“إرادة الله هى التى اتخذت قرار المعركة”.. الرئيس السادات يروي لحظات قرار حرب أكتوبر (فيديو)
تحتفل مصر والأمة العربية بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتي تحل ذكراها الـ46 غدًا الأحد، ويبقى قرار الرئيس الراحل أنور السادات قرار فاصل في حياة وتاريخ الدولة المصرية بقراره خوض الحرب لتتمكن قواتنا المسلحة من تحقيق إنجاز غير موازين الحرب في العالم وتهزم قوات الجيش الإسرائيلي وتسترد سيناء.
ويكشف الرئيس الراحل أنور السادات تفاصيل قرار الحرب كما نقلها الكاتب موسي صبري ليقول “أشهد بأن إرادة الله هى التى اتخذت قرار المعركة.. هذا قدر.. لم يصبح أمامنا من حل إلا أن نحمل السلاح لنحرر الأرض ونرفض الاستسلام.. ليس هناك حل وسط.. الشعب رفض الهزيمة.. وهذه هى فلسفة الشعب.. علينا أن نتحمل كل العقبات والتضحيات.. أو نختصر الطريق ونسلم ونحل القوات المسلحة، ونقبل شروط العدو، ونعيش إلى الأبد أذلاء.. وربما لاجئين».
«أسرار عسكرية خطيرة يكشفها أنوار السادات» ينقلها عنه موسى صبرى: لم أنم فى بيتى.. كنت قد اخترت قصر الطاهرة لإقامتى وقت المعركة.. وأعددنا به غرفة عمليات كاملة تحت الأرض بديلة لغرفة العمليات القريبة من قصر الطاهرة.. ومنها نتابع العمليات دقيقة بدقيقة مثل الغرفة الأصلية تماما.. وكنت أعرف أن الموقف سوف يقتضى لقاءات سياسية دولية، ولذلك اخترت المكان القريب من عملى السياسى.. وفى الوقت نفسه لم يكن أحد يدرى أنه يشكل مركز قيادة عسكرية.. وأذكر فى تلك الليلة أننى آويت إلى فراشى فى موعدى المعتاد.. وكنت قد أمضيت يوم الجمعة عادى جدًا.. وصليت الجمعة فى كوبرى القبة فى الزاوية التى تعلمت فيها الصلاة منذ خمسين عامًا».
حرب أكتوبر
وتابع السادات: «عدت إلى قصر الطاهرة.. وأعطيت تعليمات يوم.. واتصل بى الفريق أحمد إسماعيل، وسألنى متى سأحضر فى الصباح إلى غرفة العمليات فطلبت منه أن يمر على فى اليوم التالى الساعة الواحدة والربع بعد الظهر.. أى قبل ساعة الصفر بـ45 دقيقة.. ونمت ملء جفونى.. واستيقظت فى الصباح كعادتى»، وهنا سأله موسى صبرى الساعة كام؟!، وقال الرئيس: الساعة 8 صباحا.. أنا لا أنام بعد هذه الساعة.. وبدأت بقراءة الصحف كالمعتاد.. ولعبت بعض التمرينات السويدى.. وأخذت حمامى.. ثم ارتديت ملابسى.
ثم سأله موسى صبرى العسكرية؟، وقال الرئيس: نعم ثم باشرت عملى كالمعتاد.. مر على الفريق أحمد إسماعيل فى الساعة الواحدة والربع تمامًا.. وبعد 10 دقائق كنت فى غرفة العلمليات.. فالمسافة قريبة.. الساعة 1.30 صدر البيان الخاص باعتداء اليهود علينا».
وتابع الرئيس حديثه: «وهنا حدث شىء لطيف.. أنا كنت عاطى أوامر لأولادى فى القوات المسلحة أنهم يفطروا.. كثير من الأولاد الشياطين دون ما سمعوش الكلام ودخلوا المعركة صايمين.. أنا فى القيادة مش واخد بالى.. مش شايف واحد فيهم بيدخن.. متحرجين لأننى لم أدخن أو أطلب أى شىء.. رحت طلبت فنجان شاى.. وجابولى «البايب» من العربية.. وبدأوا بعد كلهم يدخنوا».
الحوار السابق، يكشف كيف كان يتمتع السادات بهدوء أعصاب فى هذه الليلة الحاسمة فى تاريخ هذا الوطن؟، إلا أن عبقرية رجال القوات المسلحة، وما بذلوه من جهد خرافى للاستعداد للمعارك يعتبر عاملا كبيرا فى تمتع السادات بتلك الحالة الواثقة من النصر.
الساعة الاخيرة فى حرب اكتوبر
وعن الساعات الأخيرة للمعركة يقول المشير محمد عبدالغنى الجمسى، أحد قادة نصر أكتوبر: «واستمرت عجلة الاستعداد للحرب دون أن تتوقف لحظة، إلى أن جاءت الأيام القليلة الباقية قبيل نشوب الحرب، حيث كان العد التنازلى لدخول الحرب قد بدأ فعلا، وفى يوم 30 سبتمبر 1973، اجتمع مجلس الأمن القومى بدعوة مفاجئة من الرئيس السادات، جرى فيه استعراض للموقف من جوانبه السياسية والعسكرية.
وفى نهاية الاجتماع أجمل الرئيس السادات الموقف فيما يلى: حتمية المعركة والانتقال من الدفاع إلى التعرض، طالما استمرت إسرائيل تمارس سياستها على أساس أنها قوة لا تقهر وتفرض شروطها، وكذلك الدخول لـ«منطقة الخطر»، وأن استمرار الوضع الحالى هو الموت المحقق، وأن الأمريكيين يقدرون سقوط مصر خلال عامين، ولذلك فبدون المعركة سوف تنكفئ مصر على نفسها، وكذلك المرور بأصعب فترة.. لا قرار أخطر من القرار الذى نحن بصدده، وعلينا كسر التحدى».