“ناقر ونقير وحب كبير!”
العندليب “عبدالحليم حافظ” كان من عادته خصوصاً فى آخر كام سنة من حياته وكنوع من التنفيس عن نفسه من ضغط البروفات ووجع التعب اللي بسبب مرضه؛ ينزل يتمشى ويلف شوية بالعربية.. ماكانش بيهتم باللي بيكون لابسه.. بيجامة ماشي.. جلابية مايضرش.. شبشب وإيه يعني!.. ولا حتي بوقت نزوله.. ينزل فى وش الفجر فل.. فى عز القيالة والشمس مش مشكلة.. الهدف في النهاية واحد أنا هاخد العربية وهنزل آخد لفة ولا لفتين وأرجع تاني.. فى مرة نزل وهو لابس جلابية وطاقية وشبشب وركب العربية وخرج.. ماتعرفش بقي من سوء حظه ولا حُسن حظ غيره؛ شافه صول مرور اسمه “عباس” ووقفه وسأله عن الرخصة.. طبعاً بالنسبة لـ “حليم” ده موقف غريب لأن غير إن ده مش توقيت يكون فيه حد يتسأل عن الرخصة فهو برضه العندليب اللي المفروض المفروض يكون وشه معروف للناس..
“حليم” سأل الصول: (إنت مش عارفني!).. الصول “عباس” رد: (لأ).. “حليم” قال: (أنا عبدالحليم حافظ! مش واخد بالك من الشبه ولا حتي من صوتي!).. “عباس” قال: (وهو حليم هينزل من بيته بجلابية!، طيب غنيلي عشان أتأكد إن إنت هو!).. فى مشهد عبثي جداً بدأ “حليم” يغني فى الشارع أغنية (يا سيدي أمرك يا سيدي) وطبعاً الناس بدأت تتلم وطبعاً برضه مع كل حرف بيخرج منه كان “عباس” بيتأكد إن هو ده العندليب وبيتأكد برضه إنه هيتنفخ لأنه وقفه فى الشارع وسأله عن رخصته ومعروف إن “حليم” علاقاته قوية بناس مهمة فى الدولة وقتها يعني مجرد مكالمة واحدة هتخلّي عِبس يطير مع النسمة!..
“عباس” قعد ربع ساعة يستحلف “حليم” إنه مايأذيهوش ومايشتكيش لحد إنه وقفه.. “حليم” اللي كان متغاظ فعلاً من “عباس” بسبب سخافة الموقف عدي الموقف عادي ووعده إن محصلش حاجة خلاص!..
بالمناسبة قبل الموقف ده ماكنش “عباس” من هواة سماع أغاني “حليم” ولا هو أول مطربينه المفضلين أساساً.. بعدها بكام يوم؛ مر “حليم” من نفس المكان بس خلاص بقي كان حفظ “عباس” وهو كمان كان عرف شكل عربيته.. وقف وسلم عليه.. إتكرر الموضوع بشكل دوري بعد كده لفترة طويلة..
“حليم” يتخنق من البروفات.. ينزل بلبس البيت.. يركب العربية.. يعدي على الميدان اللى واقف فيه “عباس”.. يقف.. يسلموا على بعض بـ ود ويدردشوا شوية.. يكمل مشي.. مع الوقت اتكونت علاقة لطيفة بين الاتنين بسبب العادة دي.. فى يوم وأثناء الدردشة دي “عباس” قال لـ “حليم”: (مش عارف أقول لك إيه بس أنا عايز منك طلب، من العشم والله)..
رد “حليم”: (طبعاً يا “عباس” إحنا إخوات).. قال “عباس”: (فرح بنتي قرب، وكان نفسي تشرفنا نتباهي بيك قدام أهلنا وحبايبنا).. “حليم” قال: (ألف مبروك يا عباس، خلاص كبرت وعجزت أهو، هآجي، إمتي الميعاد وفين المكان؟)..
بمنتهي الحرج قال “عباس”: (الأسبوع الجاي، وموضوع المكان ده مشكلة).. “حليم” سأل: ( ليه هتعملوه فين؟).. “عباس” رد: (فوق سطوح بيتنا فى الحارة اللى ساكن فيها، بص أنا عارف إنه هيكون صعب فلو مش هتقدر والله ما فيه أزمة خالص كفاية الفرحة اللي شايفها فى عينك)..
