“عايش بتفرج على ناس عايشين”.. كيف وصف شهيد التذكرة حياته على “فيس بوك” في آخر أيامه؟ (صور)
“عايش بقالي سنين.. بتفرج على ناس عايشيين”، جملة كتبها محمد عيد شهيد التذكرة ، على حسابه بموقع “فيس بوك”، عبرت عن عيشته المُرة طوال حياته، حتى زجه كمسري يس القطار رقم 934، الذي كان يركبه، وليس في جيبه ثمن التذكرة التي تقدر بجنيهات، وكان مقابل دفع ثمنها روحه التي هي أغلى من شئ يمتلكه في حياته.
خرج سعيًا للحصول على مال حلال من خلال عمله فى البيع، بعض الأشياء التي صنعها بيده، لم يكن يعرف محمد ذو الـ22 عامًا، أن عند ركوبه هذا القطار في هذه المرة، ستكون هي الأخيرة التي يذهب فيها إلى مثواه الأخير تاركًا ذكريات مؤلمة لعائلته وأصدقاءه، وللشعب المصري الذي حزن على وفاته دون سابق معرفة معه.
وكان نصيب محمد من الدنيًا قليلًا، فهو مثل أي شاب بسيط، أنتهى من تعليمه بحصوله على شهادة “معهد فني صناعي”، ليدخل بعده في الخدمة العسكرية وينتهي منها، ثم يخرج ولا يجد عمل يعول نفسه وعائلته من خلاله، اضطره الأمر إلى صنع “إكسسوارات يدوية”، يأخذها يتجول بها بين المسافرين في القطار، وينتقل من محافظة إلى محافظة أخرى على أمل الرجوع وهو بايع شئ من منتجاته.
قرية “دفرة” بالغربية، كانت المحطة الأخيرة لحياة محمد عيد، ولكن بداية عمر جديد لصديقه أحمد سمير، الذي أرهقتهم الأمطار الغزيرة معًا بمحافظة الأسكندرية، عندما كانا يتجولان بالشوارع بمنتجاتهم لعل أحد المارة، يعجبه شئ ويقبل عليهم ويشتري، ولكن القدر شاء أن يتجهوا إلى محطة قطار الأسكندرية، ويركبا القطر المتجه إلى الأقصر، ليلتقوا بعد دقائق عديدة بملك الموت”رئيس القطار”، الذي تعمد رميهما من الباب وكأنهما طيور يستطيعان الطير بأجنحتهم.
شهيد التذكرة
وعلى الرغم من استسلام محمد عيد للأمر الواقع الذي وجد نفسه فيه هو وصديقه، إلا أن حسن السيد أحد شهود العيان على الحادثه يقول: “في اللحظات الأخيرة محمد كان ماسك إيدي وقولت هدفعله ثمن التذكرة، لاقيته ساب إيدي مرة واحدة، وبنظرة حزن قال: “حسبي الله ونعم الوكيل”، وانهار الشاهد من البكاء على الدقائق المرعبة التي عاشها مع أشخاص معدومي الرحمة والإنسانية.
شقيق ضحية قطار طنطا: “أنا مش مستوعب إن في بني أدم سوي يعمل كدا.. ياريت كانوا خدوه على القسم” (فيديو)