“كان راجع من المولد”.. أسرة ضحية قطار طنطا تروي تفاصيل آخر يوم في حياة محمد عيد (فيديو)
عويل وصراخ يدوي بين أنحاء الحي، ليطل الجميع في ترقب وحذر، ليجدو أم مكلومة قلبها منفطر على فلذة كبدها، التي فقدته خلال عودته من الإسكندرية، والجميع ملتفون حولها والصرخات الصامتة تخرج من قلبها.
داخل أحد الشوارع الضيقة بمنطقة شبرا الخيمة التي تقع على مقربة من الدائري، وبالتحديد شارع مبارك، وفي تمام الساعة العاشرة مساء، كان المكان والزمان مخيمان بالحزن، الجميع متشح بالسواد، وأصوات العويل ترتفع، الجميع يتسارع “يبنصبوا صوان محمد عيد”.
“القاهرة 24” التقت أسرة محمد عيد ضحية قطار طنطا، والذي لقي مصرعه أسفل عجلات القطار، بسبب ثمن التذكرة:
تحدثنا في البداية جدته، وصوتها يخرج بالكاد حين بينما يتلعثم الآخرى وتفقد المطق، “كان عريس.. عريس في الجنة، حبيبي يتيم، وأمه ربته أحسن تربية، يا عريس في الجنة، الله يرحمك يا حبيبي ويصبر قلبك أمك”.
لم يكن يخطر ببال الأسرة الهادئة القاطنة ذالك الشارع الضيق الهادئ الذي لا يسمع له ضجيج، أن ينقلب حالهم ما بين عشية وضحاها إلى ذلك الأجواء، حيث تقول زوجة عمه، “كننا نايمين وقبل أذان الفجر سمعنا الخبر الغم”.
شقيق ضحية قطار طنطا: “أنا مش مستوعب إن في بني أدم سوي يعمل كدا.. ياريت كانوا خدوه على القسم” (فيديو)
تروي تفاصيل ما رواه لهم شهود العيان، أمام النيابة خلال التحقيقات الأولية، والدموع تنزف من عيناها، “هو كان في القطر وطلبوا منه 70 جنيه، وهو مكنش معاه، وفجأة لقي الكمسري بيفتح الباب وبيطلب منهم ينزلوا والقطر متحرك، ولما صحبه نزل الكمسري زقه راماه ونزل تحت القطر”.
وعن أخلاق الشاب ومسيرته، تحكي زوجة عمه، “عيل غلبان طيب، ومتربي يتيم، ومعندوش أي مشاكل مع حد ولا عنده أي خلافات مع حد، متعلم ومحترم، وحدش سمع منه حد تأذيه قبل كده”.
شاهد أول ظهور لأسرة محمد عيد ضحية كمسري قطار طنطا بعد دفن الجثمان (صور وفيديو)
قطار طنطا
“كان في المولد وراجع”، بعدما قضى الشاب ليالي سعيدة في المولد ودع بها الدنيا، بعد تعرضه لموقف غاشم من أحد الكماسرة، أجبره على النزول من القطار وهو يتحرك بكامل سرعته، لتتحول ضحكاته إلى سواد على أسرته، حسب كلام زوجة عمه، “ربنا ينتقم من اللي أذاه ويأذيه في عياله وعيلته وصحته”.
الشاب راح ضحية كمسري تجرد من كل معاني الإنسانية، بل وتخطى ذلك بحدود، فلم تهمه روح الشاب كما تشر أسرته، “الناس قالوله هنبلغ عنك، قالهم متبلغوا خجو موبايلي وبلغوا منه”، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحسب شهود عيان، “في داهية.. دي عيال ولا تستاهل”.