غرائب وعجائب الوسط الفني (3)
إن الجمهور والوسط الفنى كله يعلم قصة حياة أنور وجدى، ويعلم الحديث الذي دار بينه وبين الفنانة زينب صدقى، عندما كان أنور لا يزال ممثلاً مغموراً، وفى أحد أيام العمل كانا يجلسان سوياً وكانا يتحدثان عن الصحة والفلوس، فرفعت زينب يديها إلى السماء وصاحت:
- الصحة ولا مليون جنيه من عندك يا رب.
فرفع أنور يديه إلى السماء وهتف بصوت عال:
- طب ادينى سرطان ومليون جنيه يا رب.
ولم يكن يخطر بباله أن ما طلبه من الله سيتحقق بالفعل، فقد نجح أنور وجدى فى الوصول إلى المليون جنيه، من خلال تمثيله وإنتاجه للعديد من الأفلام، وخصوصاً تلك الأفلام التى جمعته بليلى مراد وبالطفلة المعجزة فيروز، ولكنه بعد أن جمع المليون أصيب فعلاً بالسرطان، حتى أنه فى إحدى نوبات مرضه اشتدت عليه الآلام كثيراً، فطلب منه الأطباء سرعة السفر للعلاج وإجراء بعض الفحوصات، ولكنه قام بتأجيل ما طلبوه لأنه كان مشغول جداً وقتها، وبعد أن أشتد عليه المرض، ذهب إلى الأطباء ليفعل ما يريدوه ولكن كان الأوان قد فات.
ولمن لا يعرف الكثير عن أنور وجدى الممثل والفنان أنور وجدى هو ممثل ومخرج ومنتج مصري من أصول سورية، كان من نجوم السينما المصرية ومن كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتى رحيله في منتصف الخمسينيات ، كتب وأنتج وأخرج العديد من أفلامه التى كان هو نجمها وبطلها الأول مثل ليلى بنت الفقراء وطلاق سعاد هانم وأربع بنات وضابط، كما أنتج وأخرج وكتب أفلاماً لنجوم آخرين مثل ليلة الحنة ، أسس أنور وجدي شركة الأفلام المتحدة للأنتاج والتوزيع السنيمائى عام ١٩٤٥ وقدم من خلالها حوالى ٢٠ فيلم من أشهرها سلسلة الأفلام التى قام ببطولتها مع ليلى مراد ( قلبى دليلى (١٩٤٧) ، عنبر (١٩٤٨) ، غزل البنات (١٩٤٩) …وأفلام أخرى)، وقدم أيضا الطفلة المعجزة فيروز فى ثلاثة أفلام من أنتاجه (ياسمين (١٩٥٠) ، فيروز هانم (١٩٥١) ، دهب (١٩٥٣) وكان فيلم أربع بنات وضابط (١٩٥٤) آخر الأفلام التى أنتجها، أشترك أنور وجدى فى تمثيل ٦ أفلام من أفضل ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية وهم العزيمة (١٩٣٢) ، غزل البنات (١٩٤٩) ، ريا وسكينة (١٩٥٣) ، أميرالإنتقام (١٩٥٠) ، الوحش (١٩٥٤) ، غرام وانتقام (١٩٤٤) ، وكان بطلاً فى ٤ أفلام منهم …. تزوج أنور وجدى ٣ مرات من ( إلهام حسين ، ليلى مراد ، ليلى فوزى )، ولم ينجب أولاد ، بعد رحلة مع المرض توفى أنور وجدى عام ١٩٥٥ وترك خلفه ما يقرب من ٧٠ فيلم.
ومن وجهة نظرى المتواضعه وبعيداً عن غرابة وغموض ما حدث، أحب أن أقول إياك أن تضحى بصحتك أو بوقتك مع من تحب من أجل جمع المال لأن المال لن يجلب لك الصحة إذا ذهبت ولن يعود بالزمن إذا مر ولن يعيد لك من تحب إذا رحل.