الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الإفتاء: المساجد أكثر دور العبادة تعرضًا للإرهاب في 10 سنوات.. وهجوم “الروضة” الأكثر دموية

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 25/نوفمبر/2019 - 12:32 م

أطلق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية – في الذكرى الثانية لمذبحة مسجد الروضة- دراسة مطولة عن “خرائط العنف والإرهاب على المساجد خلال السنوات العشر الماضية” وتتناول الدراسة في محورها الأول فتاوى العنف والإرهاب التي تجيز تفجير وتخريب المساجد، ورسم خرائط العمليات الإرهابية التي نفذت ضد المساجد بداية من 2009، وسعت الدراسة إلى تتبع توزيع العمليات الإرهابية ضد المساجد وفقًا لمنحنيات تصاعدها زمنيًّا، وتوزيعها الجغرافي، وقراءة أبرز أنماط العمليات الإرهابية المنفذة ضد المساجد ودلالتها.

وتناولت دراسة في محورها الثاني حجم اعتداءات مروجي الإسلاموفوبيا ضد المساجد في عدد من الدول الغربية، بالإضافة إلى عرض أبرز أنماط تلك الاعتداءات ومستوياتها المختلفة، كما تتطرق إلى أبرز الأسباب التي يسوقها المتطرفون في الغرب ضد المساجد وأسباب مهاجمتها ومعارضتها بكافة الأشكال.

خرائط العنف والإرهاب على المساجد أبرزها مسجد الروضة

وأكد المرصد على أن الدراسة تنطلق من فرضية رفض العنف والإرهاب بالإسلام، فالعالم الإسلامي والمسلمون ودور عبادتهم على رأس قوائم ضحايا العنف والإرهاب، ويشير المرصد إلى أن القراءة الأولى لتاريخ العنف ضد المساجد يشير إلى أن المساجد ودور العبادة المسلمة هي أكثر دور العبادات تعرضًا للعنف والإرهاب، حيث تتنوع مصادر العنف ضد المساجد من العمليات الإرهابية، عمليات التطهير العرقي، الحروب الأهلية، النزاعات الطائفية، الإسلاموفوبيا، الصراعات المسلحة، الاحتلال الاستيطاني، أخطاء العمليات المسلحة في مكافحة الإرها، وأكد المرصد أن الدراسة من هذا المنطلق تركز على قراءة عنف الإرهاب والإسلاموفوبيا ضد المساجد كمصادر تهديد أساسية ضد المساجد.

وأكد المرصد أنه بالرغم من محاولة ربط البعض تصاعد وتيرة اعتداءات الإسلاموفوبيا ضد المساجد بارتفاع وتنفيذ العمليات الإرهابية في العواصم الغربية، فإن اعتداءات الإسلاموفوبيا وهجمات العنف هما وجهان لعملة واحدة وهي كراهية الإسلام والمسلمين.

وأوضح المرصد أن نتائج الدراسة كشفت أن ضحايا عنف وإرهاب الجماعات المتطرفة التي تدعي أنها تحارب باسم الإسلام، أضعاف مضاعفة مقارنة بضحايا عنف الجماعات غير الإسلامية مثل مروجي الإسلاموفوبيا باستثناء هجوم نيوزيلندا الإرهابي، وهو ما يؤكد أن مشاريع الجماعات مثل القاعدة، وداعش، والإخوان، وبوكو حرام، والشباب،… وغيرها، هي مشاريع لا تحتسب في سعيها مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الدين والنفس والمال والعرض للمسلمين وغير المسلمين.

كذلك أوضح المرصد أن نتائج الدراسة كشفت عن تنفيذ 184 عملية إرهابية نفذت في 36 دولة خلال الـ10 سنوات الماضية، وقد راح ضحيتها أكثر من 3447 شهيدًا وإصابة أكثر من 6333.

العمليات الإرهابية ضد المساجد بدأت فى التصاعد منذ 2015

كما كشفت الدراسة أن منحنى تصاعد العمليات الإرهابية ضد المساجد آخذ في التصاعد منذ عام 2015 مع صعود تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وتمدده في مناطق عدة، وكذلك تنامي نشاط تنظيم بوكو حرام وحركة طالبان باكستان وهي الجماعات الأكثر تنفيذًا للعمليات الإرهابية ضد المساجد.

وقد كشفت نتائج الدراسة بأن أعوام 2015، 2019، 2018 هي أكثر السنوات عنفًا ودموية ضد المساجد، حيث يعتبر عام 2015 الأكثر عنفًا ضد المساجد فنُفِّذ أكثر من 17% من حجم العنف خلال السنوات العشر الماضية ضد المساجد، وسقط جراءها 25% من شهداء العنف على المساجد خلال تلك الفترة، وأدت إلى إصابة 51% من حجم الإصابات خلال تلك الفترة، فيما يتقارب عام 2019 من حيث عدد العمليات المنفذة ضد المساجد بنسبة بلغت 17% من حجم العمليات المنفذة خلال السنوات العشر الماضية، ولكن تأثيرها أقل حيث سقط عدد قليل من الشهداء بنسبة بلغت 6% من حجم الشهداء الكلي خلال فترة الرصد، ونتج عنها إصابة 3% من حجم الإصابات الكلي خلال نفس الفترة.

