حلاوة زمان عروسة وحصان.. تعرف على طقوس صناعة حلويات المولد النبوي في الفيوم

“حلاوة زمان عروسة وحصان”.. تلك الأغنية التي غناها المطرب محمد قنديل، وألفها الشاعر صلاح جاهين، يستمع إليها الجميع في الشوارع خلال هذه الأيام بالتزامن مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ويستخدمها بائعي الحلوى لجذب انتباه المواطنين، وخصوصًا الأطفال، الذين يصرون على شراء حلوى المولد،خاصة “العروسة الحصان”.

وتنتشر صناعة “العروسة والحصان” بمحافظة الفيوم، قُبيل المولد النبوي بـ 20 يومًا تقريبًا، وتستمر حتى يوم الاحتفال بالمولد، ويرجع تاريخها إلى العصر الفاطمي حيث كان الحاكم بأمر الله عاشقًا لإحدى زوجاته، وكان يصطحبها في نزهة يوم المولد النبوي.

وفي مصنع صغير لا تتجاوز مساحته 50 مترًا ينتشر على يمينك عشرات العلب الخشبية، المنحوت بداخلها العروسة والحصان، فيما يغلي السكر بداخل، آنية كبيرة على نار ملتهبة تحترق أسفلها.

وعلى اليسار العشرات من العرائس والأحصنة التي انتهت عملية تصنيعها وتُركت لتجف تمهيدًا لتزيينها وتغليفها قبل توزيعها على شوادر الحلوى.

وبينما يضع محمد سيد صاحب الـ 30 عامًا، “أواني كبيرة على نار ملتهبة، يوضح لـ”القاهرة 24” أن صناعة حلوى العروسة والحصان، تبدأ بصب 6 “صفائح” كبيرة من السكر ويضيف عليها لترين مياه، ويستمر بالتقليب حتى ينصهر السكر كاملًا.

ثم بعد ذلك يضع فيه القليل من الخميرة، ثم تأتي مرحلة الصب في “قوالب خشبية مصنوعة من جزئين منحوت بداخلهما شكل العروسة أو الحصان، حيث يتم غسلهم وتجفيفهم جيدًا ثم يربطون معًا بخيط جيدًا كي لا يتسرب الخليط من داخله.

وتابع أنه بعد ذلك يقوم بصب الخليط في القوالب ويتركها لمدة 5 دقائق كي يهدأ الخليط ويتم تفريغ قلب العروسة أو الحصان مرة أخرى، حيث أنّ العروسة والحصان الحلوى يكونا مفرغان من الداخل، وبعد ذلك يتم تركها حتى يتجمد الشكل الخارجي للعروسة والحصان ليتم إخراجه من القوالب الخشبية وترص في الهواء لتجف.

ثم يتم تزيينها بتلوينها بألوان طعام أو وضع تاج من الورق الملون على رأس العروسة وإلباسها فستانًا من الورق الملون، ويتم غسل القوالب مرة أخرى لصناعة عرائس وأحصنة أخرى حتى لا تتسبب بقايا العرائس والأحصنة في إفساد ما سيتم صناعته بعدها.

وأشار “سيد” إلى أنّ العروسة والحصان يتم صناعتهم منذ قرن أو قبل ذلك، ولن ينقرضا أبدًا، وسيظل يعمل في صناعتهما حتى وفاته وسيرثه من بعده أبنائه، حيث أنّها تراث أجداده ولن يسمحوا باندثاره، موضحًا أنّه رغم قلة صناعتها عن قبل لكنهم سيحافظوا عليها، خصوصًا أنّ الأطفال يُقبلون عليها بشدة ويحبونها.

كما أنها تكون مصدر رزق جيد لهم خلال هذه الفترة يوفر لهم الأموال التي تقضيهم باقي العام، مُوضحًا أنهم يبدأون في صناعتها قبل ذكرى المولد النبوي بعشرين يومًا وينتهي عملهم يوم المولد النبوي أي أنّ الموسم كله لا يتجاوز الـ25 يومًا.

وفي ختام حديثه، كشف “سيد” أنّ أسعار العروسة والحصان لم تزداد كثيرًا عن العام الماضي، حيث كانت تُباع بـ 17 جنيهًا العام الماضي، وتُباع بـ (18 جنيهًا) هذا العام بفارق جنيه واحد فقط، وتلك الزيادة بسبب ارتفاع أسعار الغاز، مُطالبًا الأسر بالاهتمام بإعادة التراث وتربية أبنائهم على شراء “العروسة والحصان” المصنوعين من الحلوى بدلًا من تلك البلاستيكية التي ليس لها فائدة سوى الشكل فقط.