جون شول.. هرب من الحرب فى السودان فتعرض للتنمر بمصر (بروفايل فيديو)
فجأة استيقظ المصريون على اسم جون منوت شول، الطالب القادم من جنوب السودان، وهو يتردد بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد واقعة تنمر تعرض لها على يد 3 شباب، الأمر الذي دفع بكثير من المصريين للتعاطف معه والمطالبة بالقبض على المتنمرين ورد اعتبار الطالب.
في الثامنة من صباح اليوم، توجهنا إلى مدرسة القديس شارلس لوانقا بالعباسية، حيث يدرس “جون” رفقة أبناء جالية جنوب السودان في مصر، سواء كانوا في مرحلة الحضانة أو المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
العديد من الطلبة والطالبات من جنوب السودان ينتشرون في حوش المدرسة المغطى بظلال المباني المحيطة بالمركز التعليمي التابع لكنيسة القلب الأقدس بالعباسية، مجموعة تتسامر علي اليمين، وأخرون يضحكون على اليسار، ومجموعة ثالثة تتناول الطعام، ورابعة تتحدث مع مدرس على درجات الاختبارات.
“القاهرة 24” عايش هذه الأجواء معهم ليقضي يوم دراسي برفقة “جون” وأصدقاءه داخل مدرستهم.
تجولنا داخل المدرسة، الابتسامة الكبيرة الواضحة على وجوه الأطفال هي التي تصدرت المشهد، وعلى بعد خطوات من فناء المدرسة يوجد مبنى قصير على اليسار، بصعوده دخلنا بممر ثم ممر آخر حتى وصلنا لفصل يحمل لافتة أعلاه “Class 4-B”، وهو فصل الطفل جون منوت شول أجاك، بطل واقعة التنمر من 3 شباب مصريين.
الفصل مساحته صغيرة، وأعداد الطلاب به لا تتعدى العشرين، المقعد الواحد لا يحمل سوى طفل أو اثنين على الأكثر، السبورة الأمامية صغيرة الحجم، الجدار الذي يحدها به إنحناء يشبه “القبة”.
جاء جون منوت شول، البالغ من العمر 16 عامًا، في الصف الرابع الابتدائي، ليقابلنا بوجهه البشوش الباسم، موضحًا أن حادثة التنمر التي وقعت له ليست الأولى أثناء ذهابه إلى المدرسة.
على صعيد المدرسة، بيتر لوكا ملواج مجاك، مشرف المرحلة الثانوية، قال إن المدرسة كانت في بداية الأمر عبارة عن حضانة فقط حينما أنشئت عام 1990 بعدما قرر أعضاء الكنيسة إنشائها، وذلك لأن أبناء الجالية الجنوب سودانية في مصر كانت بسيطة.
وأضاف، أنه مع مرور الوقت ومع ازدياد أعداد أبناء الجالية، فقد توسعت المدرسة لتتحول لمركز يدرس لجميع المراحل التعليمية حتى المرحلة الثانوية.
“جون” عاد بذاكرته لسرد تفاصيل الواقعة التي تعرض لها، فقال إنه أثناء ذهابه للمدرسة في تمام السابعة صباحًا التقى بمجموعة من الشباب المصري في طريقه للمدرسة، وأرادوا أخذ حقيبته عنوة، وكان أحدهم يصوره بهاتفه المحمول الخاص، ويسخرون منه.
وأردف: “أنا مردتش عليهم لأني طالب في المدرسة، ولابد أن احترم المدرسة واحترم البلد الموجود فيها، فهي في النهاية ليست بلدي”.
على جانب آخر، قال مشرف المرحلة الثانوية بالمدرسة: “كنا نستخدم المنهج المصري في التدريس، لكنه كان ينتهي عند الصف الثالث الإعدادي، لذلك كان الطلاب لا يستطيعون الدخول للكليات، ولذلك أصبح منهج التدريس داخل المركز هو المنهج السوداني الذي وضع عام 1956 بعد الاستعمار، لذلك تأتي امتحانات الشهادات من السودان ثم تصحح بها ليدخل الطالب بعد ذلك للكلية”.
ولفت مشرف المرحلة الثانوية، إلى أن المركز يحتوي على أكثر من 400 طالب في المرحلة الثانوي، وأكثر من 200 طالب في مرحلة التعليم الأساسي، وشهد تخرج العديد من الدفعات، البعض منهم يعمل بخدمة الكنيسة وخدمة الإنسانية.
“جون” كان من بين هؤلاء الذين أتوا إلى مصر هاربين من ويلات الحرب، إذ أوضح أنه مولود بمصر منذ 16 عامًا، فقد انتقلت أسرته من جنوب السودان لمصر بسبب الحرب الذي نشب بين جنوب وشمال السودان، فقرر رب الأسرة اصطحابهم إلى مصر بحثًا عن حياة أفضل.
وتتكون أسرة جون أب وأم و7 أخوات ذكور وبنت واحدة، يقيمون في عزبة مكاوي بمصر، ولا يعمل من الأسرة سوى الوالد فقط، فهو يعمل بفندق، والظروف المعيشية لهم صعبة جدًا.
وعن الفيديو الذي تم تصويره ليلًا وكان يجمع جون مع هؤلاء الشباب في أحد ملاعب كرة القدم، بين الطالب جنوب السوداني أنهم حاولوا إعطائه أموالا لأن فيديو تنمرهم قد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ووصل إلى وزارة الداخلية، وظهر معهم في فيديو دون رغبته الكاملة.
لم يحدد جون هدفه بعد، ولكنه يحب كورة القدم ويشجع نادي “ريال مدريد” الإسباني، كما أن كريستيانو رونالدو هو لاعبه المفضل هو برفقة محمد صلاح