المولد النبوي الشريف.. هنا أقدم مصنع حلويات يتخطى الـ100 عام وما زال يجذب المارة (صور وفيديو)
على بعد أمتار من مترو الأنفاق، وبالتحديد في ساحل شبرا مصر، رائحة حلوى المولد النبوي الشريف تفوح وتقتحم أنف المارة دون استئذان، وبدخولك إلى الشارع تجد نفسك أمام أقدم مصنع للحلوى في مصر، عمره يتخطى الـ100 عام بثلاثة أعوام، حمصية وسمسم وعروسة مولد، أطفال متراصين عمرهم أصغر من عمر قفل معلق على أحد أبواب مصنع “السباعي شبل”.
يقول السباعي شبل صاحب المصنع وحفيد “شبل الكبير” الذي أسسه منذ 103 عام: ” في ساحل شبرا مصر يمكنك أن تشتم رائحة حلاوة المولد ما أن تخرج من مترو الأنفاق داخلها، مغلفة بأيادي لا تزال على مدار 103 عامًا تعتبرها صناعتها الأولى، جدي الكبير بنى حيطان المصنع “يشير بأصابعه للحيطان” وأنا علقت لافتته القديمة، حلاوة المولد حياتنا وموسم بنستناه عشان نعيش”.
“أيها المبعوث فينا.. جئت بالأمر المطاع”، مع دخولك لذلك الشارع الضيق تجد الصوان مشدود بطول الشارع والأغاني والأناشيد التي تشدو وتتحدث عن ميلاد النبي تهز أرجاءه، وعلى الجانب الأيسر من الشارع “معرض” كبير به جميع أنواع الحلوى، كلٌ بسعره، وينتهي الشارع بمصنع جدرانه سوداء اللون من كثرة النيران المتوهجة، التي تخرج من الشعلات، والأبخرة المتصاعدة من الأواني، ولافتة كبيرة مكتوب عليها، “مصانع السباعي شبل” للحلويات.
مفتي الديار المصرية يهنئ الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف
رجال كبروا على حلاوة “السباعي شبل” يعتبرون أن زيارة المصنع جزء من المكان، عاملون كانوا أطفالًا يمثل المصنع بالنسبة لهم المولد، حسام الذي وصل لعامه العشرين وأصبح عاملًا في المصنع، يقول إن المولد النبوي منذ طفولته هو عبارة عن المصنع اللعب أمامه ومناغشة عم “السباعي”، وصداقته لإسلام نجله جعلته ابنا للمكان: “احنا بنشم ريحة المولد في المصنع كل حاجة فيه عبارة عن ذكريات لأهالي المنطقة، احنا حتى الليلة الكبيرة بنفرح فيه ونغني لسيدنا النبي: “قمرا قمرا”، لسه فاكر لحد دلوقتي المنشدين اللي بيجوا عشان يغنوا الليلة الكبيرة ويأكلوا حلاوة المولد من عند عم سباعي”.
حمصية على الطريقة الفاطمية، وملبن بطابعه الحدثي الذي يعود اختراعه للشبل الكبير، وعروسة مولد يتفنن العمال في جعلها أكثر جذبًا للخطاب والأطفال الصغير والكبير، كل شيء يبدوا متراصا كأسنان المشط ليجبر المارة على الأقل الوقوف أمام الصوان، ووقتها يأتي دور الباعة ببسماتهم على الشفاة التي لا تنقطع لتجد نفسك في النهاية أحد زبائن المصنع وهكذا سنويًا أصبح المكان مركز التقاء وشراء واحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف.