وقال:“عندما كنت طالبا في جامعة الإسكندرية، كانت أيام الدراسة الجامعية هي أفضل فترات للإنسان، وخلالها تكونت شخصيتي وتتكون أيضا شخصيات الإنسان في المستقبل.“
كلمة البابا تواضروس
وتابع:“ سأتحدث اليوم عن محركات الحياة، ونطرح سؤال ماهو الذي يحرك حياتك؟ وسأذكر 4 محركات تحرك حياتنا أولا: المعرفة، وربما تكون هي التي تحركنا في الحياة وهي أحد المحركات التي تقود حياة الإنسان، بعد أن صارت حياة الإنسان أكثر راحة وأكثر علما، وبعض الاخترعات صارت ضارة في الحياة البشرية، وجعلت الحياة أسوء، وعلي مر عصور الحياة وجدنا العلم الذي يبني والذي يهدم، وكثرة المخترعات أدت للكسل، وأصبحنا نحل بعض مشاكلنا بضغطة زر”.
وأكمل:”أما المحرك الثاني هو البحث عن الذات، ومن أشهر أقوال السيد المسيح ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟، هو محرك تقوده علوم الفلسفة وصارت هناك موجات الالحاد تسود العالم وظن الإنسان أنه الكائن الاسمى، لذلك يجب علي الشباب أن يبنوا أنفسهم بناءا صحيحيا”.
وأوضح:”أما المحرك الثالث هو الجمال من الفنون والرسم وحالات النفس البشرية وبحث الإنسان في قيم الجمال، لافتا أن الفن يحول الفراغ إلي ما هو كريم ومقدس”.
المحرك الرابع
وأردف:”أما المحرك الرابع فهو المحرك المفقود ونادر الوجود، حيث أن الإنسان بحث عن القوة والغلبة والسيطرة والمتعة والمشاعر السلبية التي جعلت الأخ يقتل أخيه، وصارت بعيدا عن القصد الألهي، وبدلا من أن يحرك الخير محبتهم لبعض، فغزتهم الانانية، وأصبح الإنسان يعتدي علي الطبيعة والمناخ وهناك طبيعة تنضب وأجيال لن تجدها.
واستكمل:“ المحبة محرك يحركك في كل اتجاه خاصة اتجاه البشر، فأنت تتعامل مع خليقة الله، فاسعى أن تبتعد عن كل المشاعر السلبية، أهتم بمساعدة الاخرين، ويمكن أن تكتبوا صفحة جديدة في حياتكم وتاريخ الوطن عندما يمتلئ الإنسان بالمحبة الحقيقية بداخله، لأن الله سيسألنا عن مقدار المحبة.
واختتم البابا حديقه قائلا:“ إذا الشباب يوما أردا الحياة فلابد ان يستجيب له القدر.“
يذكر أنه يرافق قداسة البابا وفد كنسي يتكون: نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق، والقس كيرلس بشرى سكرتير قداسة البابا، والقس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والدكتور إسحق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية، ووكيل المعهد الدكتور عادل فخري، وبربارة سليمان مدير المكتب البابوي للمشروعات.
وتم توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة حلوان والكنيسة، كماوكرمت الجامعة قداسة البابا تواضروس ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بعد انتهاء الكلمة وفعاليات توقيع البروتوكول، وسط حضور من طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والقيادات بها.