“الثروة الداجنة”: انخفاض سعر اللحوم 20% بسبب زيادة المعروض.. وخبراء: على الحكومة الاهتمام بملف الأسعار
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الخميس، أن أرقام أسعار الطعام سجلت انخفاضا واضحا في معدلات التضخم لشهر سبتمبر 2019، حيث سجـل قسم الطعام والمشـروبات انخفاضاً قــدره (-2.1%).
حيث شهدت أسعار مجموعة الحبوب والخبز انخفاضا بنسبة (-3.8 %) وانخفاض أسعار مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة (-7.02%)، كما سجلت أسعار مجموعة الأسماك والمأكولات البحرية انخفاضا بنسبة (-1.1%).، وانخفاض أسعار مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (-0.2%).
ويرصد “القاهرة 24” في التقرير التالي، أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع بعض الأسعار في السوق، من وجهة نظر المختصين والخبراء في الاقتصاد والسوق.
قال أبو الفتوح مبروك، نائب رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن تراجع أسعار اللحوم وصل لنسبة 20% في بعض الأماكن، يرجع إلى قيام المواطنين عقب عيد الأضحى بتخزين كميات كبيرة من اللحوم، مما يؤدي إلى قلة الطلب على اللحوم الموجودة بالسوق، وزيادة المعروض وبالتالي انخفاض الأسعار.
وأوضح مبروك، في تصريح خاص لـ “القاهرة 24″، أن انشغال الأسر المصرية بموسم المدارس خلال الأيام الماضية، جعل الإنفاق يقل على شراء اللحوم، لزيادة الأعباء المادية على أولياء الأمور بسبب موسم المدارس، مما أدى أيضا لقلة الطلب وزيادة المعروض، وبالتالي انخفاض أسعار اللحوم.
وأشار مبروك، إلى أنه لم يكن هناك أي إجراءات غير عادية، سواء زيادة في الواردات من اللحوم، أو إغراق السوق بكميات من اللحوم، مشددا على أن انخفاض أسعار اللحوم، كان بصورة طبيعية تماما.
وتابع مبروك أن انخفاض أسعار اللحوم، وصل لنسبة 20% في بعض الأماكن، وأرجع الأسباب إلى انخفاض أسعار رؤوس الماشية، وزيادة أسعار الإعلاف، مما جعل المربين يلجؤون إلى التخلص من الماشية التي في مزارعهم، لزيادة تكاليف التربية والتسمين، خاصة وأن موسم البرسيم “العلف الأساسي لتغذية الماشية في الشتاء”، لم يبدأ بعد.
ولفت مبروك إلى أن نفس الأسباب التي تؤدي لانخفاض أسعار اللحوم الحمراء، تؤثر على أسعار لحوم الدواجن؛ لأن أي سلعة بديلة أو مكملة، تؤثر وتتأثر بالسلع الأخرى.
تراجع الدولار والأسعار عالميًا
قال محمد رأفت أبو رزيقة، عضو مجلس غرفة الصناعات الغذائية، باتحاد الصناعات، ورئيس شعبة الحلوى سابقا، إن هناك انخفاضًا في أسعار بعض السلع، خلال الفترة الحالية، مثل الأرز والسكر والمكرونة والزيوت، وإن كان الانخفاض طفيفًا في بعض السلع، إلا أن المواطن سيشعر به خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أبو رزيقة، في تصريح خاص لـ”القاهرة 24″، إن الفجوة بين المستورد وتجار والجملة والسلاسل التجارية الكبرى، ربما تتسبب في عدم انعكاس انخفاض الأسعار وصولا للمستهلك بشكل سريع.
وأشار أبو رزيقة إلى أن السبب في انخفاض الأسعار في بعض السلع، بسبب الانخفاض العالمي لأسعار بعض السلع، مثل الزيوت وغيرها، بجانب تأثير انخفاض سعر الدولار عالميا.
80 % من الزيوت مستوردة وتتأثر بالدولار
قال عبد الستار عشرة مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية، إن انخفاض أسعار بعض السلع في السوق المصري، كان سببه تراجع سعر الدولار، كذلك نسبة الانخفاض في أسعار المواد البترولية، موضحا أن 80% من الزيوت المستهلكة محليا يتم استيرادها من الخارج، والتي تتأثر مباشرة بسعر الدولار.
وأضاف عشرة في تصرح خاص لـ”القاهرة 24″ أن انخفاض الأسعار يأتي ضمن عدد من المؤشرات الإيجابية خلال الفترة الحالية، والتي كان منها انخفاض نسبة البطالة، وتراجع معدل التضخم، مشيرًا إلى أن انخفاض أسعار الدولار أدى لتراجع أسعار اللحوم والمنتجات المستوردة، والتي أقبل عليها في الفترة السابقة نظرا لارتفاع أسعار اللحوم المحلية.
وأوضح عشرة، أنه ظهرت مطالبات في الفترة الأخيرة، من قبل تجار الأرز، لفتح سوق التصدير، بسبب قلة الأسعار وزيادة المعروض محليا.
ولفت مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن زيادة معدل التشغيل، وانخفاض البطالة، أدى لضخ قوة شرائية في السوق، بما ساهم في تحسن الأسعار في بعض السلع.
“لقمة العيش” أهم ما يشغل المواطن
قال الدكتور شريف الدمرداش، إنه يتعين على الحكومة ضرورة العمل على ملف الأسعار لتخفيف العبء على المواطنين، وتوفير مستوى معيشي كريم للمواطن المصري البسيط، موضحا أن الشعب المصري لا يهتم كثيرا بالسياسة ولكن يهتم في المقام الأول بـ”لقمة العيش”.
وأضاف الدمرداش، في تصريح خاص لـ”القاهرة 24″، أن من يملك الحلول الاقتصادية، لتوفير معيشة كريمة لعموم المصريين، وتوفير الحد الأدنى من احتياجات المواطنين الأساسية الخمسة: المأكل والمشرب، والملبس”المأوى”، والتعليم، والصحة، سيحظى بتأييد الشعب المصري، أما الحلول الكلامية، فلا تسمن ولا تغني من جوع.
ورحب الدمرداش بكافة أشكال انخفاض الأسعار في الأسواق المصرية، مشيرا إلى أن المواطن المصري يعاني منذ مدة من ارتفاع أسعار كثير من السلع، وانخفاض الأسعار يساهم في التخفيف من قسوة ظروفه المعيشية.
وتابع الخبير الاقتصادي، أن أساس التنمية هم البشر، وهم عدة الإصلاح، مشيرًا إلى أن علم الاقتصاد الحديث، يقول إن التنمية الحقيقية المستدامة هي التنمية في العنصر البشري، مطالبا بضرورة توجيه الاهتمام خلال الفترة المقبلة للعمل على هذا الجانب.