“حليم” قال: ( مالكش دعوة إحنا إخوات أنا قولتلك).. لغاية اللحظة دي كان “عباس” فاكر إن “حليم” بيجبر بخاطره بالكلام وإن الموضوع مش أكتر من مجرد مجاملة رقيقة من مطرب أصلاً أستاذ فى فن المشاعر فأكيد مش هيجرحه فكان مستعد إن “حليم” مش جاي لدرجة إنه مقالش لحد من أسرته..
فى نفس يوم الفرح بيتأنتك “حليم” وبيلبس بدلة جديدة وبيعدي على محل من أكبر محلات المجوهرات فى الوقت ده وبيشتري طقم دهب كامل وبيطلع على حارة “عباس”!..
مكان كان صعب العربية تدخله من مسافة كبيرة بسبب ضيق الشوارع فإضطر يركن العربية بره خالص ويكمل مشي.. طبعاً ممكن تتخيل ببساطة الزفة اللي مشيت مع “حليم” من أول المنطقة وصولاً لبيت “عباس” فى الحارة..
وقف تحت البيت اللي عرفه بسهولة بسب الهيصة اللى جاية من فوق السطوح.. بص “حليم” لفوق عشان يعد الأدوار اللى هيطلعها على رجله لإن مفيش أسانسير!.. واحد إتنين تلاتة أربعة والسطوح فى الخامس!.. يا حلاوة!..
“حليم” فى الفترة دي وبسبب كلام الدكاترة كان ممنوع من طلوع أدوار السلم على رجليه.. بس خلاص أنا جيت ومش هقف دلوقتي يعني!.. يا مسهل.. يطلع “حليم” للسطوح ويبقي ظهوره مفاجأة مذهلة خلّت الكل يسكت خالص ويفضلوا قاعدين في لحظة صمت من هول المفاجأة كإنهم إتحولوا تماثيل!..
صمت تام يكسره “حليم” نفسه لما يروح لفرقة الموسيقي البلدي المكونة من 3 أنفار بس واللي كانت موجودة بتعزف ويسألهم: ( حافظين حاجة ليا يا أساتذة؟).. أفراد الفرقة اللى يتعدوا على صوابع الإيد الواحدة كانوا مذهولين هما كمان اللي هو: (إيه ده إحنا أساتذة!).. ده بيتكلم معانا كإننا من أفراد الفرقة الماسية بتاعته اللى بتعزف وراه فى حفلاته!.. إيه التقدير والقيمة دي!.. واحد منهم بيتجرأ وبيقول له: (أيوا يا عندليب حافظين أول مرة تحب يا قلبي).. يرد “حليم”: (عظيم يالا نبدأ بيها).. ويبتدي يغني وأغنية تجيب أغنية والليلة تطول ويبقي الفرح من أحلي الليالي اللي إتعملت..
يخلص “حليم” غناء ويروح يقعد جنب “عباس” اللي ماكنش مصدق نفسه فيميل على “حليم” ويقول له: (بصراحة ماكنتش مصدق إنك هتيجي)..
يرد “حليم”: (إنت أخويا وده فرح بنت أخويا ماكنش ينفع ماجيش).. ويفضلوا يتكلموا ويدردشوا ويضحكوا سوا لدرجة إن أى حد يشوف المنظر من بعيد هيقول إن “عباس” ده واحد من بقية أهل “حليم”!..
أي حد كان ييجي يسلم علي “حليم” وهو قاعد كان “حليم” بطريقته اللطيفة ودمه الخفيف يشاور على “عباس” ويقول لهم: (طبعاً إنتم عارفيني، بس أكيد ماتعرفوش “عباس”، ده بقي أخويا).. موقف عظيم وحلو وفضل فى قلب وعقل كل اللى حضروه وبالذات “عباس”..
تمر الأيام وييجي تاريخ 30 مارس سنة 1977 ويتوفي “حليم” فى لندن والخبر يتعرف فى مصر ويتذاع فى الراديو والتليفزيون والبلد تتقلب من الحزن.. فى نفس اليوم يشاء ربنا إن “عباس” لسبب أو لآخر مايكونش عرف الخبر ويكون داخل على الحارة اللي ساكن فيها..
