“اتهمها الجميع بنشر الفجور”.. أسماء الفتاة الصعيدية التي واجهت العادات والتقاليد لتحقيق حلمها بـ”ذا فويس” (فيديو)

قبل 5 سنوات من الآن، قررت أسماء عثمان علي، ابنة قرية الجلاوية مركز ساقلته بسوهاج، أن تُحارب من أجل الوصول إلى أهدافها رغم الحواجز والعوائق التي تواجهها لتنجح في الوصول إلى تحقيق حلمها بالوقوف على مسرح “ذا فويس”.

أسماء الفتاة الصعيدية صاحبة الـ25 عامًا، والحاصلة على الثانوية التجارية، ذات بشرة جميلة مألوفة عندما تراها للمرة الأولى، سمراء البشرة حلوة الطلة، عفوية الحديث والإلقاء وعذبة الصوت الذي سيطر على المستمعين بمجرد انطلاقها بالغناء على مسرح “ذا فويس”.

لم تتخيل “أسماء” أنها ستصل إلى مسرح ذا فويس ذات يوم في ظل القيود التي يفرضها عليها المجتمع الصعيدي بعاداته وتقاليده التي تضيق على الفتيات بصورة مختلفة، لكن بدعم من والدها واجهت كل هذه المصاعب وواجهتها.

تقول “أسماء”، إنها خاضة صراع طويل استمر 5 سنوات مع العادات والتقاليد التي كانت الحاجز في تحقيق حلمها لكنها أصرت حتى حققته بمساعدة والدها: “والدي كان أول الداعمين لي، وهو الوحيد الذي شجعني بدون أي تردد”، مؤكدة أنها قررت بدعم من والدها الدخول في حرب مواجهة تلك العادات والتقاليد التي دفنت رغبتها في الغناء على مدار سنوات طويلة.

كانت الخطوة الأولى التي بدأت بها أسماء حربها هي الاستعانة بالسوشيال ميديا خاصة فيس بوك: “بدأت أنزل فيديوهات على السوشيال ميديا، أغني فيها بصوتي وكل أهلي وأقاربي عرفوا وهاجموني بقوة ومنهم من قطع علاقته بي بشكل نهائي حتى أهالي قريتي قاموا بسبي واتهامي أنا ووالدي بتحريض بنات الصعيد على الفجور وكسر العادات والتقاليد ونسيان الأصول”.

لكن لم تثنيها هذه الاتهامات وتلك النظرات التي كانت تحيط بها بمجرد خروجها من منزلها بالقرية: “لم أتراجع، ولا استسلم لكل هذه الاتهامات وكملت بدعم من والدي”، مضيفة أنها غنت في 3 حفلات لم يسمع أحد عنهم أو عنها، لكن أيضا لم يغلبها اليأس.

كانت أغنية “بنت الأكابر” للمطربة أصالة نقطة انطلاق “أسماء” نحو الشهرة، ففي مقطع فيديو نشرته على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والذي غنت فيه “بنت الأكابر” للمطربة أصالة، تجاوزت عدد المشاهدات فيه نسبة المشاهدات الخاصة بالفيديو الأصلي.

اتسعت دائرة شهرة بنت الصعيد بعد استضافتها لأول مرة في إحدى القنوات الفضائية، ليفتح ذلك المجال أمامها للمشاركة في برنامج ذا فويس في موسمه الخامس “مكنتش أتخيل إني أتقبل بسبب الأعداد الكبيرة التي قدمت للمشاركة بالبرنامج”، موضحة أن ما حدث هو عكس توقعاتها.

دق هاتفها المحمول فجأة، أمسكت به وألقت نظرة على الرقم المتصل الذي لم يكن مسجلا يدها، ضغطت على زر الاستجابة للمكالمة الهاتفية، قال المتصل “حضرتك أسماء الشريف” استجابت له بالإيجاب ليستكمل حديثه في هدوء “مبروك تم قبولك في ذا فويس الموسم الخامس”.

“عمري ما شعرت بمثل هذا الشعور من قبل هذه فرحة الإنتصار لقد وضعت قدمي على أول سبيل لحمي” هكذا عبرت ابنة سوهاج عن فرحتها بقبولها بالبرنامج، مؤكده استمرارها في طريقها و إثباتها لذاتها وإنها بلا والدها لم تكن لتصل إلى ما هي عليه الآن.

تأهلت “أسماء” بعد مشاركتها في ذا فويس إلى مرحلة المواجهة بعد انضمامها لفريق الفنان محمد حماقي عقب غناءها بمرحلة الصوت وبس لأغنية ”البارحه بالحلم” للفنان كاظم الساهر، وأغنية ”سلم علي لما قابلني”، ولاقى أدائها الغنائي الثناء من راغب علامة وأحلام وسميرة سعيد”.

لكن لحظة الانتصار الأهم بالنسبة لأسماء هي انتصارها لذاتها ولوالدها “كل المنصة عبرت عن مدى إعجابهم بشخصية والدي وتشجيعه لي بصورة مستمرة حتى وصلت إلى المنصة وتحقيق الحلم الذي لم ينتهي بعد”، مؤكدة أنها  تتمنى  الفترة المقبلة أن تنتقل للعروض المباشره من ذا فويس.