المدن الإسلامية هي الأكثر معاناة مع العنف والإرهاب ضد المساجد

أكدت نتائج الدراسة أيضًا أن مدن وعواصم العالم الإسلامي المنضوية تحت لواء منظمة التعاون الإسلامي هي الأكثر معاناة من العنف والإرهاب ضد المساجد، حيث كشفت النتائج تعرض 20 دولة إسلامية لعمليات عنف ضد المساجد خلال السنوات العشر الماضية، نفذ بها ما يقارب من (88% من جملة العمليات الإرهابية ضد المساجد خلال تلك الفترة، ترتب عليها سقوط ما يقارب من 95% من جملة شهداء العنف على المساجد خلال تلك الفترة، فيما تسببت في إصابة 97% من جملة الإصابات خلال تلك الفترة.

كذلك ذكرت نتائج الدراسة أن خمس دول هي العراق، وباكستان، ونيجيريا، وأفغانستان، وسوريا تعد بالترتيب هي الأكثر معاناة من عنف وإرهاب الجماعات المتطرفة على المساجد، فقد عانت تلك الدول الخمس مجتمعة عمليات إرهابية بلغت نسبتها 61% من جملة هجمات العنف على المساجد خلال السنوات العشر الماضية، راح ضحيتها (38%) من جملة الشهداء.

وكشفت نتائج الدراسة أيضًا أن هناك خمس هجمات إرهابية تعد هي الأكثر عنفًا ودموية ضد المساجد خلال ال السنوات العشر الماضية، وهي هجوم مسجد الروضة بمصر 2017، ومذبحة مساجد كوكاوا بنيجيريا 2015، وهجمات مسجدي بدر والحشوش بصنعاء اليمن 2015، وهجمات ضريح السيدة زينب بسوريا 2016، وهجوم المسجد الكبير بمدينة كانو بنيجيريا 2014، وقد نتج عن تلك الهجمات الخمس سقوط 846 شهيدًا أي ما يوازي 25% من جملة الشهداء خلال السنوات العشر الماضية جراء الـ 184 هجومًا.

هجوم مسجد الروضة الأكثر دموية خلال العقد الأخير

أكدت نتائج الدراسة أن الهجوم على “مسجد الروضة” يعد أكثر الهجمات عنفًا ودموية ضد المساجد خلال السنوات العشر الماضية، فقد كشفت التحقيقات الأولية – حسب الهيئة العامة للاستعلامات- أنه في يوم الجمعة 24/11/2017 وأثناء بدء خطبة الجمعة بمسجد الروضة في بئر العبد شمال سيناء، قامت مجموعة من العناصر التكفيرية يتراوح عددها ما بين 25 و30 إرهابيًّا يرفعون علم داعش قامت بإطلاق الأعيرة النارية وطلقات الرصاص على المصلين بطريقة عشوائية، مما ترتب عنه استشهاد 305 شهداء من المصلين داخل المسجد أي ما يقارب 9% من جملة شهداء المساجد خلال السنوات العشر الماضية، من بينهم 27 طفلًا كانوا برفقة ذويهم، فضلًا عن إصابة 128 آخرين.

وأوضحت الدراسة أن ارتفاع متوسط حجم ضحايا المساجد خلال السنوات العشر الماضية يرجع إلى استهداف التجمعات والمساجد الكبرى، وأن غالبية التفجيرات تمت أثناء أداء صلاة الجمعة أو أثناء بعض الطقوس في المناسبات الدينية العامة عند الشيعة والصوفية، كما ترجع إلى تعدد أنماط الهجمات والتي تراوحت بين التفجيرات الانتحارية، والسترات الناسفة، والعبوات الناسفة، والسيارات والدراجات المفخخة، وزرع القنابل، وإطلاق النار العشوائي، والطعن.

الإسلاماوفوبيا ضد المساجد

وفي الاتجاه الآخر وعلى جانب الإسلاموفوبيا ضد المساجد يؤكد المرصد على أن هناك صعوبة في رصد وتقييم حجم الاعتداءات على المساجد ودوافعها المختلفة، ولكنه يؤكد على أن الدراسة اعتمدت على بعض النتائج التي قدمتها بعض التقارير والتي أكدت أن هناك تصاعدًا وارتفاعًا مخيفًا في معدلات الاعتداءات على المساجد مع اختلاف مستوى خطورة أنماطها والتي تتراوح بين “النوافذ المحطمة، الكتابة على الجدران، التدنيس، إشعال الحرائق العنيفة، التفجيرات، إرسال طرود مشبوهة” كما أكد أن تلك الاعتداءات دائمًا ما تكون مصاحبة بتحريض إعلامي وأدبي واسع الانتشار في تلك العواصم وكذلك التهديدات البريدية والإلكترونية بزرع القنابل أحيانًا، ودافعة إلى إقرار تمييز تشريعي وتقييدات إدارية ضد المساجد في تلك البلدان.

في الختام، أكد المرصد على ضرورة تحمل المسئولية الأدبية والتوقف التام عن اتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب والعنف، ووضع المفاهيم والمصطلحات في سياقها القانوني والتشريعي والأدبي والسياسي، بما يتناسب مع الرغبة في القضاء على كافة أنواع التمييز والعنف ضد البشر أيًّا كانت ديانتهم أو عرقهم، والعمل على إيجاد تشريع دولي ملزم للدفاع عن دور العبادة لكافة الأديان.

تابع مواقعنا