يشوفه شاب من شباب الحارة وهو بيعيط.. يسأله “عباس”: (مالك ياض فيه إيه!).. الشاب يقول: (إنت معرفتش يا عم “عباس”! صاحبك “عبدالحليم حافظ” مات)..
يتصدم “عباس” ويهب فى الشاب وشِبه يضربه ويقول له بشخط: (إخرس قطع لسانك ماتفولش على الراجل دي سفرية عشان يطمن علي نفسه وراجع على طول)..
يقولها “عباس” ويطلع جري على بيته ويشغل الراديو وهي لحظات ويتأكد بنفسه من الخبر وينهار نفسياً وعصبياً كإن “حليم” فعلاً واحد من عيلته!.. أبعاد الموضوع وتأثيره على “عباس” تكبر ويتغيب عن شغله ويفضل حابس نفسه فى أوضته مش راضي يخرج ولا يقابل حد!..
يتفصل من الشغل.. يروح يقعد جنب قبر “حليم” يسقي الورد اللي حواليه!.. يروحوا أهله يترجوه إنه يمشي ويشوف حاله بقي وحرام اللى بيعمله فى نفسه وفيهم ده..
يرد: (أسيبه إزاي، وهو ماسابنيش!، ده أخويا!، هو كان بيقول كده إننا إخوات، أنا قاعد ومش هسيبه مفيش أخ بيسيب أخوه يا ناس).. 3 سنين متواصلة يفضل “عباس” على الحال ده جنب قبر “حليم” يسقي الورد ويقراله قرآن!.. يتوفي بعدها هو كمان، ويتدفن فى المقبرة المواجهة لقبر “حليم”، ولحد النهاردة اللي بيروح هناك بيزور قبر الاتنين ويقرالهم الفاتحة مع بعض.. عادي وإيه المشكلة.. ما هما إخوات!.
- الإنبوكس:
– أنا “لؤي”.. عندي 22 سنة.. أنا الأصغر وسط إخواتي.. عندي أخ كبير إسمه “أسامة” عنده 32 سنة، و”مؤمن” أصغر مني عنده 20 سنة.. والدنا ووالدتنا إتوفوا من 10 سنين فى حادثة وهما راجعين من عمرة وسابونا لوحدنا.. قرايبنا محدش فيهم إهتم بينا ولا سأل وأكتر من الدمعتين تلاتة بتوع يوم العزاء مالقيناش حد واقف جنبنا.. من أول لحظة و”أسامة” اللي كان عنده وقتها 22 سنة وهو شايل مسئوليتي أنا و”مؤمن” كإنه أب وأم فى وقت واحد.. كان فاضل له سنة ويخلص كلية.. رغم كده نزل يشتغل الصبح وبالليل عشان يوفرلنا كل اللى عايزينه.. كان نتيجة ده إنه فضل فى سنة رابعة أكتر من 6 سنين مش عارف يخلع منها.. فرق السن بيني وبينه كان خالق نوع من الحدة فى تعاملنا وماكنش بيخلّي فيه أى مساحة للحوار.. بيحبني وخايف عليا آه مقدرش أقول أي حاجة.. بس تصميمه على رأيه كان بيعمل حاجز نفسي بيننا.. لكن وإحقاقاً للحق لما كبرت وكل يوم بيعدي عليا بعرف قيمة وجود أخ فى حياتك.. فى مرة فى المدرسة إتخانقت مع عيال أكبر وأضخم مني كانوا بيستفزوني.. إتلموا عليا وضربوني وإتعورت، وماأنقذنيش منهم بعد ستر ربنا غير مرور وكيل المدرسة قدامنا واللي إكتفي بفض الخناقة وبس بدون ما يجيبلي حقي!.. مش مهم كويس إني نجيت من إيديهم، أصلاً تلاقيه كان خايف هو كمان ينوبه من الحب جانب.. تعمدت لما أرجع البيت إن “أسامة” مايشوفش وشي عشان مايشوفش التعوير بالتالي عشان مايهزأنيش.. خصوصاً إني كنت متخانق معاه هو نفسه قبلها بيومين وماكنش بيكلمني فأكيد يعني مش هزود الطين بلة وأروح أحكيله!.. تاني يوم العيال إتلموا عليا بعد ما خرجنا من المدرسة.. رغم إني في المرة الأولي إتخرشمت منهم بس هما كانوا محروقين مني عشان رغم إني كنت لوحدي ساعتها بس خبطت فيهم جامد وضربوني بصعوبة.. المرة دي كانوا عايزين يستلموني بره خالص بقي عشان محدش يحوشهم.. وهو ده اللي حصل.. البلطجي بتاعهم وقف فى وشي وقال لي: (شوف هتنادي علي مين هنا يا ننوس، دا دا إنت هتتعمل كفتة).. أقسم بالله أنا مش عارف إيه اللي حصل غير إني غمضت عيني وقلت أهي علقة وتخلص وخلاص.. سمعت صوت “أسامة” من ورايا: (ليه!.. مقطوع من شجرة ولا ملوش أهل يا روح أمك!).. قبل ما يكمل جملته كان كف إيده نزل بالقلم على وش الواد طراخ ودور الضرب في الباقيين يمين وشمال!.. رغم إن جسم “أسامة” برضه مش اللي هو يعني بس مش عارف إيه اللي حصل.. الغل والعنف اللي كان بيضربهم بيه حسسني وقتها إن ليا ضهر إسمه “أسامة”.. أقل من دقيقة كان كل حاجة خلصت وخدوا اللي فيه النصيب وطلعوا يجروا زي الفراخ.. وإحنا فى الطريق راجعين البيت ركبنا ميكروباص بدون ولا كلمة لا مني ولا منه.. كنت عايز أعرف هو عرف إزاي، وجه إزاي أصلاً وده المفروض ميعاد شغله وصاحب الشغل صعب وأكيد هيإذيه إنه ماراحش!.. سألته.. كنت فاكره مش هيرد بس رد بدون ما يبص لي وهو بيحاول يداري ضيقه مني.. رده كان بطريقة هادية وصوت واطي وحنين غير اللى متعود عليه منه وقال: (بالليل متأخر بدخل أشقر عليك لما تنام إنت و”مؤمن” زي ما أبوك الله يرحمه كان بيعمل، لتكونوا رفصتوا الغطا من عليكم ولا راسكم مش معدولة، فشفت الزفت اللي فى وشك ده ففهمت الحوار وجيت).. مزيج حنين للي راحوا علي قبضة قلب علي إمتنان كبير كانوا جوايا ناحيته لما قال كده وكنت عايز أقوم أبوسه بس مسكت نفسي.. سألته: (طيب والشغل).. رد بعصبية: (طز، ساعة تأخير مش مهم).. سألته تاني: (وصاحب الشغل مش هيتكلم؟).. رد بعصبية برضه: (يغور فى داهية، ولو كتر فى الكلام؟….).. قطع كلامه وماكملش.. سألته بعيني بدون ما أتكلم.. كمل: (هضربه هو كمان، وهبقي أشوف ساعتها هتقف معايا ولا هتسيبني لوحدي).. ضميت قبضة إيدي وشاورت بيها قدام وشي، ورديت: (عيب عليك).. بص على الحتة المتعورة اللي فى وشي بدون ما يتكلم وحاول يكتم ضحكته وأنا كمان بس مقدرناش وضحكنا والناس إتفرجت علينا إيه المجانين دول.. من قريب قررت أعمل مشروع بلياردو مع شباب أصحابي فى المنطقة و”أسامة” حذرني إن بلاش المشروع ده هنا بس أنا ركبت دماغي.. هو إيش عرفه.. هو فاكر نفسه بيفهم فى كل حاجة.. أنا ليا شخصيتي ومش هخليه يتحكم فيا.. عملت المشروع وكنت مديله كل إهتمامي.. الحال فى الأول كان نايم عشان المنطقة مش مساعدة ومفيش زباين.. كنت فى قمة الإحباط.. فجأة وبالصدفة وعلى مدار شهرين كان فيه زباين بدأوا ييجوا عندي تقريباً كل يوم.. كانوا 5 شباب تحديداً.. وجودهم جر رجل باقي الناس وبقي فيه حس فى المكان والدنيا مشيت.. عرفت بعدين خالص وبعد شهور كتير وبالصدفة إن الـ 5 اللي لفتوا نظر الناس للمكان بوجودهم الدائم فيه أصحاب “أسامة” وإن هو اللي كان بيبعتهم عشان مايحسسنيش إنه بيساعدني وهو كمان اللي كان بيدفعلهم!.. حتي لما خطب وغصب عني سمعت كلامه مع خطيبته فى التليفون بالليل رغم إني ماتعمدتش أتصنت أو أتجسس بس اللي سمعته زود تقديري وحبي له.. قال لها بالنص: (عشان نبقي على نور يا بنت الناس.. “لؤي”، و”مؤمن” دول إخواتي.. أمانة، وحتة مني، وهيفضلوا ولادي لحد آخر يوم فى عمري أو لحد ما كل واحد فيهم يتجوز).. أنا بحب “مؤمن” عشان موضوعيته فى التعامل معايا.. نتخانق على قد ما نتخانق بس حبه ليا وحبي ليه بيزيدوا يوم عن يوم ومش داخل فى حساباتهم المصلحة.. حب خالص لله.. وبصراحة هو المفروض ده اللي يكون بين الإخوات.. على فكرة.. أنا داخل خلال أسبوع أعمل عملية نقل كلي لـ “أسامة” لإنه تعب وأهمل فى صحته خلال السنين اللي فاتت بسبب طبيعة الشغل الكتير اللي كان بيشتغله.. ماترددتش لحظة عشان أقول أنا عايز أتبرعله.. أقسم لك بالله يا “تامر” ولا حاسس بخوف ولا قلق ولا أي حاجة.. مفيش جوايا غير إنبساط بدون حدود عشان هرد جزء قليل من اللي عمله معايا وهعبر له عن حبي.. لما الدكتور بيسألني وإحنا بنعمل التحاليل: (مش خايف).. رديت عليه: (حتة مني رايحة تبقي مع حتة مني.. هخاف من إيه!.. الحكاية واحد).. ومتهيألي ده أنسب تعريف لأى إتنين إخوات.
- الرد:
كلمة فلان ده أخويا مش حاجة سهلة.. قليلين اللي عارفين معناها ومش بيرددوها زي البغبغانات وأقل منهم اللي بيتعاملوا بيها وهما عارفين قيمتها الحقيقية واللي تستحقه.. المخرج الكبير الراحل “محمد خان” واحد من أهم مخرجي السينما المصرية والعربية اللي جُم فى تاريخ الفن.. من أقرب الناس ليه كان الفنان “أحمد زكي” الله يرحمه.. رغم الخلافات والخناق بينهم مرات كتير بس ومهما يبعدوا تفضل لكل واحد فيهم الحتة الخاصة بتاعت التاني جواه، واللي مهما حصل مش بتتأثر.. علاقتهم كانت إخوة فى عمقها أكتر منها زمالة فى شغل، وده اللي كان بيأكده كل واحد فيهم في حواراتهم الصحفية المتفرقة على مدار السين.. بيقول “خان” عن “زكي” وصف عن علاقتهم هو وصف أقرب لعلاقة الكتير من الإخوات فى كل زمان: (ناقر ونقير وحب كبير).. إنت بتنقي صاحبك.. بتختاره من بين العشرات اللي بتقابلهم وبيكونوا متاحين قدامك.. نقاوة إيدك وعينك زي ما بيقولوا.. طيب وبما إن محدش بيختار أخوه؛ فما بالك بقي بإختيار ربنا ليك!.. اللي هو الأخ.. بالمناسبة كمان الأخوة مش بالدم بس.. فيه أصحاب ربنا بيحط فيهم زرعة الأخوة وده اللى بيحلي خصوصية علاقتك بيهم عن غيرهم.. بأمارة إنك لما بتيجي تدلل علي قرب صاحب معين منك بتقول عنه: (صاحبي أخويا فلان).. الأخوة عهد وإلتزام ومحبة رباني بتتحط فى القلوب.. أخ يعني سند، دعم، وحب خالص لله.. مهما كان اللى بيننا ومهما كنا ناقر ونقير فغصب عن عين أي حد أو مشاكل تبان صعبة؛ بس فى الآخر بيجمعنا حب كبير.